مرحبا بك يا همس الضمير ونسعد بوجودك بيننا؟ وبدايتك قوية ما شاء الله. فموضوعك موضوع فلسفي قديم قدم تاريخ النفس البشرية :فهم الذات والتعرف عليها و ادراك شهواتها ورغباتها والسيطرة عليها وتوجيهها وفق العقل والمنطق والضمير والاخلاق ومراعاة مشاعر الاخرين نحوها. هذه قضايا شائكة ليس للانسان فيها الا ان يسدد ويقارب ويتقي الله حسب الاستطاعة ( واتقوا الله ما استطعتم). والنفس البشرية انواع فهناك النفس الامارة بالسوء عياذا بالله وهناك النفس اللوامة ؟ وبشأن تساؤلك هل نحن نقود انفسنا نحو الخير ام هي التي تقودنا نحو رغباتها وهل نحن بحاجة لمن يقيمنا ويوجهنا ام ان التوجيه والتقييم ينبع من ذواتنا؟ فالواقع ان هناك ايضا نوعين من الشخصيات فالشخصية التي تحمل مرجعية داخلية تردعها باستمرار عن الخطاء وتدفعها دوما نحو الصلاح والخير وكل ما هو جميل وهناك الشخصية ذات المرجعية الخارجية فهي دوما بحاجة لدعم ودفع وتوجية وارشاد خارجي وسبب تكون شخصية الانسان من هذين النوعين يرجع ايضا لاسبا منها ما هو وراثي ومنها ما هو ناتج تنشئة اسرية مدرسية اجتماعية( وينشأ ناشيء الفتيان منا على ما كان عوده ابوه) (ولكل امرء من دهره ما تعود)( ويولد المولود على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه)تاتي بعد ذالك قيم وثقافة المجتمع وقبل ذالك تاتي طرائق واساليب التربية والتعليم في مدارسنا امور متشابكة يا همس جدا متشابكة (تشابك الشعر باللبان) تتشكل في ذواتنا يوما بعد يوم وتتشابك وتتكاثف لينتج عنها في اخر المطاف هذا المنتج الغريب المدعو الشخصية فليحمد الله كل من وجد ان شخصيته سوية معتدلة قويمة تدفعه دوما لكل جميل وعلى من يجد خلاف ذالك لا سمح الله فليستعن بكل وسيلة ممكنة لتعديل وتقويم ذاته وتطويرها ولا يحتج بما سلف من ظروف حياته وتنشئته وتعليمه التي تسببت في تشكيل نمط شخصيته لاننا لو اردنا تبرير اخطائنا لوجدنا الاف المبررات والذرائع والحجج لكنها كلها من تلبيس ابليس الذي يريد ان يوردنا لمهالك الدنيا والاخرة والله المستعان وعذرا على الاستطراد