معاني الكلمات 4/4
وقوله: (يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين وأنتم فيها خالدون (71)
" الصحاف " واحدها صحفة وهي القصعة، والأكواب واحدها كوب وهو إناء مستدير لا عروة له.
وقوله: (وفيها ما تشتهي الأنفس).
وقرئت (تشتهيه الأنفس) بإثبات الهاء، وأكثر المصاحف بغيرها، وفي بعضها الهاء.
وقوله - عزّ وجلّ -: (لا يفتّر عنهم وهم فيه مبلسون (75)
المبلس: الساكت الممسك إمساك يائس من فرج.
وقوله: (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظّالمين (76)
" هم " ههنا فصل كذا يسميها البصريون، وهي تأتي دليلا على أن ما
[معاني القرآن: 4/419]
بعدها ليس بصفة لما قبلها، وأن المتكلم يأتي بخبر الأول. ويسميها الكوفيون العماد.
وهي عند البصريين لا موضع لها في رفع ولا نصب ولا جرّ، ويزعمون أنها بمنزلة (ما) في قوله سبحانه: (فبما رحمة من اللّه لنت لهم) وقد فسرت ما في هذا فيما تقدم من الكتاب ويجوز " ولكن كانوا هم الظالمون " في غير القرآن، ولكن لا تقرأنّ بها لأنّها تخالف المصحف.
وقوله عزّ وجلّ: (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربّك قال إنّكم ماكثون (77)
وقد رويت يا مال - بغير كاف، وبكسر اللام - وهذا يسميه النحوّيون الترخيم، وهو كثير في الشعر في مالك وعامر ولكنني أكرههما لمخالفتهما المصحف.
وقوله عزّ وجلّ: (أم أبرموا أمرا فإنّا مبرمون (79)
أي أم أحكموا عند أنفسهم أمرا من كيد أو شرّ فإنا مبرمون.
محكمون مجازاتهم كيدا بكيدهم، وشرّا بشرّهم.
وقوله: (قل إن كان للرّحمن ولد فأنا أوّل العابدين (81)
معناه إن كنتم تزعمون أن للرحمن ولدا فانا أول الموحّدين لأن من عبد الله - عزّ وجلّ - واعترف بأنه إلهه فقد دفع أن يكون له ولد.
والمعنى أن كان للرحمن ولد في قولكم، كما قال: (أين شركائي الّذين كنتم تشاقّون فيهم) أي في قولكم. واللّه واحد لا شريك له.
وقد قيل إنّ (إن) في هذا الموضع في موضع (ما) المعنى ما كان للرحمن ولد، (فأنا أوّل العابدين).
وقد قيل إن العابدين في معنى الآنفين، فأنا أول من يأنف من هذا القول.
[معاني القرآن: 4/420]
وقوله عزّ وجلّ: (وهو الّذي في السّماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم (84)
المعنى هو الموحّد في السماء وفي الأرض.
وقرئت (في السّماء اللّه وفي الأرض اللّه).
ويدل ما خلق بينهما وفيهما أنه واحد حكيم عليم، لأن خلقهما يدل على الحكمة والعلم.
وقوله: (وقيله يا ربّ إنّ هؤلاء قوم لا يؤمنون (88)
(وقيله)
ويقرأ (وقيله)، (وقيله يا ربّ)، فيها ثلاثة أوجه:
الخفض على معنى (وعنده علم الساعة) وعلم قيله يا ربّ
والنصب من ثلاثة أوجه:
قال أبو الحسن الأخفش إنه منصوب من جهتين:
إحداهما على العطف على قوله: (أم يحسبون أنّا لا نسمع سرّهم ونجواهم) وقيله، أي ونسمع قيله. ويكون على وقال قيله.
قال أبو إسحاق: والّذي أختاره أنا أن يكون " قيله " نصبا على معنى وعنده علم الساعة ويعلم قيله، فيكون المعنى إنّه يعلم الغيب ويعلم قيله، لأن معنى عنده علم الساعة يعلم الساعة ويعلم قيله.
ومعنى الساعة في كل القرآن الوقت الذي تقوم فيه القيامة.
والرفع على معنى وقيله هذا القول، أي وقيله قوله (يا ربّ إنّ هؤلاء قوم لا يؤمنون).
[معاني القرآن: 4/421]






