د. علي بن محمد العواجي
لم يدُر في بال عبدالله السدحان أن يأتي تعيينه في صامطة, ولكنه حَزَم حقائبه واتجه إلى مدينة صامطة, وعندما رجع
منها إلى أهله في الرياض كان يرتدي معطفاً ثقيلاً. وحينما سأله زملاؤه عن ذلك قال: عندهم برد, ظناً ان اسم صامطة,
جاء من السمط وهو البرد في سويعات الصباح الذي يخلف قطرات الندى. كان ذلك في إحدى حلقات المسلسل الشهير
(طاش ما طاش).
وصامطة هي مركز وحاضرة مخلاف بني شبيل الذي يمتد من المسارحة شمالاً, إلى الحدود اليمنية جنوباً, ومن الحرث
شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً, ويأتي اسمها تحريفاً لـ(صامدة) لأنها صمدت في وجه الغزاة, وقامت على أنقاض
(مصيري) القديمة, وأحد أحيائها (الركوبة) التي ذكرها الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب في القرن الرابع الهجري.
ومحافظة صامطة إحدى أكبر المحافظات كثافة في السكان, وهي تعد مركز العلم والفكر, ومنجماً لتصدير العقول
والإبداع. ففيها تأسيس ثالث معهد علمي بالمملكة. وكان من أبنائها المفكرون والمبدعون في شتى نواحي الإبداع. وقد
حُرِمت صامطة من التطوير الإداري الذي شمل محافظات المنطقة, فترى هذه المدينة هي كما كانت قبل عشرين عاماً, ولا
تكتمل المشاريع التي يبدأ في تنفيذها.
ولا أدل على ذلك من مشروع درء السيول, ومشروع الحزام الدائري. وصامطة تختنق بأعداد السيارات الكبيرة التي ترد
إليها من القرى المجاورة, ولا تصدق ذلك الزحام, وتظن أنك تسير في إحدى حارات جدة القديمة, أما إذا جاء موعد
السوق الأسبوعي (الاثنين) أو أيام الأعياد, فالأفضل لك ألا تفكر بدخول المدينة.
وحينما تحدثت في مقال سابق عن النهضة التي شهدتها محافظة أحد المسارحة الشقيقة الصغرى لصامطة في (عكاظ)
بعنوان (نهضة على ضفاف خُلب) فإنني كنت أتوقع وأتمنى أن تنتقل عدوى التنظيم والتطوير, والاهتمام بالمواطن إلى
صامطة ولكن شيئاً من هذا لم يحدث.
ووادي لية العملاق الذي تقع صامطة على ضفافه قد تم تحويله عند المواطنين هناك إلى مسمى (وادي الصين) نظراً
لكثرة أعداد المجهولين في هذا الوادي, فإذا كنت تفقد جوالك أو محفظتك فاذهب إلى وادي الصين فستجدها هناك,
إضافة إلى ما يقع في هذا الوادي من مخالفات , يجب أن تؤخذ في الحسبان, وفي هذا المجال يجب أن تحسب لشرطة
صامطة جهودها التي تبذلها في مواجهة الكثير من المخاطر .
إن الجميع ليدرك أن الرؤية الشاملة لقائد قافلة التنمية في منطقة جازان (هبة الفهد) و(عطاء عبدالله) سمو الأمير محمد بن
ناصر, تحتم التفاعل مع جهوده المبذولة التي ترمي أن يُدرك التطوير أنحاء المنطقة من خلال الأسس والقواعد التي
وضعها سموه لتلك التنمية التي تشهدها جازان, وتشذ عنها صامطة.
فمتى نرى نهضة وتنمية وخدمات في صامطة تلك المحافظة الشاسعة التي حُرمت قراها من وصول البنية التحتية, ونعلم
علم اليقين مدى اهتمام سمو أمير جازان بكافة المحافظات, ومدى ما يوليه من بلورة للأسس والآليات والدعائم لتلك
التنمية, حتى تؤتي ثمارها اليانعة التي أرادها ولي أمرنا.
رابط المقال على صحيفة عكاظ
.................................................. .................................................. ......................
تعليقي:
استوقفي هذا المقال في صحيفة عكاظ اليوم و مافيه من خطأ من ثلاث جهات :
الأولى :
بالمصادفة كنت أتابع أحد القنوات الفضائية البارحة كانت تعرض تلك الحلقة القديمة لطاش والذي تحكي فيها نقل
السدحان إلى صامطة وعند مجيئه لزملائه في الرياض كان يرتدي معطفاً فقال له زملائه لم ترتدي المعطف قال عندكم
برد وعندهم حر يعني صامطة حارة فقال له الشمراني وكان يقلد اللهجة العسيرية فقال كيف صامطة يسأل السدحان
قال: حر قال: الشمراني صامطة لكن حارة فالكاتب أشار إلى عكس ذلك .
الثانية :
قال أن قامت على أنقاض ( مصيرى ) بالياء والصحيح مصبرى
ونتذكر ما ذكر في القصص من أبيات على لسان أحد الجن في صامطة قديماً يتحدث عن بئر ماء عذب فيها يقول :
ما مصبرى مامثله شي ولا ما::: سمن البقر يحي العظام الرماما
فإذن هي بالباء ولا أدري هل هو تصحيف من الصحيفة أم خطأ
الكاتب .
الثالثة :
قوله الركوبة أحد أحياءها والصحيح أحد قراها .
وعموماً الكاتب أراد أن يوصل للقارئ أن صامطة مدينة تعاني من مشاكل مستعصية تحتاج إلى حل و تفتقر إلى تنمية
أكبر لكثافتها السكانية و أهميتها الحدودية .
تحياتي للجميع