{وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30)}: الْمُهِينِ: المُذِل
{مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا}: عَالِيًا: متكبّراً جبّاراً
{مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31)}: مسرفاً في الكفر والإجرام
{وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32)}: اصطفاهم الله على علم منه على أهل زمانهم
{وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الآَيَاتِ مَا فِيهِ}: الآَيَاتِ: الحجج والبراهين
{بَلاءٌ مُبِينٌ (33)}: اختبار وامتحان ظاهر
{إِنَّ هَؤُلاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35)}: بِمُنْشَرِينَ: بمبعوثين أحياء بعد الموت للحساب
{فَأْتُوا بِآَبَائِنَا}: أي أعيدوا لنا آباءنا أحياءاً بعد موتهم
{إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36)}: فيما تقولون أن هناك بعثاً وجزاء بعد هذه الحياة
{أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ}: قَوْمُ تُبَّعٍ: أهل اليمن، وتُبّع لقب ملوك اليمن
{وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: هم قوم عاد وثمود وغيرهم
{أَهْلَكْنَاهُمْ}: بسبب سوء أفعالهم
{إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37)}: تعليل لإهلاك كل هؤلاء
{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ (38)}: لاعِبِينَ: أي عبثاً
{مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (39)}: لا يَعْلَمُونَ: لا يدركون أن من الحق إثابة المطيع على طاعته، ومجازاة العاصي على معصيته
{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ}: يوم القيامة، وسُمي بذلك لأن الله يفصل فيه بين أهل الحق وأهل الباطل
{مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40)}: أي وقت موعدهم جميعاً
{يَوْمَ لا يُغْنِي}: يوم لا ينفع، ولا يكفي عن غيره أو يقوم مقامه
{مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا}: مَوْلًى: من يتصل بالمرء بقرابة أو صداقة أو غيرهما
{وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (41)}: ولا ينصر بعضهم بعضا كما كانوا يفعلون في الدنيا
{إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ}: أي إلا من استحق رحمة الله
{إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42)}: فالله هو القوي الغالب لإعدائه، الرحيم بالمؤمنين الطائعين
{إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43)}: هي شجرة ذات ثمر مُر تنبت بتهامة شُبهت بها الشجرة التي تنبت في مقر جهنّم
{طَعَامُ الأَثِيمِ (44)}: الأَثِيمِ: كثير الآثام، والمراد به الكافر لدلالة الآيات السابقة عليه
{كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45)}: الْمُهْلِ: هو المذاب من النحاس والحديد وغيرهما من المعادن، أو الزيت المغلي
{كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)}: الْحَمِيمِ: الماء البالغ غاية الحرارة
{خُذُوهُ}: أي خذوا هذا الأثيم
{فَاعْتِلُوهُ}: فادفعوه وسوقوه بعنف وغلظة
{إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47)}: إلى وسط جهنّم
{ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48)}: عَذَابِ الْحَمِيمِ: الماء الساخن الذي تناهى حرّه
{ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)}: نزلت في أبي جهل حين قال: ما بين جبليها – أي مكّة – رجل أعز ولا أكرم منّي
{إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50)}: تَمْتَرُونَ: تشكّون وترتابون
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)}: مَقَامٍ أَمِينٍ: أي موضع إقامة أمِنوا فيه من كل هم وحزن ومصيبة
{فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52)}: أي بساتين ناضرة، وعيون جارية
{يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ}: السُنْدُس هو الحرير الرقيق
{وَإِسْتَبْرَقٍ}: الإسْتَبْرَق هو الحرير السميك
{مُتَقَابِلِينَ (53)}: أي مقابل بعضهم البعض في الوجوه ليتم الأنس بينهم
{كَذَلِكَ}: أي هكذا بمثل هذا النعيم أكرمهم الله
{وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54)}: الحور: جمع حوراء وهي المرأة النقيّة البياض التي يحار الطرف في حُسنها، و عين: جمع عيناء وهي الواسعة العينين
{يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55)}: أي يطلبون ويأمرون بإحضار كل ما يشتهونه من الفاكهة آمنين من انقطاع ذلك عنهم ونفاذه، وآمنين من كل أذى من تناولها
{لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ}: فِيهَا: أي في الجنّة
{إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى}: التي ذاقوها في الدنيا
{وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56)}: وَقَاهُمْ: نجّاهم
{فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ}: أي تفضّلا يا محمّد من ربك عليهم وإحساناً منه إليهم
{ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57)}: ذلك الظفر العظيم بما كانوا يطلبون نيله في الدنيا بأعمالهم الصالحة وطاعتهم لربهم
{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58)}: يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ: سهلنا قراءة القرآن بلغتك ولغة قومك ليفهموه ويتّعظوا بعظاته
{فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)}: فَارْتَقِبْ: فانتظر، ومعنى الآية: فانتظر يا محمد النصر على هؤلاء المشركين بالله، إنهم منتظرون قهرك وغلبتك.