عيسى بن علي بن محمد جرابا

ولد عام 1389 هــ/ 1969م في قرية الخضراء الشمالية.

تلقى تعليمه الابتدائي في المدرسة الابتدائية في الخضراء الشمالية, ثم التحق بالمعهد العلمي في ضمد, وبعده

التحق بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.

يعمل مدرسًا في معهد صبياء العلمي.

بدأت موهبته الشعرية في الظهور عام 1409هــ, ثم صقلتها الغربة.

نشر شعره في صحيفة (المسائية) 1413هــ, 1414هــ.

ممن كتبوا عنه: يحيى بن عبدالله المعلمي (المسائية - العدد 3461), وحسين بن علي محمد (المسائية العدد 3485).

عنوانه: المعهد العلمي - صبياء - جازان.

من قصائده :



انْتِكَاسَة
7\10\1426هـ

ذَاتَ شَكْوَى
وَالـمُنَى تَنْسَابُ ظِلاَّ
سَأَلَ الرَّأْسُ لِمَاذَا الرَّأْسُ أَعلَى؟
هَلْ أَقَرَّتْ سَائِرُ الأَعْضَاءِ طُرًّا
أَنَّهُ أَعْظَمُ فَضْلا؟
لِمَ هَذا الرَّأْسُ أَعلَى؟
وَمَتَى يَحْصُلُ تَغْيِيْرٌ بِهِ يُصْبِحُ رِجْلا؟
وَإِذَا أَصْبَحَ...هَلْ يَلْبَسُ نَعْلا؟
لِمَ هَذَا الرَّأْسُ أَعْلَى؟
ضَجَّ بِالـحَالِ وَبِالشَّكْوَى وَأَمْسَى
يَحْضِنُ اللَّيْلَ وَيَسْتَجْدِيْهِ حَلاَّ
قَهْقَهَ اللَّيْلُ كَمَا السَّاحِرِ وَاسْتَلْقَى وَقَالَ الـمَكْرُ أَوْلَى
أَحْكَمَ الـخُطَّةَ وَاسْتَلَّ بَقَايَا الـحِسِّ وَاغْتَالَ الرَّشَادَا
وَتَمَادَى يُشْعِلُ الرَّأْسَ عِنَادَا
وَيُرِيْهِ الصَّمْتَ وَالتَّسْلِيْمَ ذُلاًّ وَانْقِيَادَا
فَشَكَا الرَّأْسُ وَنَادَى
لِمَ هَذَا الرَّأْسُ أَعْلَى؟
فَأَجَابَ اللَّيْلُ مَهْلا
سَوْفَ تَهْنَا بِالثَّرَى سَفًّا وَأَكْلا
وَأَرَاهُ الأَمْرَ سَهْلا
لَمَعَتْ فِي عَيْنِهِ اليُسْرَى وَقَدْ نَزَّتْ سَوَادَاً
فِكْرَةٌ سَوْدَاءُ تَسْتَفْرِغُ جَهْلا
قَالَ مَهْلا
وَسَتَنْسَى ذَلِكَ الأَمْسَ
كَأَنْ لَمْ تَكُ أَعْلَى
وَأَرَاهُ الأَمْرَ سَهْلا
جَمَعَ الرَّأْسَ مَعَ الرِّجْلِ وَتَمَّتْ لِلعَيَانْ
صَفْقَةٌ وَقَّعَ فِيْهَا الطَّرَفَانْ
وَاستَفَاقَتْ نَجْمَتَانْ
عَاثَ فِي قَلبَيْهِمَا فَصْلٌ أَخِيْرٌ مِنْ فُصُوْلِ الـمَسْرَحِيَّةْ
حِيْنَ قَامَ اللَّيْلُ يُلْقِي خُطْبَةَ الظَّافِرِ
وَاللُّكْنَةُ فِيْهَا عَرَبِيَّةْ
قَالَ فِيْمَا قَالَ مِنْ بَعْدِ التَحِيَّةْ
إِنَّ هَذَا مُنْجَزٌ ضَخْمٌ وَفَتْحٌ مُلْهَمٌ لِلبَشَرِيَّةْ
ثُمَّ أَحْنَى لِلقِيَانْ
وَتَفَشَّى الغَنْجُ حَتَّى كَادَ يَهْتَزِّ الـمَكَانْ
وَتَغَشَّاهُ دُخَانْ
وَإِذَا الـمِزْمَارُ مِنْ لَهْفَتِهِ يَلْثِمُ طَبْلا
وَعُقُوْلُ النَّاسِ بَاتَتْ طِفْلَةً تَعْشَقُ طِفْلا
تَمَّتِ الصَّفْقَةُ والتَغْيِيْرَ أَضْحَى وَاقِعَاً قَوْلاً وَفِعْلا
هَاهِيَ الرِّجْلُ غَدَتْ رَأساً وَصَارَ الرَّأْسُ رِجْلا
وَغَدَا يَلْبَسُ نَِعْلا
وَغَدَتْ كُلُّ أَمَاِنِيْهِ كَمَا كَانَ تَمَنَّى بَلْ وَأَحْلَى
جُمِعَ النَّاسُ لَهُ فِي مَشْهَدٍ يَطْفَحُ تَهْرِيْجاً وَهَزْلا
ثُمَّ قِيْلَ اخْرُجْ عَلَيهِمْ
فَتَعَالَى الصَّوْتَ إِكْبَاراً لَهُ لَمَّا تَجَلَّى
لَمْ يَكُنْ أَمْرَاً غَرِيْبَاً حِيْنَمَا خَالَفَ كُلَّ النَّاسِ شَكْلا
صَارَ لا يُشْبِهُهُ إِلاَّ خَيَالُهْ
عَزَّ فِي الكَوْنِ مِثَالُهْ
مَنْ رَأَى فِيْهِ لِهَذَا الـمَسْخِ مِثْلا؟
أَتُرَى خَالَفَ كُلَّ النَّاسِ وَالنَّاسُ يَرَونَ القُبْحَ حُسْنَا
وَيَرَوْنَ الظُّلْمَ عَدْلا؟
ذَاتَ يَوْمٍ وَهْوَ يَمْشِي وَالـخُطَى تَلْبَسُ غَفْلَةْ
مَاجَتِ الأَرْضُ وَتَمَّ القَبْضُ
وَاقْتِيدَ أَسِيْراً، قَيْدُهُ يَرْسُمُ ذُلَّهْ
تُهْمَةُ التَقْلِيْدِ عِلَّةْ
هَلْ عَرَفْتَ اليَوْمَ مَنْ قَلَّدْتَ مَنْ؟
إِنَّهُ سَيِّدُكَ الوَالِي الزَّمَنْ
آهِ مَا أَغْلَى الثَّمَنْ!
هَاهُوَ اليَوْمَ بِلا رَأْسٍ وَلا يَمْلِكُ رِجْلا
حِيْنَمَا ضَيَّعَ فِي سُوقِ الـهَوَى قَلْبَاً وَعَقْلا





الفَهْدُ مَا رَحَلا

29\6\1426هـ

لَوْ تُرْجِعُ العَبَرَاتُ مَنْ رَحَلا
لَمْ أُبْقِ لا سَهْلاً وَلا جَبَلا

تَجْرِي وَأُدْرِكُ أَنَّهَا حُرَقٌ
تَجْرِي وَلَيْسَتْ تَدْفَعُ الأَجَلا

حَتَّى العَصِيَّاتُ الَّتِي حَلَفَتْ
أَلاَّ تَسِيْلَ تَفَجَّرَتْ قُلَلا

دَوَّى دَوِيَّ الرَّعْدِ فِي خَلَدِي
نَبَأٌَ جَمَدْتُ لِهَوْلِهِ وَجَلا

وَطَفِقْتُ أَسَأَلُ وَالـمَدَى لُجَجٌ
وَغُبَارُ أَسْئِلَةٍ هُنَاكَ عَلا

مَاذَا جَرَى؟ وَأَعَدْتُ... لا أَحَدٌ
كُلٌّ مَضَى فِي رَكْبِ مَنْ سَأَلا

وَبَقِيْتُ أَمْضَغُ حَيْرَتِي أَرَقاً
وَأُلَمْلِمُ الزَّفَرَاتِ مُنْذَهِلا

حَتَّى بَدَا طَيْفٌ وَشَعَّ لَهُ
وَجْهٌ يُجَلِّي نُوْرُهُ السُّبُلا

مَنْ ذَا؟ وَكِدْت أَطِيْرُ مِنْ فَرَحٍ
الـمَجْدُ؟ قَالَ نَعَمْ, فَقُلْتُ هَلا

وَلَمَحْتُ فِي عَيْنَيْهِ نَزْفَ مُنَىً
ثَكْلَى وَشَوْقاً بَاتَ مُشْتَعِلا

فَسَأَلْتُهُ مَاذَا جَرَى؟ فَرَنَا
نَحْوِي كَمَلْدُوْغٍ وَمَا احْتَمَلا

وَسَرَى كَمَا الـهَيْمَانِ أَطْرَبَهُ
ذِكْرُ الـحَبِيْبِ وَكَمْ بِهِ اشْتَغَلا

يَمْتَاحُ ذَاكِرَةَ السَّنَا قِصَصاً
وَيُصَوِّرُ الإِقْدَامَ وَالبَطَلا

وَدُمُوْعُهُ بِِحُرُوْفِهِ امْتَزَجَتْ
تَجْتَرُّ يَأْساً خَاتَلَ الأَمَلا

وَتَدَحْرَجَتْ غُصَصُ السُّؤَالِ أَسَىً
مَاذَا جَرَى؟ فَأَشَاحَ, قُلْتُ أَلا...

مَاذَا جَرَى؟ فَأَجَابَ تَسْبِقُهُ
عَيْنَاهُ فَهْدُ الـمَجْدِ قَدْ رَحَلا

مَاذَا؟! وَمَنْ رَحَلَ الغَدَاةَ؟ وَهَلْ
سَيَعُوْدُ؟ بَدْرُ التَّمِّ مَا اكْتَمَلا

يَا أَنْتَ وَيْحَكَ قِفْ... وَيَصْفَعُنِي
رَجْعُ الـجَوَابِ يُعِيْدُنِي رَجُلا

رَحَلَ الـمَلِيْكُ وَخَلْفَهُ مُهَجٌ
لَمْ تَسْتَطِبْ مِنْ بَعْدِهِ نُزُلا

فَصَرَخْتَ لا... فَالفَهْدُ مُنْغَرِسٌ
فِيْنَا وَإِنَّ لِنَبْضِهِ شُعَلا

كَفَّاهُ فِي عَيْنِ الـمَدَى سُحُبٌ
تَهْمِي وَتَطْبَعُ بِالـهَنَا قُبَلا

مَا نَالَ يَوْماً خَادِمٌ شَرَفاً
حَتَّى غَدَا لَقَباً بِهِ احْتَفَلا

وَأَذَابَ لِلحَرَمِيْنِ مُهْجَتَهُ
وَعَلَى يَدِيْهِ تَوَشَّحَا حُلَلا

وَعَلَتْ مَنَائِرُ هَاهُنَا وَهُنَا
قَبَساً بِهِ وَجْهُ الـحَيَاةِ جَلا

فِإِذَا بُيُوْتُ اللهِ أَجْنِحَةٌ
تَخِذَ السَّلامُ رِيَاشَهَا ظُلَلا

عِشْرُوْنَ عَاماً بَعْدَ أََرْبَعَةٍ
عَهْدٌ يَشِعُّ سَنَا بِمَا اشْتَمَلا

يَكْفِيْهِ شَعْبٌ ذَابَ فِي وَطَنٍ
فِي لُحْمَةٍ سَمَقَتْ غَدَتْ مَثَلا

أَيَمُوْتُ؟ كَلاَّ مِثْلُهُ مَلِكٌ
حَيُّ الـمَآثِرِ يَسْكُنُ الـمُقَلا

لَوْلاهُ مَا أَجْرَيْتُ قَافِيَتِي
بَوْحاً سَمَا بِالصِّدْقِ وَامْتَثَلا

رُحْمَاكَ رَبِّي كَمْ يَدٍ رُفِعَتْ
تَدْعُو وَكَمْ مِنْ مَدْمَعٍ هَمَلا

صُوَرٌ تُتَرْجِمُ سِيْرَةً أَسَرَتْ
بِجَمَالِهَا الأَلْفَاظَ وَالـجُمَلا

حَمَلُوْهُ وَالْتَهَبَتْ مَشَاعِرُهُمْ
وَمَنِ الَّذِي عِنْدَ الرَّحِيْلِ سَلا؟

حَمَلُوْهُ لِلفِرْدَوْسِ فِي عَجَلٍ
مَا كَانَ إِلاَّ نَحْوَهَا عِجِلا

جُرْحٌ يَظَلُّ الدَّهْرَ مَا بَقِيَتْ
ذِكْرَاهُ جُرْحُ الـمَوْتِ مَا انْدَمَلا

لَوْ تُرْجِعُ العَبَرَاتُ... وَاعَجَبِي
كَيْفَ الرُّجُوْعُ وَبَعْدُ مَا رَحَلا؟



عَاشِقٌ أَنَا

25\1\1428هـ

سَأَلَتْنِي: أَلَمْ تَزَلْ
يَا حَبِيْبِي تُحِبُّنِي؟

أَأَنَا مَنْ عَشِقْتَ؟ كَيْـ
ـفَ لَعَمْرِي عَشِقْتَنِي؟

وَرَمَتْنِي بِنَظْرَةٍ
سِرُّهَا غَيْرُ مُعْلَنِ

وَكَبَدْرِ التَّمَامِ مَا
لاحَ مِنْ وَجْهِهَا السَّنِي

ثُمَّ عَادَتْ تُلِحُّ: هَـ
ـلاَّ حَبِيْبِي أَجَبْتَنِي

وَسَرَى صَوْتُهَا كَنَـ
ـايٍ لَهُ القَلْبُ يَنْحَنِي

رَنَّ فِي مَسْمَعِي فَذَ
وَّبَ رُوْحِي وَهَزَّنِي

وَالْتَقَيْنَا... فَبِتُّ فِي
رَوْضَةٍ الـحُبِّ أَجْتَنِي

تَمْتَمَتْ: مَا انْطَفَتْ لَوَا
عِجُ شَوْقِي فَضُمَّنِي

طَوَّقَتْهَا يَدَايَ... هَمْـ
ـهَمْتُ: يَا لَيْلُ دَفِّنِي

مَا أَلَذَّ اللِّقَاءَ...! قَا
لَتْ: أَحَقًّا تُحِبُّنِي؟

قُلْتُ: مَنْ لِي سِوَاكِ... إِنْ
تَأْمُرِي القَلْبَ يُذْعِنِ

وَتَسَاقَتْ جَدَاوِلُ الـ
ـبَوْحِ فِي حِضْنِهَا الـهَنِي

وَمَضَى الوَقْتُ... كَانَ بَـ
ـرًّا... لِمَ اليَوْمَ عَقَّنِي؟

لَيْتَنِي يَا حَبِيْبَتِي
أَمْلِكُ الوَقْتَ لَيْتَنِي

كُنْتُ أَوْقَفْتُهُ... فَبُوْ
حِي وَغَنِّي وَدَنْدِنِي

سَكَنَ اللَّيْلُ خَاشِعاً
لِلنَّجَاوَى وَلَمْ يَنِ

كَأْسُنَا صَاغَهَا الـهَوَى
كَيْفَ مَنْ ذَاقَ يَنْثَنِي؟

مَا سَكِرْنَا... كَأَنَّهَا
مَا ارْتَوَتْ أَمْ كَأَنَّنِي...؟

وَأَغَارَ الصَّبَاحُ يَهْـ
ـدِمُ مَا بِتُّ أَبْتَنِي

عَاشِقٌ عَاشِقٌ أَنَا
إِنَّهُ العِشْقُ مَوْطِنِي

أَوَحِيْدٌ بِهِ؟ فَقُلْـ
ـتُ بِفَخْرٍ: لَعَلَّنِي

وَأَنَا...؟ قُلْتُ: أَنْتِ فِيْـ
ـهِ مَلاذِي وَمَسْكَنِي

لَسْتِ إِلاَّ أَمِيْرَةً
عِشْقُهَا كَمْ أَمَضَّنِي!

ضَحِكَتْ وَارْتَمَتْ بِشَـ
ـوْقٍ إِلَيْهَا تَشُدُّنِي

قُلْتُ: هَاكِ الفُؤَادَ قَصْـ
ـراً مِنَ الـحُبِّ فَاسْكُنِي

لَمْ أَكُنْ قَبْلَهَا فَقِيْـ
ـراً... وَإِنِّي بِهَا غَنِي