قال الإمام ابن القيم رحمه الله : (( الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة ..
* فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبة .
* وإما أن تقطع لذةً أكبر منها .
* وإما أن تضيّع وقتاً إضاعته حسرة وندامة
* وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه.
* وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه .
* وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامه خير من وضعه .
* وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذّ من قضاء الشهوة .
* وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك .
* وإما أن تجلب همّاً وغمّاً وحزناً وخوفاً لا يقارب الشهوة ..
* وإما أن تنسي علماً ذكره ألذّ من نيلِ الشهوة .
* وإما أن تشمّت عدوّاً وتحزن ولياً .
* وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة .
* وإما أن تحدث عيباً يبقى صفةً لا تزول ؛ فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق ))
احذروا لجَّةَ بحر الشهوات ، ولا تغتروا بسكونه ، وعليكم بالساحل ، ولازموا حصن التقوى ، فالعقوبة مُرّة ..

وقال رحمه الله
اعلموا أن في ملازمة التقوى مرارات من فقد الأغراض والمشتهيات ، غير أنها في ضرب المثل كالحمية تعقب صحة ، والتخليط ربما جلب موت الفجأة ..

بالله لو نمتم على المزابل مع الكلاب في طلب الخالق كان قليلاً في نيل رضاه ..

ولو بلغتم نهاية الأماني من أغراض الدنيا ، مع إعراضه عنكم ، كانت سلامتكم هلاكاً ، وعافيتكم مرضاً ، وصحتكم سقماً ، والأمر بآخره ، والعاقل من تلمّح العواقب .. فصابروا رحمكم الله على هجير البلاء ، فما أسرع زواله .

والله الموفق إذ لاحول ولا قوة إلا به ، ولا قوة إلا بفضله