3 / " المواقف النبيلة .. دعوة صامتة "


سقط رجل عجوز على رصيف في أحد شوارع نيويورك , فحملته سيارة الإسعاف إلى المشفى

واستطاعت الممرضة أن تقرأ من محفظة الرجل الملوثة اسم ابنه وعنوانه ــ وكان في السلاح البحري ــ فبعثت إليه برسالة عاجلة فحضر .

وعندما وصل إلى المشفى , قالت الممرضة للعجوز الذي غطي بكمامة الأوكسجين " ابنك هنا "

فمد الرجل يده , وهو تحت تأثير المهدئات , فأخذها الشاب المجند وضمها إلى صدره بحنان لمدة أربع ساعات !

وبين الحين والآخر , كانت الممرضة تطلب من الشاب أن يستريح أو يتمشى قليلاً .. فيعتذر بلطف !

وعند الفجر , مات الرجل العجوز ..

فقال الابن للممرضة : من كان هذا الرجل ؟

فقالت الممرضة : أليس أباك ؟

قال الجندي :لا , ولكنني رأيته يحتاج إلى ابن فمكثت معه !

لعل الاستغراب هنا يعود لأن المعروف اصبح لا يصنع إلا لمن نعرف
حتى السلام لا يرد إلا على من نعرف ولو فعلناه مع اشخاص لا نعرفهم
لأصبحنا محل تفكيرهم واستغرابهم .