وفي هذه السورة يحكي تصوراتهم وأقوالهم في هذا الصدد ; ويرد عليها ببيان القيم الحقيقية , وزهادة القيم التي يعتبرونها هم ويرفعونها: وقالوا:لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم:أهم يقسمون رحمة ربك ? نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا , ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات , ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً , ورحمة ربك خير مما يجمعون . ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون , ولبيوتهم أبواباً وسرراً عليها يتكؤون , وزخرفاً . وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا , والآخرة عند ربك للمتقين . .

ثم جاء بحلقة من قصة موسى - عليه السلام - مع فرعون , يبدو فيها اعتزاز فرعون بمثل تلك القيم الزائفة , وهوانها على الله , وهوان فرعون الذي اعتز بها , ونهايته التي تنتظر المعتزين بمثل ما اعتز به: (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه , فقال:إني رسول رب العالمين . فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون . وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون . وقالوا:يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك , إننا لمهتدون . فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون . ونادى فرعون في قومه قال:يا قوم أليس لي ملك مصر , وهذه الأنهار تجري من تحتي , أفلا تبصرون ? أم أنا خير من هذا الذي هو مهينولا يكاد يبين ; فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ! فاستخف قومه فأطاعوه , إنهم كانوا قوماً فاسقين , فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين , فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين). .