في ليلةٌ كان يسودها الأنس..
نتبادل أطراف الحديث حول طاولة الحب..
لم يكون للكدر مكان في قلوبنا..
أخذت أحكي لها عن مدى عشقي..
وأخذت تقول لي عن مدى إعجابها..
كان لبياض النوايا في قلبي أكبر المساحات..
وكان للعب على مشاعري في قلبها الشي الكبير..
كنت أهديها وردةُ نقاء.. فتهديها لغيري..
كنت أكتبها أنشودةُ المطر.. فتنسكب ودقاً على حقول غيري..
كنت أزرعها وردةٌ طاهره.. فتجنيني شوكاً..
كنت أعزفها عشقاً.. فتتغنى بي هجراً..
كنت أشعلها نوراً.. فتعبث بي ظلاماً..
لا أدري هل كنت أستحق كل ذلك؟؟
هل لأني عشقت من عمق أعماقي؟؟
أم لأني لم أتقن التروي والزهد!!
هل لأني تحليت بصدق النوايا؟؟
أم لأني لم أقشع حجب الخبث!!
هل لأني سلمتها زمام قلبي؟؟
أم لأني لم أجيد تولي القياده!!
أسئلة وشكوك تحوم حول طاولة حبي..
لم أجد لها في وزارة العقل الراجح لوزير..
ولم أجد لها في ديوان المشاعر لمشير..
ولم أعثر لها في شؤون العشق لسفير..
ولكن عد ياقلبي إلى أدراجك فرحلتك بائت بالفشل..
عد إلى حيث كنت..
فليس لك في سماء العشق نجم يألق..
وليس لك في حقول الحب زهرٌ يعبق..
عد إلى حيث كنت..
عد وأعد ترتيب رحلتك..
كي لايسقطك الدهر مرة أخرى..
فالمؤمن لايلدغ من الجحر مرتين..
|