يقول شاكر السياب في رائعته أتعلمين أي حزن يبعث المطر
كلما إستمعت لهذا المقطع دار في مخيلتي ذاك المشهد رجل في شارع شبه مظلم ينعم بهدوء حزين
كل قطرة من المطر تستفز جرحا من تلك الجراح الساكنة في محياه
القطرة الأولى
الحب وليست المشكلة برحيل المحبوبة فقد تعود أو قد يجد حبيبة أخرى
لكن المشكلة في رحيل الحب رحيل شابه الموت , لم يعد الحب حقيقة بل حتى عالم الأحلام
الذي ننعم فيه بلا قيود غادره الحب
هل غادر العشاق غن متردم أم هل عرفت الحب بعد توهم
القطرة الثانية
الوطن الذي بدأ ينشطر كالإنشطار النووي كأنه تركه لابد من تقسيمها بين الورثة
والقسمة لاتقبل على الأتباع بل على الرموز فقط , فنحن بنتنا في زمن كثر فيه الملوك
في وطن لايوجد فيه إلا كرسي شبه شاغر لذلك من الإنصاف زيادة عدد هذه الكراسي
أكثر مايثير حزني بعد شعوري بهذا التقسيم موقف هؤلاء الأتباع لو سقط الوطن
أن سيذهبون وخصوصا بأن يحصلوا على نصيبهم في هذه التركة فهذا النصيب
لا يكاد يكفي أبناء هذا الرمز
القطرة الثالثة
الدين أمواج من الفتن وإنقسامات داخلها إنقسامات وسياسة التكفير
ياهذا أنت كافر عبارة تؤرق الكثيرون من أصحاب العقول النيرة , كأن المقصود بها لاتفكر
فالتفكير زندقة لاتسأل فالسؤال خطيئة وهنا لاأقصد تبرأت بعض المفكرين ولا نقد بعض
رجال الدين لكأن الأمر فعلا تحول إلي مرض إجتماعي والسبب بلاشك طمع البعض
بالتحول إلي رموز , أيها السادة دعونا ننعم بالهدوء في هذه الحياة التي ملأت بالكراهية
من شاء فل يؤمن ومن شاء فل يكفر ومن سيعاقب على أخطاءه في الأخرة نحن ولستم أنتم
إن الدين يدعوا لعبادة الله الواحد دون شرك هذا ما أفهمه وأؤمن به ومن لايوافقني فهم حر
وهنا لا أدعوا لوقف الدعوة والنصيحة لكن الدعوة والنصيحة تحتاج لحب وإخلاص
فعذرا يا سادتي لست منسوبا لمذاهبكم وفرقكم بل أنا مسلم فقط
رحمكم الله يا ابن باز والعثيمين كم أساء لكم بعض طلابكم وكم من الأذناب أصبحت
بعدكم رؤوس يدعون للتقسيم والقتل
القطرة الرابعة
الأفاعي شخصيات متقلبة نصادف الكثير منها تجده على سبيل المثال رجل كان في السابق
إسلامي متشدد وبعد ظهور نجم اللبرالية تحول إلي لبرالي متشدد وهنا ليست المشكلة في التحول
فالرجل العاقل عندما تجد نفسه يؤمن بفكرة خاطئة يتراجع لكن بعض هؤلاء ولم أقل أغلبهم
مع أني أشك بأغلبهم لاهم لهم إلا السخرية من الدين , طيب يا صاحب العقل الكبير
أقول لك بكل بساطة لماذا تنسب نفسك لهذا الدين الذي تسخر منه أم أنك تؤمن بأن الدين
قابل للتعديل والتطوير , ثم يامن تتفتخر بإنتسابك لللبرالية يبدو أنك تناسيت بأن اللبرالية
تقوم على تقبل وجهات النظر ولاتتقيد بنظام فكري خاص بها
تقول د نوال السعداوي (ليه الولد ينكتب بإسم أبوه ليه موش بإسم أمه )
وأنا أقول كحل وسط نكتبه يإسم السواق
الفطرة الخامسة
الإصلاح وهذه الكلمة كم تعكر صفوي فأوجها لكل مسؤول وحاكم إن أول خطوة للإصلاح
تنحيك عن المسؤولية فالجاهل عدو نفسه وإن كان هذا الأمر محال فلك حل أقل نفعا وهو
دع الإصلاح للمصلحين بمعنى لاتتدخل بما يقومون فيه فهم أعلم فيما يعملون أما عقدة النقص
التي ينعم بها أمثالك وهي لابد أن يضع لمسة لكل فكرة وعمل
فتذكر مقولة فاقد الشئ لايعطيه
لاأدرى حين همتت بكتابة هذه الكلمات كانت لدي هموم وقطرات كثيرة
لكن ماسبق خفف منها أو يكون السبب شعوري بالإحباط فلاحياة لمن تنادي
وللقطرات بقية
ملاحظة أومن بها وأتمنى أن لاتشيع
قولي قابل للخطأ وصدري واسع لتقبل النصيحة