تشهد سيبيريا اهتماما متزايدا بتربية الوعول لما لها من فوائد طبية ترسخت في الذاكرة الشعبية وباتت تتطلع إلى منافسة نظيراتها في الطب الأكاديمي.. ولا يربي المزارعون الوعول البرية في جبال منطقة آلتاي السيبيرية الروسية من اجل لحمها او فرائها فقط ،وانما بالدرجة الأولى للحصول على قرونها الثمينة ، اذ تستخرج منها مادة غنية تحوي عناصر هرمونية وبيولوجية أخرى تمتاز بقوتها وتأثيرها الايجابي الفعال على صحة وعمر الإنسان.
ان خلاصة قرون الوعل مادة تستخدم منذ القدم على نطاق واسع في الطب الشعبي الآسيوي.. لا سيما في كوريا الجنوبية التي تستهلك معظم انتاج العالم من هذه المادة. فلدى الكوريين آلاف الوصفات من أقراص وشراب ومراهم اعدت على اساس قرون الوعول.
يتم الحصول على القرون عبر عملية صعبة وحساسة للغاية بالنسبة للمربي وللوعل طبعاً ،إذ يجري قص قرون الوعل الذكر بالمنشار بعد بلوغه السنتين من العمر.. لتعود وتنمو السنة المقبلة.. أما الإناث فلا قرون لها..
حيوان صحراوي يتبع عائلة البقريات التي تضم الضأن والماعز والظباء والأبقار ، تتميز حيوانات هذه العائلة بأن لها قروناً حقيقية تتكون من محور عظمي بسيط غير متفرع تغطية المادة القرنية وهي قرون دائمة لا تسقط ولا تتبدل طيلة حياة الحيوان . يخلو الفك العلوي فيها من القواطع والأنياب ، أما السفلي فيحتوي على قواطع وأنياب ، تشبه القوطع في شكلها ، يستخدمها الحيوان في رعي النباتات .
يتبع هذه العائلة ثمانية أنواع معروفة في شبه الجزيرة العربية هي : المها العربي ، غزال الريم ، غزال الادمي ، غزال العفري ، والوعل النوبي أو البدن. وهناك التيس البري ، والضأن البري ، والطهر العربي .
يضم جنس الوعول مجموعة من الأنواع المتأقلمة للحياة تحت ظروف درجات الحرارة المرتفعة والجفاف تعيش في الجبال المرتفعة في بيئات تختلف من التلال المتموجة إلى الجروف الشاهقة شديدة الانحدار. يمكنها التحرك بسهولة والمناورة فوق الصخور الحادة في المناطق الوعرة بحثاً عن الغذاء والمأوى . وكذلك من التقافز لقضاء الوقت والتسلية فوق الصخور الناتئة المنحدرة في الجبال حيث يمكنها أن تحافظ على توازنها جيداً في حركات بهلوانية سريعة . ومعظم الأنواع التابعة للجنس تفضل المعيشة في بيئات الجبال الباردة حيث تعيش في اوروبا واسيا ، هناك نوعان فقط من الوعول امكنهما أن يوسعا منطقة إنتشارهما الطبيعي لتشمل الجبال الجافة في الجزيرة العربية وشمال افريقيا واثيوبيا احدهما هو الوعل النوبي او البدن ، ويوجد منه اعداد في المملكة العربية السعودية حيث يوجد في المنطقة الوسطي وفي شمال المملكة وكذلك في الجزء الجنوبي الغربي من سلسلة جبال السروات .
يمكنه ان يتحمل الجفاف جيدا ويحتفظ بماء جسمه رغم ندرة مياه الشرب حيث يتغذى على النباتات العصارية المتشحمة ليحصل على احتياجاته المائية إلا أنه على عكس الغزال لا يمكنه الاستغناء عن مياه الشرب ، وهي نقطة ضعفه ولذلك يتربص به الصيادون دائما عند موارد المياه حيث لا يستطيعون ملاحقته في الاماكن العالية الوعرة التي يعيش فيها . وطيلة أشهر فصل الصيف الخالي من الأمطار لا تنشط هذه الحيوانات إلا في فترة الغسق حيث تخف درجة الحرارة ، وتخرج للغذاء في الساعات المبكرة من الصباح قبل أن يبدأ الحر ، وتقضي كل النهار في الاماكن الظليلة في الشقوق وتحت الصخور الناتئة.
لون الشعر الجسم بني محمر وتختلف درجة اللون باختلاف البيئات التي يعيش بها بحيث يتفق اللون مع لون الصخور السائد في المنطقة مما يساعد الحيوان على التخفي من أعدائه فلا يكاد يرى وهو ساكن لا يتحرك. قمة الذيل سوداء في الذكر والأنثى وتوجد علامات سوداء او سوداء بنيه على الجهتين الأمامية والخلفية والجهة السفلية للصدر والبطن كلها بيضاء اللون ، ويمتد اللون الأبيض متوسطا الى الحلق في الإناث . الذكور ملتحية ويمتد خط مسود اللون في المنطقة الظهرية فوق الصدر وقد يشمل الاسوداد الخطم والذقن وجانبي البطن ، كما يوجد خط اسود على الكفل في الذكر ، وتخلو الإناث تماما من هذه الخطوط المسودة . لا توجد فروق في اللون بين الذكور والإناث في القطيع الموجود في تلال الطويل في شمال المملكة .
قرون الذكر البالغ قد تصل في طولها الى المتر وهي مقوسة الى الخلف بشكل كبير ، وعليها حلقات واضحة ذات نتوءات بارزة على السطح الأمامي ، القرون صغيرة والنتوءات اقل وضوحا في الإناث .
يعيش في قطعان مختلطة الجنس ، ويبلغ متوسط عدد افراد القطيع في المملكة الي 7 افراد ولكن توجد قطعان اكبر عددا من ذلك ، يسير القطيع في صف واحد تتقدمه أنثى وغالبا مايتقدمه ذكر. يحدث التزاوج في الخريف حيث تظهر علامات الشبق في أوائل اكتوبر ويستمر موسم التزاوج حتى منتصف نوفمبر ، وتتزاوج الإناث مع الذكور السائدة في القطيع.
مدة الحمل تتراوح من 150 الى 163 يوما ، ومع تقدم الحمل تبدء الامهات في طرد الصغار من حولها وتأخذ في الإنعزال عن القطيع في أعالي الوديان حيث تبقى هناك حتى تتم الولادة في الربيع ( شهري إبريل ومايو ) . وتخفي الأم صغيرها لمدة 34 أيام حرصا عليه من الحيوانات المفترسة ، وترضعه لمدة شهر تقريبا يتبعها خلاله حيث تذهب ولكنها لا تذهب بعيدا محافظة على الصغير . وبعد ان يبدأ الصغير في التعود على الرعي بنفسه يظل يتبع أمه التي تمشي عادة الهويني في خطى وئيدة كي يتمكن من ملاحقتها . ويستمر ذلك الوضع لعدة شهور يتباعد الصغير في نهايتها عن أمه تدريجيا حتى يستقل بنفسه .
تلد الإناث صغيرة السن (عامان) حملا واحدا ، وتزداد نسبة التوائم في المواليد كلما تقدم العمر بالانثى ، وتكون أغلب الولادات توائم في الإناث ذات عمر أربع سنوات وأكثر. تلعب صغار الوعول بعضها مع بعض فتتقافز وتستدير وتجري وتعود ، وقد يشاركها الآباء في لعبها وذلك كتمرين رياضي لها لتقوية عضلاتها وأرجلها ، وتعويدها على التحرك السريع ، والقفز على الصخور الناتئة الوعرة، والهروب من المفترسات.
وقد أمكن تمييز خمسة أنواع من اللعب تمارسها صغار الوعول هي : التناطح بين الذكور الصغار دون ان يضر احدهما بالآخر ، حفظ التوازن فوق قمة صخرة عالية ناتئة لا تكاد تكفي إلا لوضع الأرجل الأربعة معا في نقطة واحدة لاستكشاف المناطق البعيدة ، القفز بالأرجل الأربعة معا مع الإستدارة الى الخلف والهبوط في اتجاه معاكس ، الملاحقة و التسابق ، الغزل بين الصغار التي لم تصل الى سن البلوغ
منقول