الطير مع الله تعالى
الطير أمة من الأمم خلقها الله تعالى، وألهمها سبل الحياة، وجعلها برهاناً على عظمته، فقدّر أقواتها وآجالها ضمن نظام محكم. قال تعالى:
وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرَّطْنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون
[الأنعام: 38]. هذه الأمة من الطير خاضعة إلى الله اضطراراً شأنها شأن سائر الحيوانات، يأمرها فتنفذ وتطيع من دون تردد، وتسبّح له وتصلي كما ألهمها سبحانه، وقد ورد ذلك في القرآن، يقول تعالى مخاطباً الرسول صلى الله عليه وسلم وكل إنسان عاقل
ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافّات كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون
[النور: 41].
سبحانك ربي ما أعظمك
هذا التسبيح والصلاة ديدن الطير، راغبة إلى ربها وقد شاركت سيدنا داود عليه السلام في ذلك، فكان كلما سبّح سبحت معه، وفي ذلك دافع للإنسان الذي خلقه الله مختاراً في عبادته، أن يسابق الطير وغيرها في التسبيح والعبادة، لأن الله أكرمه وكلّفه بالأمانة التي حملها ولم تحملها السماوات والأرض وأشفقن منها، فحريٌّ بهذا الإنسان أن يكون له في مداومة الطير على تنزيه الله وتسبيحه حافزاً على كثرة السجود لله تعالى واللجوء إليه وتحكيم شرعه في حياته.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
بارك الله فيك أختي الكريمة ونفع بك موضوع مميز بكل ما تعنيه الكلمة