الانحدار إلى الحضيض
قبل فترة من الزمن ليست بالبعيدة كانت للشرطة الصولة والجولة في الميدان الاجتماعي ، فهي حارسة الحقوق ، وحامية الأعراض والنفوس ، وكان إذا رأى الناس العسكري فكأنما رأوا الموت ، يحسبون له ألف حساب ، لما يعلمون من قبضة رجال الأمن الحديدية على المفسدين في الأرض .
ولكن في الآونة الأخيرة تنصلت فئة في هذه المؤسسة الأمنية عن مهمتها وتقلصت كفاءتها ، بل لا أكون مبالغا إذا قلت أنها انطمست هويتها وتلاشت شخصيتها ،
أقوى وأكبر دليل على ذلك ما حصل اليوم بتاريخ 19/10/1426هـ في سوق الاثنين في المثلث الذي يلتقي فيه شارع الأحوال المدنية مع شارع المستشفى وشارع البدوي ، حيث حدثت قصة عجيبة تدل على انحطاط بعض الأفراد في الشرطة إلى الحضيض
إذ انطلق اثنان من الشباب المجهولين إلى رجل في منتصف العمر تقريبا وهو فوق الرصيف ووقعت بينهما معركة قوية استمرت بضع دقائق انتهت باستطاعتهما أخذ ما في جيبه ، حيث هرب الذي بيده الفلوس واستطاع هو بفضل الله أن يمسك الآخر ، والعجيب أن جيب الشرطة كان واقفا منهم على بعد 20 مترا تقريبا بجانبه اثنان من رجال الأمن ، ووالله ثم والله إن الرجل ليصارع لوحده وهما يتفرجان عليه ، بل كان أحدهما يناديه ويقول له تعال به ، تعال به ، وهما واقفان في مكانهما .
فأصابني ذهول وكاد أن يغمى علي وقلت إذن ما هي مهمة رجال الأمن إذا كان يحصل مثل هذا أمام أعينهم ولا يحركون ساكنا .
وحينها أزعجني الناس بالبوري وأنا واقف مذهول في وسط الطريق فمشيت وأنا أنظر مأساة الرجل وهو يسحب الشاب الذي أمسك به إلى العسكريين وهما في مكانهما يطلبان منه إحضاره إليهما .
أليس هذا مهزلة ؟؟ ، أليس هذا تنصل من المسؤولية ؟؟
أين الأمن ؟؟ وأين الأمان ؟؟ وأين همة وعزيمة رجال الأمن ؟؟؟؟
سؤال ينتظر الإجابة من المسؤول .