لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: عمارة يعقوبيان

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مجاهد اليامي
    مشــرف سابق
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    1,268

    Exclamation عمارة يعقوبيان



    أثارت هذه الرواية الكثير من الجدل والنجاح !!
    وأصبحت حديث الأوساط الأدبية خصوصاً بعد أن تحولت لأضخم فيلم مصري من حيث التكاليف وعدد النجوم الكبارفيه بحجم عادل إمام ونور الشريف ويسرا ...

    أحاول هنا أن أسلط الضوء عليها من خلال رؤية رجاء النقاش حيث يقول في عدد الأهرام اليومي - 18 أغسطس 2002:
    ا أظن أن هناك مرحلة تتميز بالشوق الشديد لكل ما هو جديد مثل المرحلة التي نعيش فيها الآن‏.‏ فالناس يشعرون بشيء من الملل ويتطلعون إلي سماع مطرب جديد متميز‏,‏ أو رؤية وجه سينمائي قادر علي التعبير بصورة مختلفة عن الصورة المألوفة لنا منذ فترة طويلة‏,‏ وهذا هو نفسه ما ينطبق علي كل مجالات الأدب والفنون المختلفة‏,‏ فالجميع في حالة انتظار وشوق لميلاد مواهب أخري جديدة‏,‏ وحالة الانتظار والشوق هذه هي حالة لها تفسيرها‏,‏ فالدنيا اختلفت‏,‏ وتجارب الناس المادية والروحية اتسعت‏,‏ والأذواق تطورت وتغيرت‏,‏ وقد أصبح ما أنجزناه في الماضي القريب أو الماضي البعيد غير كاف للتعبير عن أحوالنا الجديدة‏.‏

    ولاشك في أننا في مجال الأدب والفن علي الخصوص قد عشنا طويلا مع إنتاج جميل مؤثر في الغناء والموسيقي والشعر والقصة والمسرح والرواية والتمثيل‏,‏ وأصبحت نفوسنا ممتلئة بما تم تقديمه في هذه المجالات من ألوان رائعة في الفنون والآداب‏,‏ وأصبحنا نشعر برغبة كبيرة وشوق حار إلي ما هو جديد ومختلف‏.‏ فلا يستطيع عقل الناس أو وجدانهم أن يعيش فقط علي ما كنا نعيش عليه منذ خمسين سنة إلي الآن‏,‏ لأنه‏,‏ حتي الجمال‏,‏ إذا عشنا معه طويلا واشتدت مشاعر الألفة له‏,‏ فإنه يصبح جمالا عاديا يحتاج إلي إضافة وإنعاش وتجديد‏.‏ ولعل من الشائع في حياتنا الآن أننا إذا اجتمع عدد منا مع بعضهم البعض فنحن نردد القول بأنه فين أيام زمان‏,‏ ثم نتحدث في شيء من الحب والحسرة معا عن أغاني أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم‏,‏ وعن العصر الذهبي للكوميديا والفن الساخر من نجيب الريحاني إلي إسماعيل ياسين إلي فؤاد المهندس وعادل إمام‏,‏ فنحن نحب هذا الماضي الجميل الذي لا يزال بعضه حيا إلي الآن‏.‏ وهذا الحديث نفسه كثيرا ما يدور حول الفنون الأخري مثل الشعر والقصة والرواية وغير ذلك‏.‏ فنحن نشعر بالحنين إلي الماضي‏,‏ قريبا كان أو بعيدا‏,‏ ونتمني أو يولد بيننا شيء جديد ي
    ختلف عن هذا الماضي ويكون في الوقت نفسه امتدادا له‏.‏ والخلاصة أن حالة الأمة الآن من ناحية الحضارة والثقافة والذوق والعواطف هي حالة من الملل الذي ينطوي علي شوق ملهوف لشيء جديد لابد أن يولد حتي ينكسر هذا الملل وتمضي الحياة في جريانها ولا نبقي في حالة محلك سر‏.‏

    والمتشائمون منا يرون أن حالة الملل والشوق إلي الجديد بهذه الصورة هي حالة أزمة وكساد ينذران بالخطر والشر‏,‏ أما المتفائلون ـوأنا منهمـ فيظنون أن هذه الحالة هي بشارة بنهضة قادمة‏,‏ وأنها حالة استعداد حضاري لإشراق فجر جديد من الإبداع المختلف في كل المجالات‏.‏ فالأزياء المألوفة لم تعد مناسبة ولابد من أزياء أخري تناسب المقاس المختلف‏,‏ وفي ظل هذه الحالة فإن أي جديد وجميل لابد أن يجد فرصته السريعة في الاهتمام به والالتفاف حوله‏,‏ لأننا جميعا متعطشون لهذا الجديد الجميل ومنتظرون له في شوق شديد اللهفة والحرارة‏.‏
    وأرجو أن يكون المتفائلون علي حق‏.‏

    أخرج بعد ذلك من هذا كله بالتعبير عن سعادتي بميلاد موهبة أدبية روائية جديدة‏,‏ هي موهبة الكاتب الفنان علاء الأسواني صاحب الرواية الفاتنة عمارة يعقوبيان‏.‏ ولعل من المصادفات الطريفة أن يكون علاء الأسواني طبيب أسنان‏,‏ وأن يظهر علي الساحة الأدبية في وقت تعرضت فيه سمعة أطباء الأسنان لبعض الشروخ‏,‏ بسبب اتهامات تمس اثنين منهم لا يزال القضاء ينظر فيها‏,‏ وقد ألقت هذه الاتهامات بعض الظلال الداكنة علي أطباء الأسنان‏,‏ ولكن هذه الظلال لابد أن تزول مع الأيام‏,‏ ولعل مما يساعد علي إزالة هذه الظلال أن نكتشف الآن فنانا موهوبا جدا من بين هؤلاء الأطباء وهو علاء الأسواني‏.‏ وهي مصادفة حسنة‏.‏ وعلي العموم فإن من الظلم الشديد أن يحكم أحد علي مهنة فيها عشرات الآلاف من الشرفاء‏,‏ علي أساس تصرفات مازالت منظورة أمام القضاء وقع فيها اثنان من هؤلاء الأطباء‏.‏

    وأعود إلي علاء الأسوانئ وروايته عمارة يعقوبيان‏,‏ وفي حدود علمي ـوأنا لا أعرف كاتب الرواية معرفة شخصيةـ فإن هذه الرواية هي الرواية الأولي للكاتب الفنان‏,‏ وهي رواية فيها الكثير من العناصر الأساسية للنجاح والمتعة والتأثير‏,‏ فأسلوب الكاتب سهل موجز‏,‏ لا تعقيد فيه ولا ثرثرة‏,‏ بل إنه أسلوب يبدو في بعض الأحيان هندسيا بالغ الدقة بعيدا عن أي طرطشة‏,‏ وفي ذلك دليل علي أن هذا الفنان الجديد قد اجتهد اجتهادا كبيرا في تخليص أسلوبه من العيوب الشائعة‏,‏ وهي عيوب يقع فيها كثيرون ممن يدخلون عالم الأدب لأول مرة‏,‏ حيث يظنون‏,‏ وبعض الظن الأدبي إثم‏,‏ أنهم مطالبون بإدهاش الناس‏,‏ وأن هذا الإدهاش لا يتحقق إلا بما هو غريب ومعقد وقادر علي أن يحقق صدمة للذين يقرأون‏,‏ أما علاء الأسوانء فقد اجتهد إلي أبعد حد واستطاع أن يحقق لنفسه العبور الناجح من مرحلة المراهقة الأدبية التي تريد أن تلفت النظر وتدهش الناس ولو بالألاعيب والافتعالات‏,‏ فنحن نقرأ رواية عمارة يعقوبيان في سهولة ويسر ودون عناء‏,‏ وذلك لأن فيها نظافة أسلوبية وصفاء وانضباطا ودقة في التعبير‏,‏ مما يساعدنا علي الوصول دون صعوبة إلي القضايا الجوهرية التي يريد الفنان أن يعبر عنها‏,‏ وهي قضايا أهم وأكرم من أن ينشغل عنها بتفاهات شكلية أو سخافات خارجة علي الموضوع‏.‏

    وعمارة يعقوبيان هي عمارة كبيرة قديمة يسكنها ألوان من الناس‏,‏ وليس من الصعب أن ندرك أن العمارة هنا هي المجتمع‏,‏ وأن الناس فيها هم المواطنون‏,‏ وأن هؤلاء المواطنين يختلفون في طبقاتهم وظروفهم بين الفقر والثراء‏,‏ وبين الضعف والقوة‏,‏ وبين الحظوظ الخائبة والحظوظ الطيبة‏,‏ وفي حكمة شديدة ومقدرة فنية مثيرة للإعجاب استطاع علاء الأسواني في روايته الجميلة أن يصور حالة كاملة لأوضاع المجتمع من وجهة نظره‏,‏ واستطاع أن يرسم لوحة حية للمشكلات التي يعانيها المجتمع ويتطلع إلي حلها‏,‏ وإن كان الروائي الفنان لم يقدم حلولا‏,‏ وإنما اكتفي بالتشريح والتشخيص اللذين يساعدان من يريدون ويقدرون علي أن يضعوا الحلول المناسبة‏.‏ ومن البدهي الذي يتكرر في أقوال النقاد الثابتة أن الفنان الحقيقي لا يقدم حلولا‏,‏ فتلك ليست مهمته‏,‏ وإذا أقدم عليها فإن ذلك يفسد فنه ويؤذيه‏,‏ ولكن مهمة الفنان هي أشبه بمهمة الفلاح الفصيح في الأدب الفرعوني القديم‏,‏ أي أن يعبر في وضوح وانفعال قوي عن الشكوي ثم يضعها أمام الضمير العام أملا في التأثير والتغيير‏.‏
    ومن الصعب تلخيص عمارة يعقوبيان لتعدد أشخاصها وتشابك أحداثها‏,‏ ولكن في الإمكان أن نتوقف أمام بعض الأنغام الرئيسية في هذه الرواية الجميلة‏.‏ وهذه الرواية بصورة عامة هي رواية غضب علي الواقع وحنين إلي تغييره والقضاء علي ما فيه من سلبيات‏.‏ والفنان لا يلام علي الغضب‏,‏ فالغضب هو من أجمل ينابيع الفن الجميل‏,‏ وكل فن‏,‏ خاصة في الأدب‏,‏ لابد أن يكون غاضبا بدرجة من الدرجات‏,‏ لأن الفنان الحقيقي يريد أن ينهض بالإنسان ويرتقي بالواقع‏,‏ وهو يحلم دائما بالمستقبل الذي ينبغي أن يكون أجمل وأكمل مما هو موجود‏.‏ والغضب واضح في هذه الرواية خاصة ضد الفقر والتطرف والفساد‏.‏ ولكن غضب الفنان هنا هو غضب حكيم وليس غضبا أعمي‏,‏ فالغضب الأعمي لا يقدم فنا وإنما يقدم صرخات وتشنجات‏,‏ وليس في الرواية شيء من ذلك‏.‏

    هناك نغمة أخري في هذه الرواية هي نغمة الصراع بين القوة والضعف‏,‏ وبالتحديد بين الأثرياء وأصحاب النفوذ من جانب‏,‏ وبين الفقراء المغلوبين علي أمرهم من جانب آخر‏.‏ وفي هذا الصراع يتحول الفقراء إلي ضحايا لأصحاب المال والنفوذ‏,‏ فحاتم رشيد الثري الشاذ ينشب أظافره في عبدربه الشاب الصعيدي القوي المكافح‏,‏ الذي يعاني الفقر الشديد ويجاهد من أجل الرزق ولقمة العيش‏,‏ ومحمد عزام رجل الأعمال المليونير يستغل الأرملة الجميلة الفقيرة سعاد جابر‏,‏ وطلال شنن صاحب محل الملابس يستغل الفتاة الشابة بثينة السيد التي يتفجر جسمها بالحيوية والنضارة ولكنها فقيرة إلي حد يصعب معه أي تحصل علي قوتها وقوت عائلتها دون أن تخضع للاستغلال الذي تتعرض له من صاحب العمل‏.‏ والطريف والممتع في هذه الرواية أن كل الفقراء أصحاء وأقوياء ويملكون مواهب الحياة الطبيعية من نشاط وجمال وحيوية‏,‏ أما الأثرياء وأصحاب النفوذ فهم مرضي في أجسامهم أو نفوسهم وبهم ضعف في صحة الجسم أو صحة الأرواح والأذواق والأخلاق‏.‏ وهذا الصراع القائم بشكل يكاد يكون هندسيا بين الأقوياء والضعفاء ينتهي إلي الانفجار والاصطدام الشديد‏.‏ ومعني ذلك أن هذا النوع من الصراع الذي يقوم علي الاستغلال ليس أمامه فرصة للحل الهادئ أو التفاهم السليم أو التحالف علي أساس المصالح المشتركة المعقولة بين الطرفين من أجل النجاح والسعادة‏.‏ ومعني ذلك أيضا أن الكاتب الفنان يقول لنا إن رؤيته لهذا الصراع بين الضعفاء والأقوياء لم تجد نقطة يلتقي فيها الطرفان ويتعاونان‏,‏ بدلا من مبدأ الاستغلال الذي ينتهي إلي الحرب والقتال‏.‏

    فالمبدأ السائد في مجتمع الرواية هو مبدأ استغلال الأقوياء للضعفاء‏,‏ فإن قام الضعفاء بالتمرد خسروا حياتهم في سبيل الانتقام من الأقوياء وإلحاق الأذي بهم‏,‏ وهنا نشعر بأن الرواية تقول لنا‏:‏ لابد من حل غير الصراع القائم علي الاستغلال من جانب والانتقام من جانب آخر‏,‏ فهذا الصراع لا يمكنه أن يقدم سوي الأحزان والكوارث وانهيار المعبد فوق رءوس الضعفاء والأقوياء معا‏.‏
    وفي الرواية طفلان‏,‏ ولكن هذين الطفلين يموتان‏,‏ أحدهما يموت وهو جنين وذلك بإرغام الأم علي الإجهاض رغم مقاومتها العنيفة لذلك‏,‏ أما الثاني فيموت من الجفاف الذي لم يستطع الطب أن يعالجه في الوقت المناسب‏.‏ وموت الطفلين الوحيدين في الرواية يوحي إلينا بأن الفنان علاء الأسواني لم يجد في روايته نافذة للأمل يطل منها علي المستقبل‏,‏ فلا يزال هذا الفنان واقفا في قلب الأزمة يبحث عن طريق‏,‏ وحتي الصفحة الأخيرة فإنه لم يعثر عليه‏.‏ ولعل الفنان ينبهنا إلي ذلك‏,‏ ويدعونا ـبالفن الجميلـ إلي البحث عن أسلوب يؤدي بالأطفال إلي أن يولدوا ويعيشوا في سلام لكي يصنعوا المستقبل‏.‏ فلا مستقبل لمجتمع يموت فيه الأطفال‏,‏ بعضهم وهو جنين‏,‏ وبعضهم الآخر قبل أن يتعلم النطق بالكلمات‏.‏

    وفي الرواية دراسة معجونة بالفن الجميل لظاهرتين مقلقتين هما‏:‏ التطرف الديني الذي يقود إلي العنف‏,‏ والفساد الذي يحاربه مجتمعنا ويشكو منه‏.‏ والأضواء التي تلقيها الرواية علي التطرف والفساد أضواء قوية تمتد إلي الجذور وتحاول أن تمسك بها‏,‏ فالظاهرة المنحرفة لها ميلاد وبداية ونمو وذلك قبل أن تتحول إلي مرض فيه خطر علي الجميع‏.‏
    والرواية تنتهي في سطورها الأخيرة بحفلة فرح وزعرودة زواج‏,‏ ولكن الحب في هذا الزواج حب مقهور مكسور الجناح‏,‏ فهو حب حزين‏,‏ ولكنه مع ذلك حب‏.‏ وفي ذلك إشارة خفيفة لطيفة ولكنها حادة جدا تقول‏:‏ إن الحب هو الفرصة الوحيدة للخلاص‏,‏ ولو كان حبا فيه نزيف شديد‏.‏

    هذه بعض الألحان التي تعزفها رواية عمارة يعقوبيان التي تجعلنا نقول عنها إنها رواية جميلة فيها عمق وعذوبة وشمول‏,‏ وأنها رواية تحمل شهادة ميلاد فنان مبدع موهوب اسمه‏:‏ علاء الأسواني‏.‏ فالجمال الفني والفكري في هذه الرواية هو جمال فيه إحكام وانضباط‏,‏ ووراءه جهد أدبي ومعنوي وروحي كبير‏.‏ والفنان هنا يقدم إلينا عملا له مذاق جديد خاص لا يختلط بمذاق آخر‏,‏ وإن كان الفنان بلا شك متأثرا بغيره من أساتذة الفن الروائي‏,‏ ولكنه تأثر ليس فيه ذوبان للشخصية الخاصة والموهبة المستقلة‏.‏
    ولا شك في أن علاء الأسواني قد تأثر بكاتبين كبيرين هما نجيب محفوظ وفتحي غانم‏,‏ ولكن هذا التأثر هو أفضل صورة للطريقة التي يمكن أن يستفيد فيها الفنان بغيره من الكبار الذين سبقوه دون أن يفقد صوته الخاص‏.‏

    علي أن في هذه الرواية الجميلة عيبا لابد أن نشير إليه ونحذر الفنان الجديد الموهوب منه‏,‏ وهذا العيب هو أن بعض مواقفه وشخصياته فيها استسلام غير مقبول لشائعات تتردد‏,‏ وليس هناك ما يشير إلي أن مثل هذه الشائعات معتمدة علي حقائق‏,‏ بل ربما كانت هذه الشائعات ثمرة لمنافسات شخصية وأحقاد خاصة مشكوك في صحتها وأمانتها‏.‏

    ولن يجدي الفنان الموهوب في شيء أن يقال إنه يتحدث عن أحداث محددة أو أشخاص معينين‏.‏ فمثل هذه الترجمة الفوتوغرافية الآلية للشائعات التي يرددها البعض قد يحتاج إليها فنان مفلس ليس عنده ما يقدمه للناس‏,‏ فهو يريد أن يجذب الأنظار ويقول‏:‏ أنا هنا‏.‏ وليس من مصلحة العمل الفني الجميل أن يسقط في مثل هذا المطب‏,‏ فهو مطب رخيص ومبتذل‏.‏ ولا أريد أن أستطرد كثيرا في هذا الحديث‏,‏ لأنه شائك‏,‏ رغم اقتناعي بأنه أمر يحتاج إلي مزيد من الشرح والتفسير‏,‏ وأنه بحاجة أيضا إلي مزيد من اللوم والتأنيب للفنان الجديد الموهوب علاء الأسواني‏,‏ الذي يعنينا هنا هو أن أي محاولة للتصوير الفوتوغرافي للأحداث والناس هي إضعاف للعمل الفني وليست مصدر قوة فيه‏,‏ فإنها من ناحية قد تخالف الصدق والأمانة المطلوبين من الفنان‏,‏ وهي من ناحية أخري قد تؤدي إلي جدل ثانوي يطغي علي القيمة الأصلية للعمل الفني‏.‏ وعلي الفنان الحقيقي أن يسعي بكل ما يملك من قدرة وموهبة إلي القبض علي جمرة النار الموجودة في واقع الحياة وفي الأزمات الجدية التي يعاني فيها الناس‏,‏ وذلك بعيدا عن أي تعبير مباشر يعتمد علي الفرقعات والصواريخ والشائعات والثرثرات‏,‏ وقد أصيبت رواية علاء ا
    لأسواني الجميلة في بعض صفحاتها بشيء من هذه السلبيات‏,‏ والأمل كبير في أن يتخلص الفنان الموهوب من ذلك تماما في أعماله الجديدة‏.‏

    تحياتي الجحفانية



  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مجاهد اليامي
    مشــرف سابق
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    1,268

    رد : عمارة يعقوبيان

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    قدم القائمون على ادارة فيلم «عمارة يعقوبيان» الذي لاقى شهرة منقطعة النظير نسخة من الفيلم لمهرجان برلين السينمائي الدولي بهدف المشاركة في دورته القادمة التي تعقد في شهر فبراير (شباط) القادم.

    يشار الى ان الفيلم الذي كتبه وحيد حامد مأخوذ عن رواية بنفس الاسم من تأليف علاء الأسواني وحققت نجاحاً كبيراً عند صدورها منذ عامين.

    يشارك في الفيلم عدد كبير من النجوم منهم عادل امام ونور الشريف ويسرا وهند صبري وهو أول تجربة في مجال الأفلام الروائية الطويلة للمخرج مروان حامد بعد فيلمه القصير «لي لي». وحيد حامد الذي شارك في انتاج الفيلم رفض عدداً من العروض التي قدمت اليه من بعض المهرجانات العربية منها مهرجان القاهرة الدولي الذي يبدأ في 29 من نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، حيث يتمنى أن يعرض الفيلم في أحد المهرجانات الدولية الكبرى مثل (كان أو برلين أو فينسيا). وفي حال وافقت ادارة مهرجان برلين على الفيلم سوف يتم استكمال مرحلة «الميكساج» وارسال نسخة نهائية منه.

    وكانت تكاليف «عمارة يعقوبيان» قد تجاوزت 16 مليون جنيه مصري ويعد بذلك أضخم فيلم مصري على الاطلاق من حيث التكلفة العالية.

    تحياتي الجحفانية



  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مجاهد اليامي
    مشــرف سابق
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    1,268

    رد : عمارة يعقوبيان




    أضيف هنا رأيا آخر حول هذه الرواية


    الأهرام - 7 أكتوبر 2002


    بقلم : دكتور صلاح فضل



    يبني المبدع الكبير علاء الأسواني‏,‏ بهندسة فنية رائعة‏,‏ وإتقان شعري محكم‏,‏ واحدة من أهم الأعمال الروائية

    المعاصرة‏,‏ التي ستصبح كلاسيكية باستمرارها ماثلة في الذاكرة الأدبية‏.‏ وهي عمارة يعقوبيان الكفيلة وحدها

    بأن تضع مؤلفها في الصف الأول من كتاب اليوم‏,‏ بعد مسيرة إبداعية مضنية وخصبة ومتفاوتة‏.‏

    يكشف علاء الأسواني في هذه الرواية عن قدرة عارمة علي تخليق العوالم الكبري‏,‏ وبراعة بارزة في رسم

    النماذج الانسانية الأصيلة‏,‏ وإضاءة المناطق الحميمة في جسد القاهرة الفاحش‏,‏ بجسارة فائقة‏,‏ تجسد ذبذبات

    الضمير الخفي في المجتمع المصري بأسره خلال العقود الماضية‏.‏ وهو يفاجيء القاريء ـ منذ الصفحات

    الأولي ـ باكتمال مشاهد الشخوص والأماكن‏,‏ واكتنازها بالتاريخ الشهي المثير‏,‏ حتي تبدو الكائنات والأشياء ـ

    وهي من صنع المتخيل الروائي ـ كأنها موجودة من قبل‏,‏ ماثلة هناك‏,‏ تنتظر عصا الفن السحرية كي تكشف

    النقاب عن حيويتها العارمة‏,‏ وعراقتها الغريبة‏,‏ وهشاشتها الواضحة في الآن ذاته‏.‏ يقدم لك مثلا نموذج زكي

    بك الدسوقي ـ وهو من أقدم سكان شارع سليمان باشا ـ جاء اليه في أواخر الأربعينيات‏,‏ بعد عودته من بعثته

    في فرنسا‏.‏ وهو يشكل بالنسبة لسكان الشارع شخصية فولكلورية محبوبة‏,‏ عندما يظهر عليهم ببدلته الكاملة

    صيف شتاء‏,‏ التي تخفي باتساعها جسده الضئيل الضامر‏,‏ ومنديله المكوي بعناية‏,‏ المتدلي دائما من جانب

    السترة بنفس لون رابطة العنق‏.‏ وذلك السيجار الشهير الذي كان أيام العز كوبيا فاخرا‏..‏ وجهه المتغضن

    العجوز‏,‏ ونظارته الطبية السميكة‏,‏ وأسنانه الصناعية اللامعة‏,‏ وشعره الأسود المصبوغ بخصلاته القليلة‏,‏

    المصففة من اليسار الي اقصي يمين الرأس‏,‏ بهدف تغطية الصلعة الفسيحة‏.‏ ثم يقدم لك عمارة يعقوبيان

    الأرمني‏,‏ التي تفنن المهندسون الإيطاليون في زخرفتها‏,‏ وعشرات الحجرات التي أقيمت علي سطحها الفسيح‏,‏

    وكأن العمارة عند علاء الأسواني قد حلت محل حارة نجيب محفوظ فجعلته يرسم لك لوحة زاخرة بالألوان

    والدلالات لحركة المجتمع المصري في موجاته المتعاقبة الثلاث‏:‏ ما قبل ثورة‏52,‏ وما بعدها حتي عصر

    الانفتاح في السبعينيات‏,‏ ثم ما أعقبه حتي زمن الرواية مطلع التسعينيات‏.‏ وذلك من خلال رصد تغيرات نوعية

    سكان العمارة‏,‏ من أرستوقراطيين الي ضباط جيش ثم رجال أعمال‏.‏

    والمثير في هذا السرد أنه ينفذ عبر تجسيده لتحولات السكان الي دخيلة الضمير الوطني وما ظل يعتريه من

    توترات عميقة تحول دون الانسجام الحقيقي‏.‏ ولن نتوقف عند اغراء المشاهد الساخنة التي يفتتح بها الكاتب

    رسم العروق البارزة ـ النابضة بالشهوة ـ في جسد وسط المدينة‏,‏ عبر خبرة زكي بك العريضة في مقاسات

    النساء بكل مستوياتهن من ناحية‏,‏ ولا مجتمع سطح العمارة الذي يخفي بؤسه ويحقق وجوده بالجنس ويفاخر به

    من ناحية أخري‏.‏ ولكننا سنتوقف عند موقف سكان العمارة من طه الشاذلي ـ ابن البواب ـ الذي تفوق في

    دراسته وطمح الي أن يرتقي بعمله درجات‏,‏ حتي ظهرت نتيجة الثانوية العامة‏,‏ وحصل علي مجموع أكبر من

    أولاد الكثيرين في العمارة‏.‏ عندئذ بدأ المتذمرون يتكلمون علانية‏,‏ ويقول أحدهم إن ابن البواب قد يلتحق بكلية

    الشرطة ويتخرج ضابطا‏,‏ فيرد عليه آخر بأن مناصب الشرطة والقضاء والأماكن الحساسة ينبغي أن تقتصر

    علي أولاد الناس‏,‏ لأن أولاد البوابين والكوائين وأمثالهم لو أخذوا أي سلطة سوف يستعملونها في تعويض

    مركبات النقص والعقد النفسية التي أصابتهم في نشأتهم الأولي‏,‏ ثم ينهي حديثه بلعن عبدالناصر الذي استحدث

    مجانية التعليم‏,‏ أو يستشهد بحديث منسوب للنبي صلي الله عليه وسلم بالنهي عن تعليم أولاد السفلة‏.‏

    يمزج الراوي التقليدي‏,‏ المحيط بكل شيء علما‏,‏ كما يقال في علوم السرد‏,‏ يمزج هذه الحوارات ويحكيها

    بأسلوب غير مباشر‏,‏ يقدم فيه رؤية الطبقة الوسطي المصرية‏,‏ التي ارتفعت بأساليب ملتوية الي مستوي سكان

    العمارة الطبقي‏,‏ بفضل مجانية التعليم التي يحملون عليها‏,‏ لكنهم يدعون الآن أرستوقراطية مكتسبة‏,‏ في مجتمع

    متحول سريع التغيير‏,‏ متعالين علي أصولهم القريبة‏,‏ ومنكرين علي من يقف في أول درجات السلم الاجتماعي

    أن يبذل جهده للارتقاء‏,‏ موظفين ما يتراءي لهم من اراء سياسية ومأثورات دينية لهذا الهدف‏,‏ الأمر الذي

    يشف عن التقلصات الخطيرة التي ما زالت تعوق الطبقات المحرومة من التطلع الي حقوقها المشروعة

    بالوسائل الصحيحة‏,‏ ويفتح الباب لما سوف تزخر به الرواية من عرض لأشكال الإحباط والقمع والعنف

    والتسلل والانتهازية التي يمتليء بها مجتمع اليوم‏.‏

    كل الصيد في جوف الفرا‏:‏
    تعتمد الرواية في تنظيم هيكلها الضخم وتوزيع موادها الوفيرة‏,‏ علي نسق التشاكل الهندسي للبناء مع التوزيع

    البشري للسكان‏,‏ وتلعب حجرات السطوح العديدة دورا رئيسيا في تزويد السرد بعشرات القصص الفرعية

    الدائرة حول حيوات الشاغلين لأعلي المكان بينما يقعون في قاع المجتمع‏.‏ بحيث تصبح العمارة والشوارع

    المفضية اليها وعاء جلديا يتم حشوه بأعداد ضخمة من شرائح المجتمع العديدة وحالات السكان الفريدة‏.‏ الأمر

    الذي يتيح للمبدع أن يسجل بطريقة طبيعية غير مفتعلة‏,‏ وبشكل درامي مثير‏,‏ مظاهر التحولات العميقة في

    مصائر البشر والأمكنة عبر الزمن‏.‏ فهو مثلا يتتبع باستقصاء عجيب تاريخ البارات وسط البلد‏,‏ وعلاقتها

    بتطور التركيبة الاجتماعية والثقافية والجهاز الاداري لمصر في النصف الثاني من القرن العشرين‏,‏ ويقدم

    نماذج لعشرات العاملين‏,‏ خاصة العاملات‏,‏ في محلات وسط المدينة‏,‏ وكيف يتعين عليهن الحفاظ علي المعادلة

    الصعبة في الابقاء علي وظائفهن وشرفهن في الآن ذاته‏,‏ مقابل ابتزاز أصحاب العمل المعهود لهن‏.‏

    ويقدم بثينة نموذجا دالا للفتاة المصرية التي ورثت الفتنة والغواية والضرورة من شخصيات محفوظ في الجيل

    السابق‏,‏ كما يتدرج مع طه الشاذلي ـ ابن البواب النجيب ـ حتي يصيبه الإحباط في حلمه بالالتحاق بكلية

    الشرطة‏,‏ بالرغم من نجاحه في جميع الاختبارات وسقوطه المتوقع في كشف الهيئة‏,‏ لأن أباه حارس عقارات

    وعدم جدوي شكايته الي أعلي السلطات‏,‏ الأمر الذي يفضي به الي دخول كلية الاقتصاد والعلوم السياسية‏,‏

    والانخراط من ثم في صفوف الجماعات الدينية الأصولية الناقمة علي البناء الاجتماعي بأكمله‏.‏ ثم يدلف

    الكاتب الي صميم البنية النفسية والأخلاقية التي يقدمها فيعود ليحكي مغامرة زكي بك مع رباب فتاة البار

    الرخيص‏,‏ وكيف سرقت بعد تخديره أثمن ممتلكاته وأهمها خاتم أخته دولت الماسي‏,‏ وما ترتب علي ذلك من

    انفجار في العلاقة بين الأخوين التي أصبحت جحيما لا يطاق‏,‏ فقد كانت دولت تعاني الوحدة والتعاسة‏,‏

    ويحزنها أنها تنهي حياتها بلا مكاسب أو انجازات‏,‏ بعدما فشلت في زواجها‏,‏ وتركها أولادها بالهجرة‏,‏ وكان

    يستفزها للغاية أن زكي لايبدو أبدا كشيخ فان ينتظر الموت‏,‏ إنه لايزال يتعطر ويتغندر ويطارد النساء‏.‏ وما أن

    تراه وهو يصلح من هندامه ضاحكا
    مدندنا أمام المرآة حتي تشعر بالحنق ولا تهدأ حتي تتحرش به وتسلقه بلسانها‏.‏ كانت تهاجم تصابيه ونزواته

    ليس بوازع من فضيلة وإنما لأن تكالبه علي الحياة بهذه الطريقة لا يلائم ما تشعر به من يأس‏.‏

    كما يعرض الكاتب لجانب طريف يتمثل في علاقات الشواذ‏,‏ ويقدم نماذج غريبة لهم‏,‏ محللا بطريقة سردية

    شيقة مصطلحاتهم وهواياتهم وملابسات وقوعهم في المحظور الأخلاقي‏,‏ لكنه يتورط في حديثه عن بعضهم

    بتبني منظور مغلوط عن قادة الفكر والثقافة في الجيل الماضي وعلاقتهم بالغرب‏,‏ فيذكر علي لسان الراوي ـ

    وليس بصوت أحد الأشخاص ـ كان الدكتور حسن رشيد ـ والد حاتم الشاذ ـ من أعلام القانون في مصر

    والعالم العربي‏,‏ وهو مثل طه حسين وعلي بدوي وزكي نجيب محمود وغيرهم واحد من مثقفي الأربعينيات

    الكبار الذين أتموا دراستهم العليا في الغرب‏,‏ وعادوا الي بلادهم ليطبقوا ما تعلموه هناك بحذافيره في الجامعة

    المصرية‏.‏ وبالنسبة لهؤلاء كان التقدم والغرب كلمتين بمعني واحد تقريبا‏,‏ بكل ما يعني ذلك من سلوك ايجابي

    وسلبي‏.‏ كان لديهم جميعا ذلك التقديس للقيم الغربية العظيمة‏:‏ الديمقراطية والحرية والعدل والعمل الجاد

    والمساواة‏,‏ وكان لديهم أيضا ذلك التجاهل لتراث الأمة والاحتقار لعاداتها وتقاليدها‏,‏ باعتبارها قيودا تشدنا الي

    الخلف وواجبنا أن نتخلص منها حتي تتحقق النهضة‏.‏
    ولو كان هذا الرأي علي لسان أحد الشخوص لما كان في ذلك أي غضاضة‏,‏ لكنه يمثل منظور الراوي القريب

    دائما من منظور الكاتب‏,‏ وهو غير صحيح فيما يتصل بتجاهل تراث الأمة‏,‏ فهؤلاء الأعلام هو الذين كشفوا

    عن القيم الايجابية في التراث الفكري والفلسفي والأدبي‏,‏ هم الذين صنعوا ذاكرة مصر الحضارية‏,‏ وهم

    بالفعل بناة النهضة لا دعاة التغريب‏.‏

    وقد ساق الراوي هجاء حادا للديموقراطية والسلطة والدولة المدنية علي لسان خطيب الجمعة الأصولي الشيخ

    محمد شاكر الذي فتن طه الشاذلي وبارك تجنيده في الجماعة الإرهابية‏,‏ فكان ذلك طبيعيا لأن هذا هو الخطاب

    الأصولي‏,‏ أما أن يورد كلمات ادانة قادة النهضة في صلب حديث الراوي فهذا ما ينبغي أن يفطن له ويتفاداه

    المؤلف حفاظا علي رؤيته‏.‏

    إيقاع المأساة المتوازية‏:‏
    تمضي شخوص الرواية بعنف‏,‏ مثلما يحدث في الواقع الموار الي مصائرهم المأساوية‏,‏ وقد تجمعت في شعب

    متوازية‏,‏ فالحاج عزام الذي استأجر إحدي شقق العمارة لتقيم فيها زوجته الثانية‏,‏ واشترط عليها أن لا تحاول

    الإنجاب منه‏,‏ ينجح في دخول مجلس الشعب بالتواطؤ‏,‏ ويحصل علي توكيل سيارات يابانية يدر مئات

    الملايين باستغلال الفساد‏,‏ لكنه لا يتورع بالرغم من تدينه الظاهر عن إجهاض زوجته بالقوة وتسريحها بعنف‏,‏

    لأنها خالفت شروطه‏.‏ والشاب الأصولي يلتحق بخلية إرهابية إثر تعرضه لتعذيب يمتهن كرامته ورجولته

    ويلقي مصيره الفاجع خلال تنفيذه لعملية إجرامية انتقاما من الضابط الذي تصور أنه أمر بتعذيبه‏,‏ وابن استاذ

    القانون الكبير يرتب لاشباع شذوذه مع فتي صعيدي مجند في الأمن المركزي‏,‏ وعندما يتوهم أن الحياة قد

    طابت في صحبته بعد أن دبر له ولأسرته مقاما علي السطوح تنشب لدي الصعيدي أزمة ضمير عقب فقده

    لابنه الرضيع‏,‏ فيشتبك في صراع مع خليله ينتهي أيضا بمصرعه‏.‏ الشخصيتان الوحيدتان اللتان تنجوان من

    هذا المصير الأسود عند علاء الأسواني هما بثينة وزكي بك‏,‏ اذ ينتهي بهما المطاف الي عش الزوجية ـ غير

    المتكافئة بطبيعة الحال ـ بعد لحظات درامية لا تخلو بدورها من ريح المأساة‏.‏

    ومع احتشاد الرواية بالمعلومات المشاكلة لما يحدث في واقع الحياة فإن مناخ الأدب الطبيعي الحافل بالمصائر

    السوداء يسيطر عليها‏,‏ وينفث فيها منطقا قدريا يجعل الشخوص تتحرك مجبرة في سلوكها‏,‏ ويجعل القاريء

    مقتنعا بحتمية نهاياتها المبررة‏,‏ مما يحيلها في آخر الأمر الي أن تصبح شهادة شامخة وقاسية علي تحولات

    المجتمع المصري في العقود الأخيرة‏.

    تحياتي الجحفانية







  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية القرش
    مشرف سابق
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    2,368

    رد : عمارة يعقوبيان





    رواية تستحق الإهتمام أخي / مجاهد

    شكرأً لهذا الجهد الكبير

    دمت بود



  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية علي أبوطالب
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    المشاركات
    1,651

    رد : عمارة يعقوبيان

    واحدة من اجمل الروايات التي قرأتها ..


    تحياتي ..

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مجاهد اليامي
    مشــرف سابق
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    1,268

    رد : عمارة يعقوبيان




    شكراً لمرورك أخي القرش




    تحياتي الجحفانية



  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مجاهد اليامي
    مشــرف سابق
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    1,268

    رد : عمارة يعقوبيان





    المبدع أبو سامي
    شكراً لمرورك
    وحقاً هي رواية رائعة جداً




    تحياتي الجحفانية



ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •