رداً على عقوبات الاتحاد الأوروبي
رغم تأكيد المعارضة.. إيران تنفي رسمياً ضلوعها في قمع المحتجين السوريين
دبي – سعود الزاهد نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمان برست، اليوم الاثنين، تورّط بلاده في قمع المحتجين السوريين المعارضين لبشار الأسد.
وجاء النفي الرسمي الإيراني على لسان ميهان برست رداً على بيان الاتحاد الأوروبي الأخير الذي ندد بالتعاون بين "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري وقوى الأمن السورية لقمع المظاهرات المناوئة لنظام الحكم في دمشق، واعتبر المتحدث هذا الاتهام أنه لا أساس له من الصحة.
وأضاف ميهمان برست قائلاً: "كما سبق وأن أكدنا أن الحكومة والشعب في سوريا يحظيان بدرجة عالية من البلوغ السياسي والاجتماعي، فهما قادران على إيجاد حل للمشكلة".
واستطرد الناطق باسم الخارجية الإيرانية بالقول: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحترم سيادة البلدان كافة وتنفي تماماً أن يكون لها أي دور في القضايا الداخلية لها (سوريا) وتعتبره ضرباً من الكذب".
وانتقد المتحدث الاتحاد الأوروبي في تعامله مع قضايا المنطقة واتهمه بالكيل بمكيالين، قائلاً إن الاتحاد يحاول تحويل الأنظار عن خرق حقوق الإنسان على يد الأنظمة التي تتمتع بدعم أوروبا.
هذا وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي طالب أخيراً من المسؤولين السوريين "تلبية طلبات الشعب السوري المشروعة".
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن المرونة النسبية التي بدأت تظهرها طهران في التعاطي مع الأزمة التي يعاني منها أهم حلفائها منذ أشهر، تنبع من توصل السلطات الإيرانية إلى قناعة بأن احتمالات سقوط نظام الحكم في سوريا أصبحت قوية جداً.
وكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت مراراً دعمها لنظام بشار الاسد، واعتبر مرشدها الأعلى علي خامنئي الثورة السورية نسخة مزورة للثورات العربية وتقف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وراءها.
وخلافاً لموقف المرشد الإيراني هذا، حث الرئيس الإيراني قبل أيام نظيره السوري على إجراء إصلاحات في البلاد، وفي الوقت نفسه حذر وزير الخارجية الإيراني بشدة من مغبة التدخل الأجنبي في الشأن السوري.
ويرى المراقبون أن المسؤولين الإيرانيين بدأوا يتهيأون لمرحلة ما بعد الأسد، إلا أنهم متخوفون من حدوث أي تغيير دراماتيكي في سوريا نظراً لعمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط طهران بدمشق.
وكانت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية قد نشرت الاثنين 15 أغسطس الجاري تقريراً حول انتشار القناصة الإيرانيين كجزء من آلة القمع ضد الاحتجاجات الشعبية التي تعم سوريا من أقصاها إلى أقصاها.
واستندت الصحيفة إلى معلومات حصلت عليها عبر عضو سابق في الاستخبارات السورية. وقال الأخير: "هم (القناصة) يأتون من إيران، ولم يُسمح لنا بالتحدث معهم".
ويأتي ذلك في سياق الاتهامات الموجهة ضد الحرس الثوري الإيراني منذ انطلاق الثورة السورية بدعم قوى الأمن السورية بالعديد والعدة.