مِن هُناك وفي غَمرةِ الحُب
تهبِطُ سحابةٌ للارض
ظاهِرها المَطر وباطِنها برقٌ ورعْد ..!!
وفي لوحةٍ يبتسمُ فيها ثغرُ الإنتظار ..
تأتي الفَرحةُ تبكي وجعاً لا تَعرِفُ كيف تصفُ ملامِحَهُ ..!!
تُمطِر الغيمه على أرضٍ موجوعَه بأنينِ الفقد..
وتخضرُّ سهولُها وتنبِتُ زهراً أحمَرْ ..
يحكي ضمأ الأرض التي نبتت فيها ..!!
ضمأ المَطر
ضمأ الاشتياق
ضمأ احتياجٍ يجتاحُها بلا رحمه ..!!
وفي لحظةِ هطول المَطَر
تسرِقُهُ ماءً تحتاجُه جِدّاً ..
تُُخبئُهُ لأيامِ قََحطٍ وسنونٍ عجافٍ قادمَه ..!!
::
::
تُنْبِتُ زهَرَه
تسقيها دماً أحمر ..!!
وتُنادي
هاكِ يا سماء
هاكِ دَمَ الانتظار
هاكِ دمَ الفقد من جوفٍ لاكَ غيابَ مطركِ علقماً ..
هاكِ يا سماء ساقاً أخضر ..
قادمٌ من لُجَّةِ العَتْمَه ..!!
مِن بِذْرَةٍ مُشرَبَةٍ بالوجع ..!!
مغروسٌ بمُضغَةِ شيطانٍ أزرَق ..!!
شَيطانٌ يُشبِهُك
يُشبِهُ عينيكِ الكاذبتين
عينيكِ تلك التي أغرَتني دوماً بالمَطَر
ولم يأتِ قَط ..!!
::
::
وأنتَ يا مَطَر
أيا وَجعي الذي انتظَرْتُه مُنذُ أمَدٍ بَعيد
مَدداً مِن سماءٍ جافيه ..!!
نَمْ هُنا في رَحِمي
نمْ وكُن زاداً سميناً أقتاتُه ذاتَ عجفْ ..!!
نَم دافئاً ولا تقلَق فلن أرسِلَك للسماء مرةً أخرى
نَم هُنا لأسقي بِكَ واحةَ حُبٍّ بِكَ وحدكَ تخضَرُّ
وتُزهِرُ زَهراً أبيَض يُشبهُني ويُشْبِهُك ..!!
ولا يُشْبِهُ وِجهَ الفَقْد الأحمَر ..!!
::
::
تأتي طِفلَه ،، تُمسكُ زهره ،، تنضَحُ يدها دماً ،،
تبكِ الفَرحه وتسقُطُ دمعةُ وَجع ..
وتأبى أن تُقطَفَ تلكَ الزهره ..!!
تأبَى تأبَى ..
تَبقى شامِخَةً بوجعي الأحمر ..!!
وتَمُدُّ جُذورها إلى الأعلى إلى الأعمَق إلى كُلِّ موطِنِ دَمٍ يَلُجُّهُ الفَقْد ..
تَشربُ دمَهُ تشربُ أكثرَ وأكثَر ..
فتشرئِبُ الحُمرةَ على بتلاتِها
لِتُخبِرُ وجهَ الغياب ..
تُخبِرُ رئِةَ الحُب ..
تُخبِرُ فراشاتِ المَرْج ..
كيف هي الأرض حين تشتاق ( فقط ) لرائِحَةِ المَطَر ..!!
::
::
وتعُود
تعودُ تلك الطِفلَه تجلِسُ على عُشبها الأخضر
تسمَعُ حكايةَ زهرةٍ حمراء ..
وتذرِفُ دمعَةٌ أخرى
حرَّى ..
وتشكُر الأشواك
لأنها علَّمَتها الكثير ..!!
وتَربِتُ على جرحٍ أخضَر وتعتَذِرُ كثيراً للأمنيات ..!!
تلكَ حكايةُ زَهرةٍ حمراء يا وَجْدْ ..
حِكايَةُ زَهرةٌ مُتخمةٌ
بالحُب
بالفقْد
وبألعَنِ الأشياء وأجملها هي الذِّكرى ..!!
وأكثَر ..!!
::
::
( هاكِ يا وَجْد وردة المعنّى

)