
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مساوى القيسي
شفاه جافة من شدة الظمأ وعينان ترمقان كؤوساً زجاجية مملؤة بالماء والعصائر.
قطرات من بخار الماء المتكثف تشبه حبات اللؤلؤ على الأسطح الخارجية لتلك الكؤوس تدل على برودة ما بداخلها .
يتنهد بزفرة عميقة يرمق تلك القطرات لم يسبق له أن رأها بذلك الجمال إلاّ هذه اللحظة يتمنى لو يفرغ كل مافي جوف تلك الكؤؤس في جوفه لكنها رغبة لايستيطيع تحقيقها .
سلة فواكه على يمينه فيها مالذ وطاب من الفاكهة ينظر إليها البرتقال الماندرين التفاح وعنقود العنب الأسود السكري الذي سبق له أن أكل مثله كثيراً ولم يجد ولو حبة واحدة منه طعمها غير حلو الخوخ يتوسط الفاكهة في تلك السلة يركّز نظره عليه يرى جمال حباته يجد رائحته يحدث نفسه يالرائحة الخوخ الزكية إنها تعبّق المكان ياللجمال بالتأكيد هذا الخوخ له طعم لذيذ كرائحته ولونه رغبات يجدها في داخله لأكل أصناف الفاكهة من تلك السلة لكنه لايستطيع .
أقبلت عروسه التي عقد قرانه بها قبل أيام تحمل أحد الصحون الكبيرة عى الصحن أطباق بها من المرق واللحم وبعض الحلويات وخبزاً طازجاً لتلك الأطباق روائح يسيل لها اللعاب .
قفز من مكانه يريد أن يخفف الحمل عن العروسة أمسك في طرف الصحن نظر في عينيها بادلته النظرات توقف الزمن للحظة وكل منهما ينظر في عيني الآخر كانت لغة العيون تنشد شعراً غزليا لايسمعه أحد من البشر سواهما موجة عشق جارف رغبات في نظراتهم لكنهم لايستطيعان إشباعها .
خد الكون ( الأفق) يصيبه الخجل يكسوه اللون الأحمر و( لحظات الحرمان) تمرّ بطيئة جداً يعدانها ثانية ثانية حتى تختفي الشمس خلف الأفق ويصدح المؤذن( الله أكبر) معلناً نهاية النهار من أول أيام رمضان ويكتشفان ( متعة الحرمان) عندمايكون الحرمان طاعة للرحمن.