الخوف من الله عز وجل يدخل الجنه
قال الله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان فباى الاء ربكما تكذبان ) . الرحمن 46-47 .
وقال تعالى : ( واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنه هى الماوى ) . النازعات 40-41 .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : ( قوله تعالى : ( واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ) .
اى : خاف القيام بين يدى الله عز وجل وخاف حكم الله فيه ونهى نفسه عن هواها وردها الى طاعه مولاها .
( فان الجنه هى الماوى ) اى : منقلبه ومصيره ومرجعه الى الجنه ) . تفسير القران العظيم ( 3/646 ) .
عن ابى هريره رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت اوصى بنيه فقال : اذا انا مت فاحرقونى ثم اسحقونى ثم اذرونى فى البحر فوالله لئن قدر على ربى ليعذبنى عذابا ما عذبه احدا ففعلوا ذلك به . فقال الله للارض : ادى ما اخذت فاذا هو قائم فقال : ما حملك على ما صنعت ؟ قال : خشيتك يارب فغفر له ) . رواه البخارى فى صحيحه فى كتاب احاديث الانبياء ( 3481 ) ومسلم ( 2756 ) .
وعن حذيفه رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( كان رجل ممن كان قبلكم يسىء الظن بعمله فقال لاهله : اذا انا مت فخذونى فذرونى فى البحر فى يوم صائف ففعلوا به فجمعه الله ثم قال : ما حملك على الذى صنعت ؟ قال : ما حملنى عليه الا مخافتك فغفر له ) . رواه البخارى فى صحيحه فى كتاب الرقاق ( 6480 ) والنسائى ( 4/113 ) .
وعن ابى هريره رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سبعه يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله : ( .... ورجل طلبته امراه ذات منصب وجمال فقال انى اخاف الله .... ) . رواه البخارى فى صحيحه ( 660-1423-6479-6806 ) ومسلم ( 1031 ) والترمذى ( 2391 ) والنسائى ( 8/222 ) واحمد ( 2/439 ) وابن خزيمه ( 358 ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : ( قوله : ( ورجل طلبته ذات منصب وجمال ) بين المحذوف احمد فى روايته عن يحيى القطان فقال : ( دعته امراه ) وكذا فى روايه كريمه ولمسلم وهو للمصنف فى الحدود عن ابن المبارك والمراد بالمنصب الاصل او الشرف وفى روايه مالك : ( دعته ذات حسب ) وهو يطلق على الاصل والمال ايضا وقدوصفها باكمل الاوصاف التى جرت العاده بمزيد الرغبه لمن تحصل فيه وهو المنصب الذى يستلزمه الجاه والمال مع الجمال وقل من يجتمع ذلك فيها النساء زاد ابن المبارك : ( الى نفسها ) وللبيهقى فى الشعب من طريق ابى صالح عن ابى هريره : ( فعرضت نفسها عليه ) والظاهر انها دعته الى الفاحشه وبه جزم القرطبى ولم يحك غيره .....
والصبر عن الموصوفه بما ذكر من اكمل المرات لكثره الرغبه فى مثلها وعسر تحصيلها لاسيما وقد اغنت من مشاق التوصل اليها بمراوده ونحوها .
قوله : ( فقال انى اخاف الله ) زاد فى روايه كريمه : ( رب العالمين ) والظاهر انه يقول ذلك بلسانه اما ليزجرها عن الفاحشه او ليعتذر اليها ويحتمل ان يقول بقلبه .
قال عياض قال القرطبى : ( انما يصدر ذلك عن شده خوف من الله تعالى ومتين تقوى وحياء ) . فتح البارى ( 2/70-171 )