الباب الثالث / لعبةآخرى
النص(3) صــ 115 ـــ
تعال كفرسان قصص الطفولة
كأني لم أعد أملك من الكلمات إلا أقلها ...
اختصرت لي كل قواميس اللغات التي أعرفها ،وتركتني مثل ورقة خريفية ،
لا شيء يحميها من رياح تشرين، وتعيش أمل إطلالة الربيع في حبك .
كأني قطعت مراحل الخوف والقلق منذ أن عرفتك
وتحديت كل قراراتي و قناعاتي الماضية .
لم يعد يهمني أن كنت مخطئة أم على حق.
لا يهمني ما سيقال وكيف أواجه الناس .
لا يهمني كيف سأبدو بعد أن أخلع قناع هدوئي و اكتفائي
و دعتي ، وآي امرأة جديدة ستظهر للعالم.
كل ما يهمني وكل ما أعرفه أنك لحظة دخولك عالمي
أضأته بأمل بعد أن تعودت الظلمة .
أعدت اللمعان الى عيني .
أيقظت احساسي بأنوثتي ،
وأعدتني امرأة بنظر نفسي ، و امرأة في عيون الآخرين .
كم شعرت معك بأني ما زلت مراهقة يفقدها موعد الحب توازنها ، ويصرخ قلبها بخفقات طبول افريقية .
وكم مرة نظرت الى مرآتي لأرى وأتاكد اني لم أعد تلك المرأة المستسلمة لروتين الحياة التي تعيش يومها ولا تنتظر من الغد شيئاً .
قد أكون أنانية اذا قلت إنه كان يكفيني منك نظرة لتشعل النار في غابات وحشتي ، وأرى نفسي والدنيا بعينين جديدتين ..
كان يكفيني أن أسرق منك كلمة حب لأعود سنوات في ماضي حياتي، وأفاجأ بأن الدنيا لم تتوقف ، واني ما زلت أصاب بدوار العواطف .
و أمام انانيتي وخوفي منك وعليك ، أمام رغبتي في حبك ، ورعبي من الحب الكبير ، اقنع نفسي بالاكتفاء بالثقة الجديدة التي زرعتها في نفسي ، بالغد المشرق الذي وعدت نفسي به ، برؤيتي المتفائلة للمستقبل ، باطمئناني لأنوثتي التي أيقظتها .
و لكن ، في أعماقي حيث الحقيقة ، أتمنى أن تعرف اني أحبك ، وأن الحب في حياتي هو تلك العملة الصعبة التي اختارتك وحدك مالكاً لها ، وأتمنى أن تقتنع و تأتي إليّ
مثل فرسان قصص الطفولة .
أدعي الاكتفاء بأن كل ما يهمني اني وجدتك ولو للحظات ، ولكن الحقيقة ان كل خوفي هو أن أفقدك .
زينات نصار




تعال كفرسان قصص الطفولة

رد مع اقتباس