وفي شفةِ الكرْز ِ ... يحلو الغناءْ !
د.جاسم سليمان الفهيد
أنا المُدنَفُ الصَّبُّ مُذكَى الغرامِ =يسيلُ هواكِ بِمجرى الدِّماءْ
وأنقشُ فيكِ حروفَ القريضِ =ويُهديك خفقي عطورَ المساءْ
خيالُكِ في خاطري لا يزولُ =ومَعْه أجنِّحُ فوقَ السَّماءْ
فأنظُمُ أَنجُمَها في عُقودٍ = تُزيّنُ جِيدَكِ دُونَ النِّساءْ!
ولم أدرِ معنى الصبابةِ حتّى =رأيتُكِ يوماً وكانَ اللقاءْ
فذقنا غراما كبردِ الغديرِ= وكنّا كنجمَين نسقي الضياءْ
ومبدأُ حبّكِ : خفقٌ سريعٌ=كأنّ فؤادي أسيرُ الهواءْ
فرعشةُ بردٍ تُغشِّي الشغافَ=وزفرةُ صدرٍ ...طواها انتشاءْ!
على قدرٍ كان ذاك اللقاءُ =فذابتْ قلوبٌ وعمَّ الهناءْ
وصافحَ قلبي كفوفَ الغرامِ =ومازجَ روحِي فيضُ السناءْ
بحبّكِ لا أعرفُ المستحيلَ =وهانت بعيني صنوفُ البلاءْ
لأنّكِ روحي..وإلهامُ شعري=أهيمُ بحبّكِ حتّى الفناءْ
بلونِ عيونكِ جُنَّ الجنونُ=وفيها لقلب المُعنَّى دواءْ
ومن أجلها يستهِلُّ القصيدُ=فينثالُ عذباً بهيجَ الرِّواء
وهمسُكِ في الأذْنِ فيضٌ حنونٌ =فيَهمي على القلبِ نوراً وماءْ
ومهما تَعكّرَ جوُّ الحياة=سيبقى غرامُكِ نبعَ الصفاءْ
وفي أضلعي عطشٌ لا يُطاقُ =وفي ناظرَيكِ لروحي ارتواءْ
فمُدّي يدَيكِ ..وبُوحي بسرِّكِ= وجُرِّي على الصمتِ ذيلَ العَفاءْ
بنيتُ لقلبِكِ قصراً مَشيداً=وكفّ المودّةِ تُعلي البناءْ
هَويتُكِ دونَ الغواني جميعاً=لأنّكِ وحدَكِ رمزُ النّقاءْ
وعشتُك حُبّاً بطعم الخيالِ=وضجَّ بنغمي رحيبُ الفضاءْ
هُيامي بحبِّكِ بحرٌ غَضوبٌ= وليس لنارِ الغرامِ انطفاءْ
بسحرِ العُيونِ تغنّتْ حروفي =وفي شفةِ الكرْزِ يحلو الغناءْ!
فهيّا تعالي !أعيدي حياتي =لنطويَ عهدَ النّوى والجفاءْ
حكايةُ حبٍّ روتَها الورودُ = ورنَّ صداها بسِفرِ البقاءْ
تُترجمُ للناس أسمى شعورٍ = وتنفُثُ في الأرضِ روحَ الصفاءْ