وامتد ليل الحنين النابت في عمق المشاعر إليكِ عبر منافذ الشوق فالتهبت شمس العواطف لتنزلق الذكرى المكفنة بأبخرة الماضي وتعانق هذا الليل اللاهث خلف أشعة لا تخطيء العنوان ..
على شاطيء الشوق منارة أنتِ .. تخطو فوقها عصافير تحتضن آهات العشاق كأنها شجر لبلاب يعانق التسلق كما يعانق الحنين طيفك المتصاعدة صورته في ذاكرتي مع أبخرة الأماني الممتليء بها إبريق الحياة ..
على طرق القمر وعندما يتكسر الشوق على أقدام اللاهثين في ممر الليل كنت أتثبث بمواعيد لم تأتِ بعد .. ومع هذا مازلت أتسكع على أرصفة الإنتظار ومنعطفات التشوّق ..
من كوة الحنين تمتد يد اللهفة لتجوس خلال جيوب الذاكرة , تنقب في مفكرة الآلام التي أحتفظ بها في محفظة القلب .. قصاصة وجد كانت متوارية في وجل .. تئن من وقع أقدام الألم عليها وتنفث الآهات :
( أنزف لكِ في هذه اللحظة التي تلفظ ثوانيها الأخيرة وساعة الحزن المعلقة على نياط القلب تشير الى اليائسة توجعاً بتوقيت البكاء .. أنزف لك على ورقة عانقت القلم ذات شوق وذرفت أدمعاً ضاق بها قفص السطر ولم تستطع تجاوز نقطة آخر الهجر .. أنزف لكِ وقد أدرت قرص الليل لأهاتفك , صعقني صوت الخوف وهو يلوي عنق الأمل مردداً - هذا القلب غير موجود في الخدمة مؤقتاً - .. )
ليلة الأنين الموافق لليوم الكامن من سهاد الأول
يوسف