لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ليلة القدر خير من ألف شهر ...

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رهـــف

    عزتي ماهي غرور
    تاريخ التسجيل
    04 2010
    الدولة
    القلب الحنون
    المشاركات
    1,414

    ليلة القدر خير من ألف شهر ...

    قال تعالى : "إِنَّا أَنْزَلْنَاه فِيْ لَيْلَةِ القَدْرِO وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِO لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍO تَنَزَّلُ الملاَئِكَةُ وَالرُّوْحُ فِيْهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلّ أَمْرٍO سَلاَمٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الفَجْرO" تحدّثتِ الآيات عن نزول القرآن الكريم ، وعن فضل ليلة القدر على سائر الأيام والشهور ، لما فيها من الأنوار القدسية والتجلّيات الربّانية والنفحات ، التي يفيض بها البارئ – جلّ وعلا – على عباده الصائمين ، تكريمًا لنزول القرآن ، وكما تحدّثت عن نزول الملائكة الأبرار حتى مطلع الفجر ، وبأنها ليلة عظيمة رفع الله قدرها ، وأن العبادة فيها خير من ألف شهر. كما أجمع المفسرون أنها منحة ربّانية للأمة الإسلامية ولرسولها عليه الصلاة والسلام .
    ما أسباب هذه المنحة الربّانية ؟
    وقد رُوِيَ يومًا لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، أن رجلاً من الأمم السابقة على الإسلام ظلّ يجاهد في سبيل الله ألف شهر، فبات رسول الله صلى الله عليه وسلم مهمومًا؛ لأن أمته قصيري الأعمار، قليلي الأعمال !!! فدعا ربّه، وقال: "يا ربّ جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارًا وأقلّها أعمالاً"، فأعطاه الله ليلة القدر، وقال: "ليلة القدر لك ولأمتك خير من ألف شهر جاهد فيها ذلك الرجل" رواه "ابن عباس"، وقال "مجاهد": عملها وصيامها خير من ألف شهر .
    لماذا سُمِّيَتْ بـ "ليلة القدر"؟
    وسُمِّيَتْ بـ "ليلة القدر"، لعظم قدر ما وقع فيها من بدء نزول القــرآن ، وبعثة النبي "محمد" –صلى الله عليه وسلم – برسالة الإسلام كخاتمة للرسالات السماوية، أو لرفع الله ثواب الصائمين وثواب العبادات فيها إلى الألف في غيرها ، ولما جعل الله فيها من الفيض الربّاني وما فيها من التجلّيات ومن هذه النفحات الربّانية .
    فيا سعد من أحياها بالقيام وبقراءة القرآن الكريم وبذكر الله فيها حتى تفيض على الذاكرين البركات وتتجلّى عليهم الرحمات ، قال تعالى: "فَاذْكُرُوْنِيْ أَذْكُرُكُمْ وَاشْكُرُوْا لِيْ وَلاَ تَكْفُرُوْنَ"، كما أن فيها حكمة الصوم الصبر والحكم .
    ما الحكمة من إخفاء ليلة القدر ؟
    من مأثور الأقوال عن إخفاء ليلة القدر في شهر رمضان أو في العشرة الأواخر من رمضان ؛ لأن الله أخفى أمورًا في أمور، لحكم جليلة ولمصالح عظيمة لكي يجتهد العباد في العبادات وفي الطاعات:
    قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – "إن لله في أيام دهركم نفحات ، ألا فتَعرَّضوا لها ، فلعلّ أحدكم تصيبه نفحة ، فلا يشقى بعدها" . ومعنى التعرّض لها أنها فضل من المنعم على عباده ، ولعلّ أَنّ ليلةَ القدر من أعظم ما يفيض الله به على أمة الإسلام، قال الله عنها : "حـٰـم * وَالكِتَابِ المُبِيْن * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِيْ لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِيْنَ * فِيْهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيْمٍ".
    · فأخفى الله ليلة القدر في ليالي رمضان ؛ ليجتهد الصائمون في كل لياليه .
    · وأخفى الله ساعةَ الإجابة في يوم الجمعة وليلها؛ لنداوم الدعاء فيهما معًا .
    · وأخفى الله الصلاةَ الوسطىٰ في الصلوات الخمس ؛ لنحافظ على كل الصلوات .
    · وأخفى الله اسمَه الأعظم ، الذي إذا دُعِيَ به أجاب ؛ لندعوه بكل أسمائه الحسنى .
    · وأخفى الله رضاه وثوابه في طاعته وعبادته ؛ لنحرص على العبادات كلها .
    · وأخفى الله غضبَه في معاصيه ؛ لكي ينزجر العباد عن كل معاصيه .
    · وأخفى الله وَلِيَّهُ في عباده الصالحين ؛ لنحسن الظن بكل الصالحين من عباده .
    · وأخفى الله يوم القيامة ؛ ليكون العباد في خوف واستعداد ليومها .
    · وأخفى الله عن الإنسان أجله ؛ ليكون الإنسان دائمًا في خوف من حساب ربه .
    تحديد ليلة القدر في خلافة "عمر" – رضي الله عنه –
    في خلافة "عمر بن الخطاب" رُؤِيَ اختلاف الآراء في تحديد ليلة القدر ، بأنها في شهر رمضان، ثم قالوا : بأنها في العشر الأواخر من رمضان ، ثم قالوا: بأنها في ليالي الآحاد التي هي ليلة: 21-23- 25- 27- 29، ثم توقّفت آراء الصحابة، فأراد "عمر" دقة التحديد، وكان "عمر" – رضي الله عنه – يمتاز بأنه من أصحاب "الإلهامات"، وممن يعرفون بأصحاب الحاسة السادسة ، فأرسل إلى الصحابي الجليل "عبد الله بن عباس"، وكان لا يزال شابًا في ريعان الشباب. إلاّ أنه كان يلازم رسول ا لله – صلى الله عليه وسلم – ملازمة العين لأختها ، وكان يجهّز له ماءَ وضوئه، ويصبّ عليه إذا أراد الوضوء ، وفي ليلة باردة وجد الماء شديد البرودة ، فأوقد النار وأدفأ ماء الوضوء. وبعد أن توضأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سَرَّهُ تصرّف "عبد الله" في إدفائه الماء، فرفع يديه ودعا له "اللهم فَقِّه في الدين وعلِّمه التأويل"، فاستجاب الله لرسوله – صلى الله عليه وسلم – فكان عبد الله يحفظ ما يقرأ ولو لمرة واحدة، وكان إذا حفظ لاينسى ، واشتهر برواية الحديث ، وفي تفسير القرآن ، وفي الفقه ، وكل علوم الإسلام ،حتى قالوا عنه بأنه: حبر أمة الإسلام الذي لا ينسى .
    تحديد ليلة القدر في "27" رمضان
    فطلب "عمر" من "عبد الله بن عباس" عن رأيه في تحديد ليلة القدر، فقال : يا أمير المؤمنين: إن السموات سبع ، والأرضين سبع ، وفاتحة الكتاب سبع، نَزَل القرآن الكريم على أحرف سبع، وتطورات خلق الجنين في بطن أمه سبع ، والطواف حول الكعبة سبعة أشواط، والسعي بين الصفا والمروة سبع ، ورمي الجمار سبع، ونحن نسجد على سبع، ويأكل الإنسان من حبوب سبع . وظلّ يُعَدِّد من أمور الحياة مع الإنسان على سبع . ولذلك فإني أرى أن ليلة القدر هي "ليلة 27 رمضان" ، فكبّر من حضر من كبار الصحابة وشيوخ وعلماء المسلمين ، حتى ارتجت جنبات المدينة كلها تأييدًا لرأي "ابن عباس" وسعدوا برأي "ابنٍ عباس" ، وقال "عمر" مؤيدًا ومشاركاً له : لقد فطنت لما لم نفطن إليه ، ومنذ إقرار "ابن عباس" وتأييد الصحابة رضي الله عنه وهي في ليلة 27.
    كيف نحيي ليلة القدر ؟
    فعلينا أن نحيي ليلة القدر بالتفرّغ الكامل للعبادة وبالصلاة وبالقيام ، وأن نتوب إلى الله توبةً نصوحًا عما وقع منّا من أخطاء ، وأن نردّ ما علينا من حقوق إلى أصحابها ، وأن نكثر من قراءة القرآن الكريم ، وأن نكثر من الاستغفار، ومن ذكر الله تعالى، وأن ننصرف عن مشاهدة الملاهي والتلاهي في تلك الليلة العظيمة، داعين الله راجعين إليه منيبين سائلين الله من كلّ قلوبنا ، بأن نكونَ من العُتقاء والمقبولين في تلك الليلة ، ليلة الغفران وقبول التوبة ، فهي يا أخي القارئ ! ليلة الفيض الربّاني، والعبادة فيها خير من عبادة "ألف شهر" خالية من ليلة القدر، أي 3/831 عامًا لعابد متفرّغ، فيا سعد من أحياها بحقها ، ويا خسارة من غفل عنها وضيَّعها!!
    "إن للّه في أيّام دهركم نفحات"
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن لله في أيّام دهركم نفحات ، ألا فتعرّضوا لها ، فلعلّ أحدكم تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدًا" ، ومعنى التعرّض لها أن يجتهد فيها كلّ جهده ، وأن يخلص النيّة لله واثقًا من وعد ربه ومن فضله ومن فيضه ، وأنّها ليلة تشرق فيها الأرض بنور ربها، حيث يتجلّى الله على عباده في تلك الليلة : ألا هل من مستغفر فأغفر له .. ألا هل من تائب فأتوب عليه ، ألا هل من داع فألبيّ دعاءه ، ويباهي اللهُ الملائكة بعباده الصائمين العابدين .
    ليلةُ القدر هي جوهرة الليالي والأزمان
    ليلةُ القدر هي جوهرة الليالي، وسيِّدة الزمان، وأكبرُ منحة ربّانيَّة للأمّة الإسلامية . فمن أراد الله له التوفيق والسعادة فيجب عليه أن يتخلّى فيها عن مشاغل الدنيا وملاهيها ، وأن يتّجه إلى الله بكل قلبه ونفسه وكيانه نادمًا على ما فات عازمًا على الخير كلّ الخير فيما هو آت ، وأن نؤدّي ما علينا من زكاة وصدقات ، وأن نصلَ أرحامنا وغيرهم من الضعفاء ومن الأيتام ؛ لأنّ الصدقةَ على القريب المحتاج لها ضعف ثوابها على غيره . وعلينا أن نتّجه إلى الله بكل حواسنا وبكل إحساسنا ؛ لأنّ الثواب والأجر سيكون لمن أخلص فيها وصدق.
    ربــاه كفَّارَتي عَــنْ كُلّ مَعْــصِيَةٍ
    أنّي أتَيْتُ وَمِـــــلْءُ القلب إيمـانُ
    أتيتُ أَدْرُقُ بابَ كلِّ مُــــــذْنِبٍ
    أتاه يَرْجِعُ عنــه وهو جــــذلانُ
    فَاغْفِرْ وسامِحْ وتُبْ واصْفَحْ فَفِي كَبِـدِيْ
    الإثمُ يَصـرُخُ والإحساسُ يقـــظانُ
    يَا مَن يَرىٰ مَا في الضمـــير ويَسْمَعُ
    أنتَ المعـــــدُّ لِكُلِّ مَا يَتَــوَقَّعُ
    ما لِيْ سِوىٰ قَــرْعِيْ لبابِك حِيْــلَةٌ
    وَلَئِنْ رُدِدّتُ فَأَيُّ بَـــابٍ أَقْــرَعُ؟!!
    نداء لكل مسلم ومسلمة بالدعاء في ليلة القدر
    الأمّة الإسلامية إمكاناتها المادية كبيرة في سعة أرضها وكثرة اليد العاملة ، وفيما رزقهم الله به من تحت أرجلهم "وماتحت الثرى" من البترول وكنوز المعادن في أرضهم وجعل الله قوّتهم في وحدتهم ، ويعرف ذلك أعداؤهم فسعوا بينهم بالوقيعة ؛ لتفريقهم ولاحتلال أرضهم ، ونهب خيراتهم على مبدأ "فَرِّقْ تَسُدْ" . وقد وقعت الواقعة ، وكلّ يوم يُقتل منهم العشرات على أرض فلسطين أو العراق ، وفي فتنة واسعة يقتل فيها المسلم أخاه المسلم !!! وحصنُ الأمة الإسلامية في وحدتها ، قال تعالى: "وَمَنْ يَعْتَصِمْ باللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيْمٍ...""وَاعْتَصِمُوا بِحبْلِ اللهِ جميعًا وَّلاَ تَفَرَّقُوا" (آل عمران:103)
    فاسْئَلوا الله في ليلة القدر أن يعيدَ للأمّة الإسلامية وحدتَها وقُوَّةَ إيمانها وعزّتِها .
    قصدتُ بابَ الرِّجَا والناسُ قَدْ غَفَلُوا
    وبتُّ أشكُو إلى مـولايَ مَا أجـِدُ
    وَقُلْتُ يَا أَمْلِيْ في كلِّ نائبــــةٍ
    يَا مَنْ عليهِ لِكَشْفِ الضُرّ اعتمــدُ
    فلا تَرُدّنّها يا ربّ خــائبـــةً
    فتجدُ جُودك يَروي كلّ مَن يَــرِدُ



    م/نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية qmr
    تاريخ التسجيل
    08 2011
    المشاركات
    117

    رد: ليلة القدر خير من ألف شهر ...

    [motr]
    أستغفر الله العظيم
    [/motr]

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الشفق
    مجلس الإدارة

    أبومحمد
    تاريخ التسجيل
    01 2005
    المشاركات
    26,319

    رد: ليلة القدر خير من ألف شهر ...

    ليلة القدر فضائل وأحكام

    جماز الجماز

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
    ففي حياة الأمم والشعوب، أحداثٌ خالدة، وأيام مجيدة، تحمل في طياتها ما يغرم القلوب، ويبهم النفوس، ولقد شرفت هذه الأمة بأعظم الأحداث، وأكمل الأيام، وأتم الليالي.
    ومما أنعم به الخالق على هذه الأمة، ليلة وصفها الله عز وجل بأنها مباركة، لكثرة خيرها وبركتها وفضلها. إنها ليلة القدر، عظيمة القدر، ولها أعظم الشرف وأوفى الأجر.
    أُنزل القرآن في تلك الليلة، قال الله جل وعلا: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) (القدر:1، 2)، وقال جل وعلا: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان:3)، وهذه الليلة، هي في شهر رمضان المبارك ليست في غيره، قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (البقرة: من الآية185).
    وقد سميت الليلة بهذا الاسم، لأن الله تعالى يقدّر فيها الأرزاق والآجال، وحوادث العالم كلها، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والحاج والداج، والعزيز والذليل، والجدب والقمط، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة، ثم يدفع ذلك إلى الملائكة لتتمثله، كما قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:4) وهو التقدير السنوي، والتقدير الخاص، أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بذلك الأحاديث.
    هذا وقد نوّه الله بشأنها، وأظهر عظمتها، فقال جل وعلا: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:2، 3)، فمن تُقبِّل منها فيها، صارت عبادته تلك تفضل عبادة ألف شهر، وذلك ثلاثة وثمانون عاماً وأربعة أشهر، فهذا ثواب كبير، وأجر عظيم، على عمل يسير قليل.
    وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه" خرّجه البخاري ومسلم، يحييها الإنسان تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه، وطلباً للأجر، لا لشيء آخر، والعبرة بالاجتهاد والإخلاص، سواء علم بها أم لم يعلم.

    فلتحرص أيها الأخ الكريم على الصلاة والدعاء في تلك الليلة، فإنها ليلة لا تشبه ليالي الدهر، فخذ أيها الإنسان بنصيبك من خيرها الحَسَن، واهجر لذة النوم وطيب الوَسَن، وجافِ جنبيك عن مضجعك الحَسَن.
    وأما وقتها وتحديدها في رمضان، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، وآخر ليلة في رمضان. قال الشافعي رحمه الله: "كأن هذا عندي والله أعلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب على نحو ما يُسألأ عنه، يُقال له: أنلتمسها في ليلة كذا؟ فيقول: التمسوها في ليلة كذا" ا.هـ.

    وقد اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، وذلك على أكثر من أربعين قولاً، ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وهذه الأقوال بعضها مرجوح، وبعضها شاذ، وبعضها باطل.

    والصحيح في هذا أنها أوتار العشر الأواخر في رمضان، ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاوز في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: التمسوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" خرّجه البخاري ومسلم.
    ومتى ضَعُفَ الإنسان أو عجز أو تكاسل، فليتحرها في أوتار السبع البواقي، ليلة خمس وعشرين وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضَعُف أحدكم أو عجز، فلا يُغلبَّن على السبع البواقي" خرّجه البخاري ومسلم. وبهذا التفصيل تأتلف الأحاديث ولا تختلف، وتتفق ولا تفترق، والأقرب إلى الدليل، أن ليلة القدر تنتقل، وليست ثابتة في ليلة محدّدة من كل عام، بل مرةً تكون ليلة إحدى وعشرين، ومرة تكون ثلاث وعشرين، ومرة تكون خمس وعشرين، ومرة تكون سبع وعشرين، ومرة تكون تسع وعشرين، فهي بهذا مجهولة لا معلومة، وقد أخفى الشارع الحكيم وقتها، لئلا يتكل العباد على هذه الليلة، ويَدَعوا العمل والعبادة في سائر ليالي شهر رمضان، وبذلك يحصل الاجتهاد في ليالي الشهر، حتى يدركها الإنسان.

    والصواب أنه لا يشترط لحصولها رؤية شيء ولا سماعه، فليس من اللازم أنّ من وُفّق لها لا يحصل له الأجر حتى يرى كل شيء ساجداً، أو يرى نوراً، أو يسمع سلاماً، أو هاتفاً من الملائكة، وليس بصحيح أن ليلة القدر لا ينالها إلا من رأى الخوارق بل فضل الله واسع.
    وليس بصحيح أيضاً أنّ من لم ير علامة ليلة القدر، فإنه لا يدركها، ولا موفّق لها، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يحصر العلامة، ولم ينف الكرامة.
    قل ابن تيمية: "وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة، فيرى أنوارها، أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر، وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر"ا.هـ.
    وقال النووي: "فإنها تُرى وقد حققها من شاء الله تعالى من بني آدم كل سنة في رمضان، كما تظاهرت عليه هذه الأحاديث، وأخبار الصالحين بها، ورؤيتهم لها أكثر من أن تحصر، وأما قول القاضي عياض عن المهلب بن أبي صفرة: "لا يمكن رؤيتها حقيقة، فغلط فاحش،، نبّهتُ عليه، لئلا يُغتر به"ا.هـ.
    ونقل الحافظ ابن حجر، أن من رأى ليلة القدر، استُحبّ له كتمان ذلك، وألا يخبر بذلك أحداً، والحكمة في ذلك أنها كرامة، والكرامة ينبغي كتمانها بلا خلاف.

    وليلة القدر ليست خاصة بهذه الأمة، بل هي عامة لهذه الأمة، وللأمم السابقة كلها، وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، هل تكون ليلة القدر مع الأنبياء، فإذا ماتوا رُفِعت، قال عليه الصلاة والنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي "بل هي إلى يوم القيامة" خرّجه أحمد وغيره وهو صحيح.
    ومن العلامات التي تُعرف بها ليلة القدر، ما جاء في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها" خرجه مسلم.
    والمقصود أنه لكثرة اختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها إلى الأرض وصعودها بما تنزل به، سترت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها"ا.هـ.

    وأما غير ذلك من العلامات، فلا يثبت فيها حديث، ككونها ليلة ساكنة، لا حارة ولا باردة، ولا يُرى فيها بنجم، ولا يحل للشيطان أن يخرج مع الشمس يومئذ.

    وهناك علامات لا أصل لها، وليست بصحيحة، كالأشجار تسجد على الأرض ثم تعود إلى مكانها، وأن المياه المالحة تصبح في ليلة القدر حلوة، وأن الكلاب لا تنبح فيها، وأن الأنوار تكون في كل مكان.
    إن ليلة القدر ليست للمصلين فقط، بل هي للنفساء والحائض، والمسافر والمقيم، وقد قال الضحاك: "لهم في ليلة القدر نصيب، كلُ من تقبل الله عمله، سيعطيه نصيبه من ليلة القدر".
    وينبغي للإنسان أن يشغل عامة وقته بالدعاء والصلاة، قال الشافعي: استحب أن يكون اجتهاده في نهارها، كاجتهاده في ليلها. وقال سفيان الثوري: "الدعاء في الليلة أحب إلي من الصلاة"، فالدعاء في ليلة القدر، كان مشهوراً ومعروفاً عند الصحابة، فلتحرص أيها الأخ الكريم، والأخت الكريمة على تخيّر جوامع الدعاء الواردة في الكتاب العزيز، والتي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم، أو أرشد إليها، ولنعلم جميعاً أنه ليس لليلة القدر دعاء مخصوص لا يُدعى إلا به، بل يدعو المسلم بما يناسب حاله، ومن أحسن ما يدعو به الإنسان في هذه الليلة المباركة، ما أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لو علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر، لكان أكثر دعائي فيها أن أسأل الله العفو والعافية" الخبر. وهكذا يحرص كل مسلم أن يدعو بالأدعية الجامعة من دعوات النبي صلى الله عليه وسلم، الواردة عنه في مقامات كثيرة، وأحوال خاصة وعامة.
    قال النووي: ويُستحب أن يُكثر فيها من الدعوات بمهمات المسلمين، فهذا شعار الصالحين، وعباد الله العارفين"ا.هـ. وهكذا أيها المسلمون، فلكم إخوان وأخوات مستضعفون في مشارق الأرض ومغاربها، ولكم إخوان وأخوات نذروا أنفسهم لإعلاء كلمة الله في الأرض، فلا تبخلوا عليهم بدعوة صادقة.
    اللهم يا من خلق الإنسان وبَنَاه، واللسانَ وأجراه، يا من لا يخيب من دعاه، هب لكلٍّ منا ما رجاه، وبلّغه من الدارين مُناه، اللهم اغفر لنا جميع الزلات، واستر علينا كل الخطيئات، وسامحنا يوم السؤال والمناقشات، وانفعنا وجميع المسلمين بما أنزلته من الكتاب يا أرحم الراحمين.
    وصلى الله وسلم على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رهـــف

    عزتي ماهي غرور
    تاريخ التسجيل
    04 2010
    الدولة
    القلب الحنون
    المشاركات
    1,414

    رد: ليلة القدر خير من ألف شهر ...



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحملي
    تاريخ التسجيل
    01 2006
    المشاركات
    892

    رد: ليلة القدر خير من ألف شهر ...

    جزاك الله الف خير رهف

    موضوع موفق

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رهـــف

    عزتي ماهي غرور
    تاريخ التسجيل
    04 2010
    الدولة
    القلب الحنون
    المشاركات
    1,414

    رد: ليلة القدر خير من ألف شهر ...




    ويااااك ياااارب

    يعطيك العوافي ع المرور




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •