الأونروا تقلص خدماتها لأكثر من مليون غزّاوي
قيمة المساعدات النقدية هي 11 دولاراً لكل فرد في العائلة يحصل عليها كل ثلاثة أشهر
![]()
غزة - إسلام عبدالكريم أدى قرار "الأونروا" القاضي بوقف مساعداتها المالية لآلاف اللاجئين الفلسطينيين وتقليص خدماتها لهم إلى موجة غضب على المستويين الرسمي والشعبي.
وشمل قرار الاونروا وقف المساعدات المالية دون الغذائية التي تمنحها المنظمة لـ 106 آلاف لاجئ صنفوا بأنهم الأكثر فقرا في غزة، كما شمل تقليص الخدمات الصحية والتعليمية المقدمة لمليون ومئتي ألف لاجئ، ما يشكل أكثر من ثلثي سكان القطاع.
نقص في التمويل
وعزت الأونروا أسباب تلك الإجراءات لتوقف الاتحاد الاوروبي عن تقديم المساعدات المالية لتلك الاسر، بالإضافة الى نقص التمويل المقدم لها من الدول المانحة الاخرى، وطالبت الاونروا جميع الدول الايفاء بالتزاماتها لتتمكن من الاستمرار في برامج الاغاثة التي تقدمها للفلسطينيين.
من جهته اوضح المتحدث باسم الاونروا عدنان ابو حسنة لـ"العربية.نت" ان القرار لا يشمل المساعدات الغذائية التي ستتواصل كالمعتاد، مضيفاً: "لهذا الموضوع انعكاسات سلبية كبيرة على هؤلاء الناس، فرغم بساطة تلك المبالغ النقدية الّا انهم نظموا حياتهم عليها".
ويذكر ان قيمة المساعدات النقدية هي 11 دولارا لكل فرد في العائلة يحصل عليها كل ثلاثة اشهر، الا ان ابو حسنة اشار الى ان ما تسعى المنظمة اليه هو تجنيب تلك الفئة الكبيرة من الفقراء الانهيار التام في مستوى حياتهم.
من جهته اعتبر الخبير الاقتصادي عمر شعبان ان تبعات هذا القرار ستكون وخيمة على شريحة كبيرة من الفلسطينيين، واوضح قائلاً: "ان تقليص المساعدات المقدمة للفلسطينيين لا يقتصر فقط على الاونروا بل ضم ايضا المؤسسات الدولية الاخرى التي يجب ان تزيد من نشاطاتها وليس العكس".
حالة مأساوية
وأضاف شعبان: "القطاع الخاص شبه مدمر، وقدرة حكومة غزة على توفير فرص عمل محدودة جدا، ان الوضع مأساوي فاكثر من ثمانين في المئة من سكان قطاع غزة يعيشون في فقر، وخمسون في المائة تحت خط الفقر الشديد، اي انهم لا يستطيعون توفير المأكل والمشرب".
ومن العائلات التي تحصل على مساعدات الاونروا، عائلة ابو شعير المكونة من 16 فردا والتي لا دخل لها سوى ما كانت تحصل عليه من المساعدات المالية.
وقالت ربت العائلة، ميسّر ابو شعير لـ"العربية.نت": "انا لست قادرة على شراء اللحوم وعوضا عن ذلك اشتري ما فاض لدى بائع الدواجن من عظام يكسوها بعض اللحم (...) هذه ليست حياة، نحن نعيش من قلة الموت، الحمد لله على كل حال".
أما ابن ميسّر، محمد المتزوج والعاطل عن العمل فيعيش واسرته مع والدته في منزلها الذي بالكاد يتسع لهم، وضيق الحال اجبره على تقبل واقع لا يقدر على مجاراته.
واشار محمد الى انه: "ما إن بدأت الاونروا بتقليص خدماتها حتى بدانا نشعر بأزمة في حياتنا واضطررنا للاستغناء عن كثير من الاساسيات لتصبح كماليات لا حاجة لها، فالمسكن الجيد بات من الكماليات والفاكهة والخضروات والملبس ايضاً"، مضيفاً ان المعونة الغذائية البحتة لا تكفي.