وأيضــــــاً :
في هذه السورة يكشف عن التوائهم في هذا الجدل ; ويبرى ء عيسى - عليه السلام - مما ارتكبه أتباعه من بعده وهو منه بريء ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون . وقالوا:أآلهتنا خير أم هو ? ما ضربوه لك إلا جدلاً . بل هم قوم خصمون . إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل . . .). .
وقد كانوا يزعمون أنهم على ملة أبيهم إبراهيم , وأنهم بذلك أهدى من أهل الكتاب وأفضل عقيدة . وهم في هذه الجاهلية الوثنية يخبطون .
فبين لهم في هذه السورة حقيقة ملة إبراهيم , وأنها ملة التوحيد الخالص , وأن كلمة التوحيد باقية في عقبه , وأن الرسول [ ص ] قد جاءهم بها , ولكنهم استقبلوها واستقبلوه بغير ما كان ينبغي من ذرية إبراهيم وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون , إلا الذي فطرني فإنه سيهدين . وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون . بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين . ولما جاءهم الحق قالوا:هذا سحر , وإنا به كافرون)
ولم يدركوا حكمة اختيار الله - سبحانه - لرسوله [ ص ] ووقفت في وجوههم القيم الأرضية الزائفة الزهيدة التي اعتادوا أن يقيسوا بها الرجال .






