بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

غاليتي .. يامن رضيت بالله ربا, وبالإسلام دينا, وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا .. إليك كلماتي أكتبها حبا لك وحرصا عليك فأنت نصف المجتمع وتلدين النصف الآخرفكم أحب أن أراك قوية .. معتزة بدينك كما عهدتك وكما هو أملي فيك فلا تغتري بمن يعزفون على أوتار الهوى الكاذبة ويدعون حبك ومصلحتك وهم أبعد ما يكونون عن ذلك فلو كان حقاً ما يدعون فأين هم من الأرامل أم أين هم من تلك المرأة المسنة التي قد أغفلها الجحود والنكران والنسيان أم أين هم من تلك المرأة المتسولة والتي تحتاج من يقف على وضعها وحاجاتها ..


غاليتي ..إني لأعجب ممن خلعت برقع الحياء واقتدت بالماجنات الآتي جعلن من أنفسهن دمى بيد العابثين لأجل المال فارتدت القصير والفاضح فلا تنخدعي بهن أولم تسمعي عن قوله صلى الله عليه وسلم : ( كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة ) ثم ماذا قال عنهن إسمعي وعي ( لا يدخلن الجنة ) بل وقال ( ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )


أختي الفاضلة ..الشامخة صاحبة الكبرياء المعتزة بدينها لا يغرك إن قالوا عنك معقدة أو متخلفة أو رجعية واعلمي أنما التخلف فيهم وأنك بلغت من الرقي والتحضر ما تعجز عقولهم الفارغة عن إدراكه فالتحضر في هذا الإتجاه ما هو رجعية إلى الوراء ..


أولا ترين أن أمرهم غريب فهم يربطون هذه الظاهرة بالتحضر والتمدن, مع أنها بكل المقاييس الشرعية والعقلية والتاريخية تعتبر تخلفا ورجعية، وتراجعا للغابر من الأزمنة، فيقر القرآن بأن الإنسان كسي في الجنة ثم عُريّ عقابا له على مخالفة أمر ربه قال تعالى : (يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (25) يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ).


أي أن التعري كان قبل الستر، سابقا له وليس لاحقا، ثم بالمنطق التاريخي، إن الإنسان البدائي كان عريان، واجتهد في تغطية جسده بالجلود والريش أولا، قبل أن يهتدي إلى الغزل والنسيج، ثم كان الستر بشكل تدريجي بدءا بالعورة المغلظة، ليمتد لباقي الجسد، وكلنا يتذكر صور الإنسان البدائي وهو يستر عورته بجلود الحيوانات؛ لو كان التعري إذا تقدما ومدنية لكان الإنسان البدائي أكثر مدنية وتحضرا منا، بل ولكان أدغال إفريقيا الذي لا زال يعيش في الأكواخ داخل الغابات، وهو على نفس صورة الإنسان البدائي قمة مدنيةِ وتقدم هذا العصر!، بل الأكثر من ذلك لو كان التعري وكشف العورات دليلا على التقدم لكانت معظم الحيوانات متقدمة على الإنسان بكثير!، لان جلها مكشوفة الجسد والعورات، مع أن بعضها قد ستره الله بالريش أو الوبر، وجعل لبعضها الآخر ذيولا تستر عوراتها. فسبحان الله




أختي الفاضلة.. صاحبة العفاف يا أجمل النساء وأغلاهن .. فقد شرع لك الله عز وجل الطريق الحق فهناك خطوط حمراء لا تتجاوزيها مهما كانت المقاصد فالله الذي لا إله إلا هو لن تكون لك السعادة بمعصية العظيم جل جلاله فاعرفي الحق وتمسكي به ولا تحيدي مهما كانت الدوافع ..




غاليتي.. أنت أثمن من كل الجواهر عندما تتمسكين بدينك كما أمر الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فلا ترخصي قيمتك بزخارف كاذبة..

حفظك الله ورعاك ومن كيد الفاتنين كفاك ..