الحل :
يا بنتي ، والله أمك معها حق وتريد مصلحتك فاتق الله فيها وفي نفسك ، ولا تخرجي مع أي شخص وعودي إلى رشدك واهتمي بمذاكرتك ودروسك وسيأتيك نصيبك ورزقك ، فنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام قال : ( إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل أجلها ورزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ) فاتقي الله بنيتي الغالية وأعتذر من تأخري في الرد عليك فلست في البيت وأرد عليك وأنا في الطائف 00
إليك هذا البرنامج ولكنه مفيد جدا رغم أنه طويل لمن يفهمه ويريد الفائدة 00
وقبل البرنامج لا تنسي أن تقرئي توقيعي وتتأمليه جيدا
الوعي الذاتي لدى الإنسان
الوعي الذاتي من المكتسبات التي يكتسبها الإنسان في مرحلة الطفولة المبكرة ، والطفل يتكون لديه هذا الوعي خلال عملية التنشئة عن طريق تقمصه لقيم والديه ، ولأوامرهما ونواهيهما ، وأفكارهما عن الصواب والخطأ ، وعن الخير والشر والحق والباطل ، وعن العدل والظلم ، وتتبلور في نفسه هذه القيم على شكل سلطة داخلية تقوم مقام الوالدين – حتى في غيابهما – فيما يقومان به من نقد وتوجيه وإثابة وعقاب .
وبعد مرحلة الطفولة المبكرة تتداخل أيدي أخرى لتسهم في تشكيل الوعي الذاتي للفرد تكون بمثابة المصادر التي تبني الوعي الذاتي في داخل وجدان كلاً منا .
نفهم مما سبق أن :
الوعي الذاتي متغيراً وليس ثابتاً ، فهو ينمو بنمو خبرات الإنسان ، ويتغير بتغيير توجهاته ، ويتأثر إيجاباً بالتعزيز وبالمحيط الجيد ، وسلباً بوجود المؤثرات السلبية التي قد تكون عامل ضاغط على الإنسان .
ونستطيع أن نميز بين نوعين من التغير الذي يطرأ على معايير الوعي الذاتي
النوع الأول ــ التغير الإيجابي : وهو أن يكون هذا التغيير جيداً ، لا يمس بالثوابت لدى الفرد وخاصة الفرد المسلم ( فالكافر حينما يغير ثابت من ثوابت وعيه ويعتنق الإسلام فهذا تغير إيجابي ) ، وإن يكون هذا التغير له ما يفسره وما يبرره سواء تبريراً عقائدياً أو علمياً أو ناتجاً بعد قناعة تامة ، أو بعد تجربة وخبرة إنسانية مر بها تبرهن على عدم جودة ذلك المعيار الذي طرأ عليه التغير .
النوع الثاني ــ التغير السلبي : والتغير السلبي هو أن يكون هذا التغير ذوبان لشخصية الفرد ، فقد نجده في فترة صغيرة من حياته ، وفي ظل ظروف معينة يلفظ كل المبادئ التي كان ينادي بها ، وينتقد أكثر الأفكار التي كان يدافع عنها . وغالباً ما يكون هذا التغيير شاملاً ، ومشكلاً وبانياً لشخصية جديدة قد لا تربط بينها وبين الشخصية المتهدمة إلا قليل من الشبة 0
مفهوم الوعي الذاتي :
الوعي الذاتي : هو قدرة الفرد على تكوين معايير من المعتقد الذي يعتنقه ، ومن جملة المبادئ الأخلاقية التي يؤمن بها ، ومن مجموع قيم المجتمع الذي ينتمي إليه، وذلك لتحكيم الاتجاهات التي ينتهجها والسلوكيات التي يقوم بها 0
إذاً:
عندما نستعين بالوعي الذاتي تكون تلك الاستعانة لا شعورية ، حيث أنه يكون كالمخزون لدى الفرد، وعندما يرغب بتحكم فكر معين أو تقييم سلوك معين ، فأنه يقوم أولاً بإدراك وتمييز هذا الفكر بكل أبعاده ، أو ذاك السلوك بكل إيجابيته وسلبياته، ومن ثم تأتي مرحلة التقييم والاختيار تقيم الفكر والسلوك ثم القرار بتبني هذا الفكر والتوجه أو رفضه أو الإقدام على القيام بذلك السلوك أو رفضه.
أنواع الوعي الذاتي :
1ـ الوعي الديني
2ـ الوعي الاجتماعي
3ـ الوعي التربوي
4ـ الوعي النفسي
5ـ الوعي الفكري
6ـ الوعي الصحي
أهداف الوعي الذاتي في حياة الفرد : الهدف الأساسي من الوعي الذاتي حماية الفرد من الانزلاق في المؤثرات السلبية التي تضر به وتحصينه أخلاقياً وسلوكياً وذلك من خلال الارتقاء بمستوى الفكر الواعي ( الذي يفرق بين الخطأ والصواب ) وذلك بتطبيق درجة الإحسان : " اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فأنه يراك " ، لتحقيق الصحة النفسية للفرد وفق تعاليم الدين الإسلامي 0
ويمكن تفصيل أهداف الوعي الذاتي بما يأتي :
1ـ الوعي الذاتي الجيد يمثل المستشار الذي لا يخطئ عند التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، وذلك في حال إن ابتعد الإنسان عن الحيل اللاشعورية التي قد تشوش على مصداقية أحكامه 0
2ـ زيادة الوعي الذاتي يُعطي الإنسان رسائل تنبيه وتحذير ضد كل ما يخالف مبادئه ومعتقداته وأفكاره 0
3ـ الوعي الذاتي يعين الفرد المسلم على الثبات أمام التيارات الوافدة التي تهدف إلى زعزعة ثقة الأمة بأحكام شرعها وإثارة الشبهات المختلفة 0
4ـ الوعي الذاتي يمنح الفرد خطوطاً للرجعة عن كل ما يقع فيه الإنسان ، فإدراكه لسوء الوضع الذي وصل إليه يعينه على وضع خط رجعة عن ما هو عليه 0
5ـ عندما يتمتع الفرد بالوعي الذاتي الجيد يتمكن من التفاعل مع مشكلاته الحياتية بشكل إيجابي ، قد تمكنه من تخطي العوائق التي أمامه وأن يجعلها نقاط انطلاق جديدة 0
6ـ الوعي الذاتي دعامة هامة للاستقرار النفسي الذي ننشده جميعاً 0
7ـ يسهم الوعي الذاتي في رسم وصقل الشخصية الجيدة للإنسان ، الجيدة بالمنظور الديني والاجتماعي والذاتي (صورة الإنسان لدى نفسه) 0
8ـ الوعي الذاتي يعين على اكتشاف النفس من خلال تقييم المبادئ والقيم التي تؤمن بها 0
9ـ الوعي الذاتي الجيد يرسل أشارات واضحة على طريق القيام بأمر الله تعالى وعلى طريق إصلاح النفس 0
10ـ إن زيادة الوعي الذاتي تتطلب أن نطور حساسيتنا تجاه سلوكنا اليومي لنعرف ما فيه من عمل يدعو إلى الحمد والاعتزاز، وما فيه من عمل يتطلب المراجعة والتوبة والإصلاح 0
11ـ عندما يتمتع أفراد أمة بالوعي الذاتي الجيد المحتكم لثوابت تلك الأمة ، فإن هذا الوعي ينعكس إيجاباً على قوة الأمة ،وعلى مدى اعتزازها بثوابتها وقدراتها ، واستقرارها اجتماعياً وأمنياً وأخلاقياً 0
مصادر بناء الوعي الذاتي :
1ـ مصادر دينية : تتمثل في مصادر الشريعة الإسلامية وهي القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة السلف الصالح وإجماع الأمة 0
2ـ مصادر اجتماعية : تتمثل في الأسرة والمدرسة والأصدقاء والحي والمجتمع في قيمه وعاداته ونظمه وقوانينه ومؤسساته الاجتماعية والحكومية 0
3ـ مصادر إعلامية : وتتمثل في وسائل الاتصال المسموعة والمرئية والمقروءة ، نحن اليوم في عصر الإعلام المفتوح ، وأصبحنا نعيش مفهوم ( العالم أصبح قرية صغيرة ) 0
4ـ الفرد نفسه : يعتبر الفرد بما حباه الله من فطرة سليمة وعقلاً قادر على الوعي والتفكير والتقرير ، مصدر مهم من مصادر الوعي الذاتي إذا فعّل إمكاناته وطاقاته وخبراته السابقة وخرائطه الذهنية ومستويات التفكير والإدراك والقدرة على التحليل والاستنباط واتخاذ القرار بقبول الشيء أو رفضه أو التراجع عنه 0
العلاقة بين الوعي الذاتي وتقدير الذات :
إن المرء إذا فهم ذاته ووعي إمكاناته وقدراته وفرق بين ما يستطيع إنجازه وما يريد ، فإن له أن يقيّم تلك الذات إما بطريقة إيجابية أو سلبية ومدى إيمانه بها وبأهليتها وقدرتها واستحقاقها للحياة الكريمة ، وهذا ما نطلق عليه مصطلح تقدير الذات . والأشخاص الذين لديهم وعي وتقدير إيجابي لذواتهم يكونون في الغالب أكثر ثقة وتفاؤلاً وأسعد حالاً وأفضل صحة وأكثر إنتاجية وأقدر على مواجهة المشكلات من غيرهم ، بعد إرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته 0
وهنا نقول : إن أفكارك عن ذاتك هي التي تشكل صورة ذاتك , وصورة ذاتك هي التي تحدد مستوى وعيك وتقديرك لها 0
معايير ومحكات الوعي الذاتي :
يقصد بمعايير الوعي الذاتي هي تلك المحكات التي تبين جودة وعينا الذاتي والمعايير التي نحتكم إليها عندما تختلط علينا الأمور ، أو لنحكم على أمر ما بأنه جيد أو سيء ، وعلى حسب نتيجة هذا التحكيم نُقدم أو نُحجم عن تقبل الفكر الجديد أو العمل الذي ننوي القيام به 0
إذاً:
هذا الاحتكام هو الثمرة الأولى والأهم لوعينا الذاتي ، وهذه المعايير غير ثابتة فهي تختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر ، ومن مرحلة عمرية إلى أخرى ، ولكنها رغم عدم ثباتها إلا أن لكل إنسان معايير – قد تكون جيدة وقد تكون غير جيدة – يحتكم إليها ، ويجعل لها الفيصل في كثير من أموره 0
معايير ومحكات الوعي الذاتي :
1) المعيار الديني
2) المعيار التربوي
3) المعيار الاجتماعي
4) المعيار الذاتي النفسي
5) المعيار الاقتصادي
6) المعيار البيئي
7) المعيار الوطني
8) المعيار الصحي
9) المعيار العقلي الموضوعي
لماذا نخطئ رغم أننا نتمتع بوعي ذاتي جيد ؟
هل لديك إجابة على هذا السؤال ؟
أغلبية الناس لديهم وعياً ذاتياً جيداً 00 ولكنهم يخطئون فلماذا؟
ولأوضح لك المقصود أكثر 00
* المدخن يعي أن التدخين مضر بالصحة ولكنه يدخن !
* المختلس عندما يتلاعب بالأموال يعرف أن في حال انكشاف أمره سيدفع ثمناً باهضاً لذلك ( وظيفته وسمعته ) ولكنه هذا لا يثنيه عن الاختلاس !
* الفتاة التي تقيم علاقة مع شاب تعرف مسبقاً خطر إقامة هذه العلاقة عليها اجتماعياً ورغم ذلك تستمر في علاقتها !
* الشاب الذي يدخل عالم المخدرات في الأغلب يكون لديه معلومات عن مخاطر إدمانها ولكن هذا لا يمنعه من تجربتها وإدمانها !!
الشخص العظيم بحق هو الذي يغوص في أعماق ذاته بحثا عن الإجابات ، و لا يقاس الوعي الذاتي بكم المعلومات أو الخبرات التي لدى الفرد ، إنما يقاس بمدى القدرة على الاستفادة من تلك الخبرات والمعلومات عند الإقدام على فعلاً معين ، قال تعالى في سورة العنكبوت:
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }العنكبوت2
{وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }العنكبوت3
فالفيصل في الحكم على جودة وعينا الذاتي هو الاختيار الجيد والعمل الجيد عندما تتاح لنا الفرصة لارتكاب أخطاء لا ترتضيها معايير وعينا الذاتي
(العقيدة – المعلومات – الخبرات – المبادئ – الأفكار) .
في حال تمتعنا بالشفافية والمصداقية مع الذات سيتعرف كل منا على أخطاء ارتكبها وقد تكون هذا الأخطاء كبيرة لدرجة الخطايا ، وفي الأغلب نكون أقدمنا عليها ونحن نملك في ذواتنا مخزوناً من الوعي يرفض القيام بها ، ولكننا رغم رسائل التنبيه التي تصلنا من وعينا الذاتي نواصل ارتكاب هذه الأخطاء 0
لتفسير ذلك لابد أن ننظر للأمر من زاويتين مهمتين وهما زاويتين متقابلتين وليستا متناقضتين لنكون أكثر وعياً بأنفسنا ، هاتين النظرتين من جانب ديني وآخر نفسي0
أولاً ــ التفسير الديني لخطأ الإنسان رغم وعيه :
1ـ وسوسة الشيطان الذي يجري من الإنسان مجرى الدم 0
يقول الشاعر :
إني ابتليت بأربع ما سلطت ***** عليّ إلا لعظم بليتي وشقائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى ***** كيف الخلاص وكلها أعدائي
2ـ ضعف مراقبة الله واستشعارها في الخلوات 0
{إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }الملك12
3ـ ضعف الإيمان بالله ، حتى ولو ادعينا بأننا نملك إيمانا حقيقياً به وبيوم الحساب ، فمن يؤمن بالله إيماناً حقيقياً سيمنعه هذا الإيمان من الوقوع في الأخطاء التي حرمها ونهى عنها الشارع الحكيم 0
{قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }الأنعام15
4ـ الابتعاد عن أداء العبادات بروحانية واستشعار حكمتها عند أدائها 0
ثانياً ــ التفسير النفسي لخطأ الإنسان رغم وعيه :
1ـ الحيل النفسية أو الدفاعات النفسية التي يلجأ الإنسان إليها إذا لم يوفق في حل مشاكله ، أو للتقليل من الصراعات في داخله بين ما يريده وبين ما يمليه عليه وعيه الذاتي ، وأيضا لحماية ذاته من التهديد ، أو لعدم إرضاء دوافعه بطريقة سوية واقعية لأسباب كثيرة كأن تكون المشكلة فوق احتماله أو تكون نتيجة دوافع لاشعورية لا يعرف مصدرها, أو تكون ناتجة عن ضعف أو قصور في تكوينه النفسي 0
وهذه الحيل تحقق للفرد التخلص من القلق و التوتر الناتج من عدم حل هذه المشكلة , ولكنها تصبح ضارة و خطرة عندما تعمي الفرد عن رؤية عيوبه و مشاكله الحقيقية و لا تعينه على مواجهة المشكلة بصورة واقعية و من الحيل التي قد تلعب دوراً في تغييب الوعي الذاتي وتفسر وقوع الإنسان في الخطأ:
وقد يكون للعوامل الاجتماعية من تنشئة خاطئة وتقليد أعمى أو ضغوط اجتماعية دور في حدوث الخطأ .
كما أن ذلك يحدث نتيجة آليات التفكير المعوج وغير السليم كأساليب التعميم الخاطئ أو التسرع في اتخاذ القرارات أو تبني افتراضات مسبقة أو جمود فكري وعدم التمتع بالمرونة الفكرية ..
· أشكال آليات الدفاع الأولية أو حيل الدفاع النفسي :
تتعدد حيل الدفاع النفسي إلى أقسام وهي :
1ـ حيل الدفاع الانسحابية أو ( الهروبية ) مثل : الانسحاب ، والنكوص ، والتفكيك ، والتخيل والتبرير والإنكار ، والإلغاء ، والسلبية 0
2ـ حيل الدفاع العدوانية أو ( الهجومية ) مثل : العدوان ، والإسقاط ، والاحتواء 0
3ـ حيل الدفاع الإبدالية مثل : الإبدال ، والإزاحة ، والتحويل ، والإعلاء ، والتعويض ، والتقمص ، وتكوين رد الفعل ، والتعميم ، والرمزية ، والتقدير المثالي 0
وهناك تقسيم آخر لحيل الدفاع النفسي وهو :
1ـ حيل الدفاع السوية وهي : غير عنيفة وتساعد الفرد في حل أزمته النفسية وتحقيق توافقه النفسي ، مثل : الإعلاء ، والتعويض ، والتقمص ، والإبدال 0
2ـ حيل الدفاع غير السوية وهي : عنيفة ويلجأ إليها الفرد عندما تخفق حيله الدفاعية السوية فيظهر سلوكه مرضيا ، مثل : الإسقاط ، والنكوص ، والعدوان ، والتحويل ، والتفكيك ، والسلبية 0
وفيما يلي حيل أو آليات الدفاع الأولية :
القمع أو الكظم ـ الكبت ـ الاجتياف ـ التماهي أو التوحد ( التقمص ) ـ الإسقاط ـ الإبدال أو النقل ( التحويل ) ـ النكوص ـ التبرير ـ الإعلاء والتصعيد أو التسامي ـ التعويض ـ السلبية أو الخلفة ـ النكران ـ أحلام اليقظة ـ الانسحاب ـ تكوين رد الفعل أو الرد المعاكس ـ التثبيت ـ التفكيك ( العزل ) ـ النسيان ـ الإلغاء ( الإبطال ) ـ التعميم 0
المؤثرات السلبية :
هناك العديد من المؤثرات السلبية التي تلعب دوراً مهما في حياة بعض الأفراد والتأثير على بناء الشخصية ، ( نفسيا , انفعاليا , اجتماعيا , تربويا , صحيا , مهنيا , سلوكيا) 0
ماذا نعني بالمؤثر السلبي ؟؟
تعريف المؤثر السلبي :
1ـ المؤثر السلبي هو كل عامل ذاتي أو بيئي يؤثر سلباً على تطور الفرد فكرياً ، أو استقراره نفسياً أو اجتماعياً أو صحياً أو اقتصادياً 0
2ـ وفي تعريف آخر هي كل ما يتأثر به الفرد مما يسمع ويرى من الأمور المنافية للشرع أو الأخلاق داخل المحيط الذي يتفاعل معه ( البيت , المسجد , الشارع , المدرسة , أجهزة الإعلام , أجهزة الاتصال 00الخ ) 0
إذاً
إن عمق تأثير تلك المؤثرات السلبية على الفرد تختلف في حدتها وعمقها على حسب عدة عوامل ومنها :
* عمر الإنسان ونضجه العقلي 0
* وعي الإنسان الذاتي 0
*المدة الزمنية التي يخضع الإنسان فيها لذلك المؤثر 0
* القدرات والطاقات النفسية التي يمتلكها الفرد 0
أنواع المؤثرات السلبيــة :
1ـ المؤثرات الاجتماعية
2ـ المؤثرات النفسية
3ـ المؤثرات الفكرية
4ـ المؤثرات الصحية
5ـ المؤثرات السلوكية
6ـ المؤثرات العامة
استراتيجيات مواجهة المؤثرات السلبية :
مدخــل
1ـ لكل مؤثر استراتيجية تناسبه على حسب طبيعته ، وكذلك مدى وعي الفرد به ومناسبة سنه 0
2ـ ويمكن تطبيق الاستراتيجيات على ثلاث مستويات للفرد:
3ـ على مستوى النفس: مثل الإرشاد العقلاني الانفعالي وأساليب ضبط النفس ومهارة تقدير الذات ومهارة اتخاذ القرار وغيرها 0
4ـ على مستوى الفكر: عن طريق مهارات التفكير الناقد 0
5ـ على مستوى القيم: من خلال غرس بعض القيم الجيدة في شخصيته ورفع مستوى ثقته بنفسه 0
الإرشاد العقلي الانفعالي :
تؤكد هذه النظرية : على العلاقة بين الأفكار التي يملكها الفرد وسلوكه ؛ فإذا كانت هذه الأفكار غير منطقية فإن السلوك يصبح غير سوي ، وتحتاج تلك الأفكار إلى تعديل كي يستقيم السلوك ، وفي ضوء الأفكار ينقسم الأفراد إلى قسمين منطقيون وغير منطقيون بسبب الأفكار لديهم .
مفاهيم مغلوطة عند الإنسان غير المنطقي
إن معظم المشكلات التي يقع فيها الناس هي نتاج لأفكارهم اللاعقلانية والتي تعودوا عليها وتشربوها خلال تنشئتهم الاجتماعية ومن واقع الثقافة التي يعيشون فيها وقد حُددت بعض الأفكار التي يعتقد أنها تؤدي إلى انتشار المشكلات النفسية :
إن تصحيح المفاهيم الخاطئة السابقة يسهم بإذن الله في الحد من نظرة الفرد السيئة لنفسه واكتساب نظرة واقعية نحو الذات والحياة 00
ومن ذلك ما يلي :
• زيادة الاهتمام بالنفس 0
• زيادة الاهتمام بالمجتمع 0
• الاعتماد على النفس وتوجبيها 0
• التسامح 0
• المرونة 0
• تقبل مستوى مقبول من النظام. (الأمور لا تسير 100% والمواقف تتطلب أن يكون هناك خطأ ) 0
• الالتزام (بالقيم والعادات والتقاليد 00 ) 0
• التفكير المنطقي العلمي (حلل الموقف منطقياً دون مبالغة) 0
• تقبل النفس وتحمل المخاطر (النفس على علاتها) 0
من الطرق السلبية في التفكير
• قراءة الأفكار .
• التكهن .
• تصوير الأمور في شكل كارثي .
• الوسم
• التحقير من شأن الجوانب الإيجابية ، والتركيز على إبراز الجوانب السلبية .
• الإفراط في التعميم .
• التفكير بأسلوب إما كل شيء أو لا شيء .
• الواجب عمله.
• الإلقاء باللائمة على الذات ، أو على الآخرين.
• عقد مقارنات مجحفة وفي غير مكانها .
• توجيه الندم
• الاستدلال العاطفي
• العجز عن الدحض
• التركيز على إطلاق الأحكام
التفكير الناقد :
مدخل
التفكير الناقد من أهم المهارات التي يستخدمها الفرد للحكم على الأشياء بقبولها او رفضها ، وإذا استطاع المتدرب أن يكتسبها فإنه بذلك قد حقق إستراتيجية متميزة تغني عن كثير من الاستراتيجيات الأخرى لأنه سيبني آليات جديدة لم يتعود عليها مسبقاً بحيث تعمل دور الوقاية والنماء والعلاج بنفس الوقت .
أنماط التفكير : يمكن تصنيف التفكير من حيث فاعليته إلى نمطين :
1ـ التفكير الفعّال : ويتطلب نمط التفكير الفعال استخدام مهارات التفكير المتنوعة وإستراتيجياتها المختلفة بدرجة عالية من الكفاءة ، كما ينبغي على الفرد الذي يطبق هذا النمط من التفكير الاتصاف بمجموعة من الخصائص الشخصية والفكرية الآتية :
• الرغبة في تحديد المشكلة بكل دقة ووضوح .
• استخدام مصادر موثوقة من البيانات والمعلومات .
• البحث عن بدائل وفحصها باهتمام بالغ .
• البحث عن الأسباب ذات العلاقة وعرضها للمناقشة .
• الانفتاح على الأفكار والآراء الجديدة .
• إصدار الأحكام المناسبة واتخاذ القرارات الملائمة في ضوء الأهداف المرسومة وليس في ضوء الرغبات الشخصية أو العواطف المتقلبة .
• الالتزام بالموضوعية منهجاً للبحث والنقاش .
• الاجتهاد والمثابرة في العمل على حل المشكلات وإثارة التفكير باستمرار .
• التشكيك في الأمور والمعلومات من أجل الوصول إلى الأفضل منها .
• تأجيل إصدار القرارات عند الافتقار إلى الأدلة الكافية .
2ـ التفكير غير الفعّال : وهو ذلك النمط من التفكير الذي لا يتبع منهجية واضحة أو دقيقة ، ويقوم على مغالطات أو افتراضات باطلة أو متناقضة ، أو ادعاءات وحجج غير متصلة بالموضوع ، أو إعطاء تعميمات وأحكام متسرعة ، أو ترك الأمور للزمن أو للحوادث كي تعالجها .
أنماط السلوك التي يتبعها الأفراد الذين لا يلتزمون بالتفكير الفعال فتتمثل في الآتي: اللجوء إلى القوة والهجوم الشخصي أو الجماعي بهدف القضاء على الأفكار أو الآراء المطروحة .
• التردد في اتخاذ القرارات المناسبة في ضوء الأدلة المتوفرة .
• التضليل وإساءة استخدام الدعابة البريئة ، والهادفة ، لتوجيه النقاش بعيداً عن الموضوع الرئيسي .
• إساءة استخدام اللغة بقصد أو بغير قصد ، من أجل الابتعاد عن صلب الموضوع أو الوصف المجانب للصواب .
• اللجوء إلى حسم المواقف بطريقة مزاجية أو عن طريق الصواب أو الخطأ ، أو عن طريق الاعتقاد بما يُسمى بالأبيض والأسود فقط ، رغم إمكانية وجود خيارات عديدة .
• طرح فرضيات مخالفة للواقع ، أو الاستناد إلى فرضيات مغلوطة أو مبالغ فيها لرفض فكرة معينة .
• الاستهتار بالمشكلات المعقدة والنظر إليها نظرة بسيطة لا تتناسب مع صعوبتها .
• الاعتماد على الأمثال أو الأقوال المعروفة في إصدار القرارات والحكم على الأمور مهما اختلفت خصوصيات المشكلات المعروضة للنقاش .
مفهوم التفكير الناقد : ورد الفعل " نقد " في ( لسان العرب ) بمعنى ميز الدراهم وأخرج الزيف منها ، كما ورد تعبير " نقد الشعر ونقد النثر " في ( المعجم الوسيط ) بمعنى أظهر ما فيهما من عيب أو حسن . والناقد الفني كاتب عمله تمييز العمل الفني : جيده من رديئه ، وصحيحه من زيفه .
إذاَ:
• ماذا نعني عندما نقول بأن فلاناً يفكر تفكيراً ناقداً ؟ للإجابة عن هذا السؤال ولإعطاء فكرة مبسطة ، نورد تالياً قائمة في بعض الخصائص والسلوكيات البارزة التي أوردها باحثون متخصصون في وصف الشخص الذي يفكر تفكيراً ناقداً واستكمل الباقي من وجهة نظرك ومساعدة مدربك .
خصائص المفكر الناقد :
• منفتح على الأفكار الجديدة .
• لا يجادل في أمر عندما لا يعرف شيئاً عنه .
• يعرف متى يحتاج إلى معلومات أكثر حول شيء ما .
• يعرف الفرق بين نتيجة " ربما تكون صحيحة " ونتيجة " لا بد أن تكون صحيحة " .
• يعرف بأن لدى الناس أفكاراً مختلفة حول معاني المفردات .
• يحاول تجنب الأخطاء الشائعة في استدلاله للأمور .
• يتساءل عن أي شيء يبدو غير معقول أو غير مفهوم له .
• يحاول فصل التفكير العاطفي عن التفكير المنطقي .
• يحاول بناء مفرداته اللغوية بحيث يكون قادراً على فهم ما يقوله الآخرون ، وعلى نقل أفكاره بوضوح.
• يتخذ موقفاً أو يتخلى عن موقف عند توافر أدلة وأسباب كافية لذلك .
• يأخذ جميع جوانب الموقف بنفس القدر من الأهمية .
• يبحث عن الأسباب والبدائل .
• يتعامل مع مكونات الموقف المعقد بطريقة منظمة .
• يستخدم مصادر علمية موثوقة ويشير إليها .
• يبقى على صلة بالنقطة الأساسية أو جوهر الموضوع .
• يعرّف المشكلة بوضوح .
معايير التفكير الناقد : يقصد بمعايير التفكير الناقد تلك المواصفات العامة المتفق عليها لدى الباحثين في مجال التفكير ، والتي تتخذ أساساً في الحكم على نوعية التفكير الذي يمارسه الفرد في معالجته للمشكلة أو الموضوع المطروح . ومن أبرز هذا المعايير ما أورده الباحثان " أيلدر وبول " ، ونعرضه في ما يلي :
معايير التفكير الناقد :
1ـ الوضوح
2ـ الصحة
3ـ الدقــة
4ـ الربــــط
5ـ العمق
6ـ الاتساع
7ـ المنطق
القيّم :
مدخل : تحتل القيم مكانتها لدى الفرد حسب حاجته إليها واهتمامه بها .. فيعطي الفرد أهمية ضئيلة للقيمة إذا لم يكن قد وصل بعد إلى المستوى أو الدرجة التي يعرف من خلالها مدى مناسبة هذه القيمة.. وأهميتها بالنسبة له ..!!
* الـمؤثرات الأساسية في اكتساب القيم
* الـمؤثرات الاجتماعية والبيئية
* الـمؤثرات السيكولوجية
* الـمؤثرات البيولوجية
• وعلى ذلك .. فارتقاء القيم واستيعابها يمر بمراحل مختلفة .. يحددها " كراثول " في ثلاثة مستويات:
1ـ ـ مستوى التقبل: ويتضمن الاعتقاد في أهمية قيمة معينة .. وهو أدنى درجات اليقين 0
2ـ مستوى التفضيل : ويشير إلى تفضيل الفرد لقيمة معينة .. وإعطائها أهمية خاصة 0
3ـ مستوى الإلتزام :وهو أعلى درجات اليقين .. حيث الشعور بأن الخروج عن قيمة معينة سوف 0
أنواع القيم :
1ـ قيم إيجابية ، وهي :
الصدق ، الانتماء ، الاعتذار عند الأخطاء ، الإنصاف ، التبين ( التثبت ) ، التفاؤل ، التواضع ، الطموح ، علو الهمة ، قوة الإرادة ، تحمل المسئولية .. والشعور بها ، كتمان السر ، النظام ، الوفاء ، الاحترام 0
2ـ قيم سلبية ، وهي :
الكذب ، الوهن ، إفشاء السر ، الإجحاف ، الاتهام ، التشاؤم ، الكبر. (التعاون على الإثم والعدوان ) ، التكاسل والتقاعس ، ضعف العزيمة وضعف الهمة ، سوء الخلق ، التملص من المسؤولية ، إفشاء السر ، الخيانة ، الازدراء 0
الثقة بالنفس : تعد الثقة بالنفس مهمة للغاية للتمتع بحياة سعيدة وكاملة . وهي تؤثر إيجابياً على نجاحك في العمل وعلى حياتك الأسرية وعلاقاتك مع الآخرين والأنشطة التي تقوم بها في وقت فراغك . كما أنها تؤثر على أدائك في كل ما تقوم به . ومما لا شك فيه أن أفضل ما يمكن أن يمتلكه أي شخص هو الثقة بالنفس ، فلا يمكن أن تعوض الثروة ولا الشهرة عن ضعف الثقة بالنفس .
إذاً:
إن الوقت والطاقة التي تخصصها لبناء الثقة بالنفس واحترام الذات ما هي إلا استثمار لحياتك بأسرها . وفي الواقع ، يمكنك – بل يمكننا جميعاً – تعلم اكتساب الثقة بالنفس لأن هذا في وسعنا دوماً ، بصرف النظر عن حياتنا الماضية أو مستوانا العلمي أو الأسري أو حتى المرحلة التي وصلنا إليها حالياً من الثقة بالنفس 0
كيفية اكتساب الثقة بالنفس :
تتكون معادلة اكتساب الثقة بالنفس أو إحداث أي تغيير في الشخصية بالفعل من خمسة عناصر .
أولاً : نمي من إدراكك لذاتك وحاول أن تسبر أغوار نفسك . ينبغي كذلك أن تقر بأن هناك صفات في شخصيتك ترغب في تغييرها ، وحاول أن تدرك سبب عدم ثقتك بنفسك حتى الآن .
وبعد ذلك ، قم بتطبيق المعادلة التالية :
1ـ اتخذ قراراً بتحقيق الثقة بالنفس بإصرار وحاول أن تلتزم بهذا القرار.
2ـ غير من طريقة تفكيرك . ويتضمن هذا تغيير السمات والعادات التي تقيد تفكيرك0
3ـ استخدم خيالك . يمكنك ، على سبيل المثال ، أن تتخيل أنك شخص واثق من نفسك 0
4ـ تصرف وكأنك تثق بنفسك بالفعل . وكلما تحدثت وتصرفت بثقة ، ازدادت ثقتك بنفسك 0
• تعد المراحل الأربعة من تلك المعادلة غاية في الأهمية . وإذا لم تطبق هذه المراحل ، فمن المستبعد أن تحقق الثقة بالنفس دائماً ، أو ربما لن يتغير أي شيء على الإطلاق .