لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أمي

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خزامى

    المنتدى العام
    تاريخ التسجيل
    08 2008
    المشاركات
    24,219

    U23 أمي

    أُمِّي

    من ديوان سمراء قلبي


    للشاعر الكبير الدكتور/ عزت سراج


    هَلْ قَدْ سَمِعْتَ عَلَى الْمَدَى خَفَقَانَهَا ؟




    أَمْ هَلْ شَمَمْتَ عَلَى الرُّبَى رَيْحَانَهَا ؟



    أَمْ هَلْ وَقَفْتَ هُنَيْهَةً فِي بُعْدِهَا




    مُتَحَسِّرًا مُتَذَكِّرًا بُسْتَانَهَا ؟



    دَافَعْتَ نَفْسَكَ ، فَانْدَفَعْتَ إِلَى اللَّظَى




    عِنْدَ الْغُرُوبِ مُرَاوِغًا أَشْجَانَهَا



    بَاغَتَّ شَوْقَ حَبِيبَةٍ لِحَبِيبِهَا




    فَسَمِعْتَ ـ فِي أَعْمَاقِهَا ـ رَجَفَانَهَا



    غَلَبَتْكَ عَيْنُكَ شَاكِيَاً مُتَوَجِّعًا




    فَبَكَيْتَ غَيْرَ مُدَافِعٍ هَتَّانَهَا



    قَدْ أَعْلَنَتْ مَكْنُونَهَا بِدُمُوعِهَا




    عِنْدَ الْمَسَاءِ وَلَمْ تُرِدْ إِعْلانَهَا



    فَهَتَفْتَ تَفْتَحُ لِلْحَنِينِ صَبَابَةً




    وَتَبُوحُ غَيْرَ مُغَالِبٍ كِتْمَانَهَا



    أُمِّي وَلَوْ كَانَ الزَّمَانُ مُطَاوِعًا




    لاخْتَرْتُ ـ غَيْرَ مُفَكِّرٍ ـ أَزْمَانَهَا



    لَوْ خَيَّرُونِي بَيْنَ جَنَّاتِ الدُّنَا




    لاخْتَرْتُ ـ دُونَ تَرَدُّدٍ ـ نِيرَانَهَا



    بَسَمَاتُهَا مَلأَتْ حَيَاتِيَ فَرْحَةً




    وَأَزَاحَ صَادِقُ وُدِّهَا أَحْزَانَهَا



    لَمَّا أَرَدْتُ الشِّعْرَ فِي أَعْيَادِهَا




    بَعْدَ النِّفَارِ مُصَوِّرًا إِيمَانَهَا



    أَرْجُو الْقَوَافِيَ أَنْ تَبُوحَ بِسِرِّهَا




    لأُقِيمَ ـ بَعْدَ جُنُوحِهَا ـ مِيزَانَهَا



    وَقَصَدْتُ غَامِضَةَ الْمَعَانِيَ نَاظِمًا




    أَشْتَاتَهَا مُتَرَجِّيًا تِبْيَانَهَا



    جَرَتِ الْقَصِيدَةُ تَسْتَعِيدُ حُضُورَهَا




    بَعْدَ الْغِيَابِ ، وَذَلَّلَتْ أَوْزَانَهَا



    تَتَدَافَعُ الأَبْيَاتُ تَسْبِقُ خَاطِرِي




    مُنْقَادَةً قَدْ ثَقَّبَتْ مُرْجَانَهَا



    فَغَزَلْتُ نَاصِعَ بُرْدَةٍ فِي قُرْبِهَا




    وَكَسَوْتُ ـ بَعْدَ بِعَادِهَا ـ عُرْيَانَهَا



    وَجَمَعْتُ مُفْتَرِقَ الْكَلامِ لِصَدْرِهَا




    وَنَضَدْتُ ـ بَيْنَ ضُلُوعِهَا ـ عِقْيَانَهَا



    وَخَفَضْتُ ـ تَحْتَ كِعَابِهَا ـ مَا تَشْتَهِي




    وَرَفَعْتُ ـ فَوْقَ جَبِينِهَا ـ تِيجَانَهَا



    أُمِّي وَلَوْ عَزَّ الزَّمَانُ بِزَوْرَةٍ




    فَهِيَ الْمُنَى أَرْجُو الْحَيَاةَ أَمَانَهَا



    وَإِذَا تَعُودُ بِيَ الْحَيَاةُ عَزِيزَةً




    بَعْدَ الْهَوَانِ لَمَا أَضَعْتُ زَمَانَهَا



    تِلْكَ السُّنُونَ قَضَيْتُهَا مُتَنَعِّمًا




    مُتَأَمِّلاً وَمُعَانِقًا أَحْضَانَهَا



    لا أَبْعَدَ اللهُ الْخُطُوبَ مُزَلْزِلاً




    قَلْبَ الْجَحُودِ ، وَلا افْتَدَى مَنْ خَانَهَا



    فَالأُمُّ نَفْحَةُ خَالِقٍ رَيْحَانَةٌ




    فِي طُهْرِهَا قَدْ عَطَّرَتْ أَبْدَانَهَا



    لا تَبْتَغِي عِنْدَ الْمَسَرَّةِ مَطْمَعًا




    وَتَبَرُّ ـ عِنْدَ شَدِيدَةٍ ـ أَوْطَانَهَا



    حَمَلَتْكَ وَهْنًا فَوْقَ وَهْنٍ نُطْفَةً




    أَتَكُونُ فَظًّا تَبْتَغِي هِجْرَانَهَا ؟



    وَغَذَتْكَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ فِي بَطْنِهَا




    وَسَقَتْكَ ـ مِنْ أَثْدَائِهَا ـ تَحْنَانَهَا



    لَمَّا رَأَتْكَ عَلَى فِرَاشِكَ بَاكِيًا




    مَزَجَتْ ـ بِخَالِصِ حُبِّهَا ـ أَلْبَانَهَا



    أَنَسِيتَ بَعْدَ فِرَاقِهَا وَعُقُوقِهَا




    كَمْ أَرْضَعَتْكَ حَنِينَهَا وَحَنَانَهَا ؟



    كَمْ هَدْهَدَتْكَ مَرِيضَةً مُرْتَاحَةً




    وَلَشَدَّ مَا هَدَّ الْوَنَى بُنْيَانَهَا



    سَهِرَتْ عَلَيْكَ مَسَاءَهَا مَسْرُورَةً




    وَبِسُهْدِهَا قَدْ كَحَّلَتْ أَجْفَانَهَا



    وَتَظَلُّ تَحْكِي كَيْ تَضُمَّكَ رَاضِيًا




    لِتَنَامَ أَنْتَ مُرَدِّدًا أَلْحَانَهَا



    قد ظَلَّلَتْكَ رُمُوشُهَا بِحِكَايَةٍ




    لِتَبِيتَ أَنْتَ مُعَانِقًا أَفْنَانَهَا



    مَنَحَتْكَ دِفْءَ ضُلُوعِهَا مُشْتَاقَةً




    لِتَصِيرَ أَنْتَ ـ مُكَرَّمًا ـ سُلْطَانَهَا



    لَكِنَّهَا فَقَدَتْكَ غَيْرَ مُعَوَّضٍ




    عِنْدَ ارْتِحَالِكَ مُنْكِرًا إِحْسَانَهَا



    لا يَنْتَهِي فِي الْجُودِ وَاسِعُ فَضْلِهَا




    وَتَضِيقُ أَنْتَ مُهَدِّمًا أَرْكَانَهَا



    أَوْصَاكَ رَبُّكَ رَحْمَةً بِهِمَا مَعًا




    فَتَعَقُّهَا مُتَجَاهِلاً عِرْفَانَهَا ؟



    كَمْ وَاصَلَتْكَ فُرُوعُهَا بِقُطُوفِهَا




    فَقَطَعْتَ ـ بَعْدَ ظِلالِهَا ـ أَغْصَانَهَا



    وَمَشَيْتَ وَحْدَكَ فِي الطَّرِيقِ مُغَاضِبًا




    عِنْدَ افْتِرَاقِكَ تَبْتَغِي نِسْيَانَهَا



    وَتُدِيرُ ظَهْرَكَ نَحْوَهَا مُتَكَبِّرًا




    وَنَسِيتَ ـ بَعْدَ حُنُوِّهَا ـ عُنْوَانَهَا



    فَلَبِئْسَ مَا صَنَعَتْ يَدَاكَ جَرِيرَةً




    أَنْكَرْتَ ـ بَعْدَ جَمِيلِهَا ـ حِرْمَانَهَا



    وَتَقُولُ أُمُّكَ يَا بُنَيَّ تَرَفُّقًا




    وَتُعِيرُ خَطْوَكَ ـ رَحْمَةً ـ آَذَانَهَا



    تَدْعُو لَكَ اللهَ السَّلامَةَ بَعْدَمَا




    فَارَقْتَهَا مُتَجَنِّبًا وِلْدَانَهَا



    فَاخْفِضْ لَهَا مِنْكَ الْجَنَاحَ مَذَلَّةً




    مِنْ قَبْلِ أَنْ يَطْوِي الرَّدَى أَرْدَانَهَا



    وَتَظَلُّ تَصْرُخُُ بَاكِيًا أَيَّامَهَا




    خَلْفَ الْجُمُوعِ مُبَلِّلاً أَكْفَانَهَا



    وَتَبِيتُ وَحْدَكَ شَاكِيًا فِي حُجْرَةٍ




    بَعْدَ الْوَدَاعِ مُقَبِّلاً جُدْرَانَهَا



    هَذَا الْجِدَارُ يَطُلُّ نَحْوَكَ سَاخِرًا




    مُتَذَكِّرًا ـ بَعْدَ الأَصِيلِ ـ هَوَانَهَا



    وَتَطَلُّ نَافِذَةٌ تَبُثُّكَ حُزْنَهَا




    فَتَبُوحُ ثَمَّ مُعَانِقًا عِيدَانَهَا



    تَتَزَاحَمُ الأَطْيَافُ حَوْلَكَ نَادِمًا




    فَتَعَضُّ سِنَّكَ رَاجِيًا سُلْوَانَهَا



    وَتَقُولُ بَعْدَ فِرَاقِهَا يَا لَيْتَنِي




    قَدْ مِتُّ قَبْلَ إِذٍ وَكُنْتُ مَكَانَهَا


    أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
    إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
    إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
    أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
    فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
    أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
    المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
    .. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
    وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الشفق
    مجلس الإدارة

    أبومحمد
    تاريخ التسجيل
    01 2005
    المشاركات
    26,319

    رد: أمي

    الأم نعمة آلهية ونفحة روحانية
    فهي أغلى الناس وتاج الراس وكل الحب والأحساس
    في حضنها الأمن والأمان والسكن والعرفان
    في غيابها ألم وفقدان وضياع وحرمان
    وفي فقدانها غياب الروح وموت كل المشاعر

    شكرا لك ( خزامى )

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •