تفسير سورة فصلت 4/5
{وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)}: وَمِنْ آَيَاتِهِ: من حججه على خلقه
{فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا}: يعني: مشركي قريش, عن أن يسجدوا لله وحده
{فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ}: يعني: الملائكة
{يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (38)}: لا يَسْأَمُونَ: لا يملّون الصلاة, ولا يفترون
{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً}: الأَرْضَ خَاشِعَةً: غبراء متهشمة لا نبات فيها ولا زرع
{فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ}: اهْتَزَّتْ: تحرّكت بالنبات
{وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}: وَرَبَتْ: انتفخت
{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا}: يُلْحِدُونَ: يميلون عن الحق, ويعدلون عنه بالكذب
{لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا}: نحن بهم عالمون
{أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40)}: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ: وعيد من الله تعالى خُرِّج مخرج الأمر
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}: كَفَرُوا: جحدوا
{بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ}: بِالذِّكْرِ: بالقرآن
{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41)}: لأنه كلام الله, عزيز بإعزاز الله إياه وحفظه من كل من أراد له تبديلاً أو تحريفاً
{لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ}: لا يستطيع ذو باطل تغييره بكيده وتبديل شئ من معانيه, وذلك هو الإتيان من بين يديه. ولا إلحاق ما ليس منه فيه, وذلك إتيانه من خلفه
{تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)}: هو تنزيل من ذي حكمة بتدبير عباده ومصالحهم, محمود على نعمه عليهم
{مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ}: مَا يُقَالُ لَكَ: ما يقول المشركون لك
{إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ}: لمن تاب
{وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43)}: لمن أصرّ على كفره
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا}: أَعْجَمِيًّا: بلغة العجم كما اقترحوا
{لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ}: لَوْلا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ: هلاّ بُيّنت آياته بلسان نعرفه
{أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ}: أقرآن أعجمي ورسول عربي
{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}: هُدًى وَشِفَاءٌ: من الجهل
{وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ}: وَقْرٌ: صمم مانع من سماعه
{وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}: عَمُوا وصَمُوا عنه, فلا يبصرون حججه ولا ينتفعون به
{أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}: تشبيه من الله لعمى قلوبهم عن فهم ما أُنزل في القرآن, كقول العرب للرجل القليل الفهم: إنك لتُنَادَي من مكان بعيد, وقِيل (بعيد) من قلوبهم
{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ}: يعني: التوراة
{فَاخْتُلِفَ فِيهِ}: أي: في العمل بما فيه
{وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ}: لولا ما سبق من قضاء الله وحكمه في تأخير عذابه
{لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ}: لعجّل الفصل بينهم
{وَإِنَّهُمْ}: يعني: الفريق المُبْطِل
{لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45)}: مُرِيبٍ: مُوقِع في الريبة والقلق
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (46) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ}: إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ: لا يعلم متى قيامها إلا الله
{وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا}: مِنْ أَكْمَامِهَا: أوعيتها التي هي مغيّبة فيها, فتخرج منها بارزة
{وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ}: إِلاَّ بِعِلْمِهِ: بعلم الله عزّ وجلّ
{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي}: يوم ينادي الله المشركين به, في الدنيا, الأوثان والأصنام
{قَالُوا آَذَنَّاكَ}: آَذَنَّاكَ: أخبرناك و أعلمناك
{مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47)}: على أن لك شريكاً
{وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ}: وَضَلَّ عَنْهُمْ: بطل عنهم وذهب
{وَظَنُّوا}: في هذا الموقع: أيقنوا
{مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48)}: مَحِيصٍ: مهرب و مفر من العذاب