"قرارة البال" قصيدة شعرية
حرارة الشوق تكوي قلب صاليها
فرقِّق الدمع علَّ الدمع يطفيها
وخفف الحمل إن الحمل أثقله
وقلِّب الجمر عن أحزان ماضيها
وأحكم القيد إن القيد يحرسها
من مكمن الشر حاميها حراميها
وحدِّق الطرف في أنات زفرتها
وعالج الجرح بالإحساس واسيها
ولاحظ اللحظ إن الحب منبعه
مرأى العيون،فكم صرعى بناديها
مرارة العشق كم ألقت بحرقتها
على المحبين هدَّت متن عاديها
وكم أذاقت فتىً سلوان لذَّتها
ثم انقضت ماضياتٍ من ترائيها
جرح الهوى لم يزل بالكرب مطلعه
يراوح السير في أحضان واديها
يعانق الهام أحياناً في تطاوله
ويلثم القاع خوفاً من تجافيها
لا خير في الخلِّ إنْ خارت قوائمه
عند اللقاء هروباً من أعاديها
لا نفع في الودِّ إنْ كانت نتائجه
ثوب النفاق على الأحقاد يكسيها
من يصحب اللؤم يبقى في براثنه
أسير نفسٍ مع الأهواء يمليها
من يزرع الشر يحصد في عواقبه
طبع الذليل يمادي خَطْوَه تِيْهَا
ما أحلم الدين عنا في تماطلنا
لولا التعقُّل ما ازدانت روابيها
ما أجمل الصبر إنَّ الصبر جوهره
صقل النفوس عن الطغيان ناهيها
فهذِّب الروح بالإحسان عاملها
وعلَّق القلب بالرحمن يهديها
قرارة البال في الإخلاص رائده
فسلِّم الفكر للديان يبريها
وجامل الناس بالأخلاق يرفده
بذل الكريم مع الإشفاق تبديها
ما خاب من خلَّد الناعون سيرته
وافت منيَّته إسعاد راضيها
شعر بلبل تهامة 4 رمضان 1432 هـ