_

أرىْ بِتقاسيمَ وجِههاَ مَلَامحُ ( أبي ) .. وبِ عُمقِ تَجاعيدهِ أرىَ قسوةَ الحياةَ
لَا أملُ مِنْ النظرِ إليهاَ و اقتباسْ بعضاً مِنْ العاداتْ والتقاليدَ الراسخةَ فيْ تعامُلهاَ
وتصرفاتِهاَ \ مُختلفةً هيْ حتىَ بتفاصيلها الصغيرةَ .. ضِحكتهُا والتيْ بِالكادِ أسمعُها
تفتحَ لي أبوابَ قَدْ أغلقهاَ اليائسْ \ تُقبلُنيْ علىَ وجنتايْ وأطبعُ قُبلةَ علىَ جبينهاَ وأُخرىَ
علىْ ظَهرِ يدهاَ .. حينماَ تَحكيْ ليْ أنصتُ لهاَ بكُل حواسيَ فَ الماضيَ بهِ هي وبهِ رائحةُ
أبيْ الذيْ يُشبهُهاَ كثيراً \ كذالكَ أشعُر بِبراءة تسُكنْ تلكَ البيوتَ والشوارعِ القديمةَ
فَكُل شيء طبيعيْ وليسْ بهِ عملياتَ تجميلَ \ بِليلةَ العيدَ تُناديناَ وتحملُ بيدهاَ ( العيدية )
وتُعطيناَ و تدعواَ لَناَ بِ النجاحِ والتوفيقَ .. أماَ حينْ تُشرقُ الشمسْ يكونْ منزِلُها الواقعَ
بِ المُنتصفْ هوَ مكانْ تجمُعناَ كماَ كانواَ يفعلونْ سابقً وَلَا ترضىَ إلَا بأنْ نأكُل حلَاوة العيدَ
التيْ لَا تنساهاَ أبداً وتضلُ تُذكر عَمي إلى أنَّ يأتي بِهاَ .. وبجانبهاَ فنجالَ مِنْ القهوةَ
العربيةَ المُختلفةَ المذاقْ وبعدَ ذلكّ نجتمعَ ونأكل مِنْ إفطار العيدَ ونَختمَ تِلك الجمعةَ
بقراءتهاَ لِ الفاتحةَ علىَ روحَ أبيْ وعميْ وجديَْ \ كمَ هي لذيذة تِلك الأيامَ .!
_
ولكنْ الآنَ مِنْ يستطيعَ حشوَ الفراغَ الذيْ تركتهُ بعدَ رحيلهاَ ؟
لَا اعلمُ لِما الَأيامَ دوماً تأخذُ مناَ مِنْ نُحبَ \ والحمد للهَ على كُل حالَ
ولَكني مُشتاقةَ لهاَ ( ربي أسكنهاَ فسيحُ جناتكَ هيْ وجدتيْ الأُخرى ) ,!