جاء في اللسان تحت مادة ( ذخر )
والإِذْخِرُ حشيش طيب الريح ... ، واحدتها إِذْخِرَةٌ ، وهي شجرة صغيرة؛ قال أَبو حنيفة: الإِذْخِرُ له أَصل مُنْدَفِنٌ دِقاقٌ دَفِرُ الريح ... يطحن فيدخل في الطّيب،
وهي تنبت في الحُزُونِ والسُّهُول وقلما تنبت الإِذْخِرَةُ منفردة؛ ولذلك قال أَبو كَبير: وأَخُو الإِباءَةِ، إِذ رَأَى خُلاَّنَهُ، تَلَّى شِفَاعاً حَوْلَهُ كالإِذْخِرِ .
__________
وإليك شرح ما سبق :
أما قوله ( حشيش ) فهو كما قال إذ الإذخر من نفس الفصيلة ، والحشيش لفظة تخصص وتعمم ، فإذا عممت فهي كل نبت يحش للماشية يابساً أو رطباً على خلاف يسير ...
وإن خصص فهو النبتة التي عناها ابن سيدة بقوله : وهي من خَيْر مراعِي النَّعَم، وهو عُرْوَةٌ في الجَدْب وعُقْدة في الأَزَمات، إِلا أَنه إِذا حالت عليه السنة تغَيَّر لونُه واسْودَّ بعد صُفرتِه ...
فهو النبات الأخضر بصفرة ذي الزهر الضارب إلى الحمرة كما في الصورة ...
ثم بعد اخضراره يصفر كما تراه بين شجر الطلح والعرعر ، وهو حينها من خير ما علفت به الماشية ...
وأما قوله ( طيب الريح ) : فما وجدت أطيب من ريحه !، ولا تعجب إن اشتممته فلم تجد له ريحاً ، فهذا ما حصل لي ، وكنت مع رفقة أخيار فأشار إلي عضو مكشات
رفيقنا في الرحلة الأستاذ " مطر الليل " أن أفرك حشيشة الإذخر ، فطار شذاها وعبق أريجها كأعطر ما شممتَ .
ولهذا قال أبو حنيفة كما نسب له صاحب اللسان " يطحن فيدخل في الطّيب " .
وأما قوله : ( وهي شجرة صغيرة ) فهو كما قال إذ الإذخر لا يتعاظم فيكون منه الصغير والكبير كالمرخ مثلاً ...
وهو كما تراه هنا في الصورة :
وأما قوله : ( تنبت في الحُزُونِ والسُّهُول ) ، فإن ما هو مصور هنا من السهول ، في الخبوت على طريق " حَقَال " في تهامة إلى الشرق من الليث .
وأما قوله : ( وقلما تنبت الإذخرة منفردة ) فصدق والله !!
وانظر لهذه الصورة فهي خير من كثير كلام ، ورحم الله علماءنا ما أدق وصفهم .
وبعد :
فإن للإذخر استعمالات شتى ، كتسقيف البيوت ومعالجة القبور ولهذا استثناه النبي صلى الله عليه وسلم من العضد في مكة ...
![]()
كما في الحديث وهو عند مسلم :
" اِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَاِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ لاَحَدٍ قَبْلِي وَلَمْ يَحِلَّ لِي اِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ
اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ يُعْضَدُ شَوْكُهُ وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهُ وَلاَ يَلْتَقِطُ اِلاَّ مَنْ عَرَّفَهَا وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا " . فَقَالَ الْعَبَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اِلاَّ الإِذْخِرَ فَاِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَلِبُيُوتِهِمْ . فَقَالَ " اِلاَّ الإِذْخِرَ " .
وللإذخر استخدامات اُخَرُ واستطبابات تبحث في مظانها والله أعلم وأحكم .
منقول