- فينعقد الاجتماع على الفور و يفتتح الرئيس الجلسة بقوله :
- أظنكم تعلمون أيها السادة لماذا دعوتكم هذا المساء – لقد أصبح الأمر لا يطاق – المياه تتسرب من بين أصابعنا – والكل ينادي بالإسلام و الديموقراطية الإسلامية – وكل ما بنيناه عبر عشرات السنين نراه الآن ينهار أمام أعيننا – فماذا نعمل – ماذا نعمل أيها السادة؟
- - هل نستسلم لهذا الطوفان الجارف – ونسير في ركب دولة الفضاء اللعينة هذه أورانوس أم ماذا؟- ما العمل أيها السادة ؟؟؟
- وهنا ترد مستشارة الأمن القومي قائلة: عفوا يا سيادة الرئيس – ولكن يبدو لي أن اجتماعك هذا قد جاء متأخرا للغاية – وليس أمامنا الآن بالفعل إلا الاستسلام - -
- فيرد عليها الرئيس بانفعال شديد: shut up- اخرسي أيتها اللعينة – اخرسي – لا أب لك- - أمريكا؟؟؟- - أمريكا العظمى؟؟؟- التي كانت ما تزال إلى وقت قريب وكل دول العالم تتزلف إليها و تطلب ودها – بل وتركع تحت أقدامها – تريدينها الآن أن تستسلم هكذا –
وبكل بساطة- ماذا جرى لعقلك أيتها المستشارة ؟! هل أنت معنا أم ضدنا؟!- كنت أعلم منذ البداية أن وظيفتك هذه لا تصلح للنساء !!!!
- وهنا يتدخل نائب الرئيس قائلا: عفوا يا سيادة الرئيس – هل تأذن لي بالكلام ؟
- الرئيس: نعم- تفضل - -
- نائب الرئيس: شكرا لك – سيادة الرئيس – أرجو أن تسمعني جيدا - - إن ما قالته المستشارة هو فعلا – فيما يبدو لنا جميعا- خيار صعب و مقيت – و لكن في حقيقة الأمر
- ليس لنا خيار آخر غير هذا الخيار – فنحن حتى ولو تابعنا الآن السير بسياساتنا المعتادة ثم أجرينا الانتخابات بطريقتنا المعتادة- و مع وجود الرقابة الدولية – فربما أو من المؤكد أنه سيفوز بها الإسلاميون - - ولذا فلا خيار أمامنا يا سيادة الرئيس- لا خيار .......
- الرئيس: لا – لا يا معالي النائب – لا و ألف لا – بل هناك خيار آخر - -
- النائب : وما هو ؟
- الرئيس: fire and iron – النار و الحديد يا معالي النائب – النار و الحديد - - -
- النائب: ماذا يعني فخامتكم ؟!- هل تريدنا أن نقاتل شعبنا ؟!!
- الرئيس: لا- لن نقاتل شعبنا – بل نحن فقط سنؤدب (المارقين) من أفراد شعبنا – هل فهمت؟-
- النائب: نعم- ولكن ماذا لو تدخلت قوات أورانوس؟
- الرئيس: لا – لن تتدخل – فهذا شأن داخلي – ولا يحق لأي دولة في العالم أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ......
- النائب: ولكن هؤلاء المسلمين هنا هم إخوانهم في العقيدة – و أما الشؤون الداخلية – فإننا نحن أنفسنا لطالما تدخلنا في الشؤون الداخلية للدول الأخرى – فهل نسيت ذلك يا فخامة الرئيس ؟؟
- وهنا يرد الرئيس بغضب: لا- لم أنس- لم أنس يا معالي النائب الحقير التافه – لم أنس ذلك – ولكنني أيضا لم أنس كذلك أننا كنا عظماء هذا العالم و سنظل عظماء هذا العالم-
و ليأت هؤلاء الأورانوسيون الملاعين – فلن يجدوا أمامهم إلا الهزيمة ولا شيء آخر غير الهزيمة - - سنحرقهم حرقا على أسوار واشنطن بأسلحتنا النووية التي تحرق الأخضر
و اليابس - - -
- وهنا يؤدي نائب الرئيس التحية العسكرية ثم يقول: yes sir – حسنا – حسنا إذن يا سيادة الرئيس – لا يسعنا إلا أن نقول لك سمعا و طاعة يا فخامة الرئيس- سمعا و طاعه –
...........
- وهنا تتحول القيادة الديموقراطية الأمريكية إلى قيادة دموية و دكتاتورية عظمى – يقودها دكتاتور أعظم و أكثر دموية من هتلر و صدام حسين – فتعيث في الأرض فسادا وتتوالى سلسلة الاعتقالات و الاعدامات و الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان - - -
- وهنا يصبح لزاما على القوة العسكرية لدولة أورانوس أن تتدخل لإنقاذ الأخوة المستضعفين و المضطهدين – بعد أن كانت قد فشلت كل المساعي السلمية و الوساطات في إقناع الإدارة الأمريكية بالتخلي عن هذه التصرفات الاجرامية المشينة و التي يستنكرها و يرفضها كل العالم .....
- وهنا حانت ساعة الصفر - - وبدأت الحرب ( الحرب على أمريكا )-و في البداية كان المحللون العسكريون يتوقعون أن تستمر الحرب لفترة قد تمتد لبضعة أسابيع - - ولكنها بعد ذلك لم تستمر على أرض الواقع سوى ثلاث ساعات فقط ...- لتسقط واشنطن في قبضة المحررين الفاتحين ...
- و هنا يضطر الرئيس و كبار قادته للفرار إلى أماكن مجهولة - - و لكنهم سرعان ما يقعون في قبضة العدالة واحدا تلو الآخر- - ليوقفوا من ثم جميعا أمام محكمة العدل الدولية وليحاكموا محاكمة عادلة و علنية تحت سمع و نظر كل شعوب العالم .....
.......و هنا تصل مهمة الأورانوسيين بقيادة الأمير سيومار و الأميرة إينار إلى نهايتها...وتكون قد أنجزت بنجاح تام...- لتأتي ساعة الوداع-
- وفي مشهد مؤثر مفعم بالمشاعر- يودع الأورانوسيون الأرض عائدين إلى كوكبهم الأم- أورانوس - -
........................................ المشهد الأخير ...............................
- مركبات الفضاء الأورانوسية الضخمة تهم بمغادرة الأرض – بينما يقف الشاب العربي- أحمد السالم – مع مئات الآلاف من البشر- ملوحا بيده لهذه المركبات -
- ثم ما هي إلا لحظات حتى انطلقت هذه المركبات بسرعة فائقة نحو الفضاء- ولكن ما إن كادت تغيب هذه المركبات عن الأنظار – حتى شعر أحمد بألم مفاجئ في إحدى قدميه- ثم إذا به يسمع أحدهم يناديه : قم يا أحمد – قم يا ولدي – فقد أذن المؤذن لصلاة الفجر!!!!
- وهنا يستيقظ أحمد ليدرك أن كل ما رآه كان مجرد حلم!! - - فيجيب – بحسرة- أباه الذي جاء ليوقظه لصلاة الفجر : آه- آه يا والدي- آه لو كنت قد رأيت ما رأيته أنا هذه الليلة – لربما تركتني نائما إلى الأبد !!
- الوالد : حسنا – حسنا – لنذهب للصلاة أولا – ثم نعود لنجلس و تحدثني بما رأيت .......
- وهنا يذهب أحمد مع أبيه للصلاة ثم يعود ليجلس معه في فناء المنزل و يحدثه بما رآه في المنام ... وما أن أكمل أحمد سرد قصة حلمه حتى بادره أبوه بالقول : اللاااااه – الله يا أحمد
- حلم جميل – حلم جميل جدا – و لكنني أتمنى أن لا تخبر به أحدا غيري ؟!
- أحمد: و لماذا لا أخبر به أحدا غيرك ؟؟
- الوالد: لأن كل من سيسمع بحلمك هذا يا ولدي سيقول لمن بجواره : أنظر يا عزيزي أنظر إلى هؤلاء المسلمين المساكين – لقد عجزوا تماما عن الانتصار على أرض الواقع حتى أنه لم يعد أمامهم إلا أن يحلموا بأولئك الملائكة أو تلك العفاريت التي ستنزل عليهم من السماء لتخلصهم مما هم فيه - - -
- يا ولدي إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم – و إنني لأقسم لك بالله العظيم يا ولدي أننا إن غيرنا ما بأنفسنا و بيوتنا و أسواقنا و شوارعنا وأجهزة إعلامنا و جاهدنا في الله حق جهاده – لفعلنا على أرض الواقع لأنفسنا ما هو أعظم و أروع مما فعله لنا الأورانوسيون على أرض الخيال – إذ ليس للباطل أن يهزم يوما الحق – كما أنه ليس للمادة أن تهزم يوما
الروح........
- أحمد: صدقت – صدقت والله يا والدي الحبيب – و هذا وعد مني لك بأن لا أخبر بحلمي هذا أحدا غيرك أبدا ......
- وهنا يلتفت الاثنان( أحمد و والده) إلى الأفق البعيد ليترقبا – بعيون الأمل- ذلك المنظر الساحر لطلوع الشمس ...................................
.................................................. ............................
- - - إشارات هامة- - -
1 - بنهاية هذه القصة تكون قد انتهت سلسلة قصص السواقة الأولى...
2 - في كل هذه القصص- أرجو أن لا يفهم أحد من إحدى الجمل أو العبارات
المكتوبة بأنني أريد أن أشير بإصبع الإساءة أو الاتهام إلى شخص معين
أو جهة معينة في داخل هذا الوطن الحبيب والغالي والمحفوظ بإذن الله
قيادة و شعبا من كل شر ...
.................................................. .........................................
.......................................