لا تؤذي أخاك المسلم

أخي الحاج: لا شك أنك أتيت بيت الله الحرام للفوز بالأجر وتحصيل رضى الله تعالى، ولن ترضى إذا قالوا لك: إنك جئت لتؤذي المسلمين إما بقولك وإما بلسانك، وكم من أولئك الذين لا يؤثرون إخوانهم على أنفسهم.

أخي: لقد علّم النبي الناس مناسك الحج وما ترك شيئاً إلا وبينه فها هو عندما اندفع الناس من عرفات وقد شنق لنا قته الزمام، حتى لا تسرع ويقول بيده اليمنى: { أيها الناس السكينة السكينة } [رواه مسلم]. وهذا أخي من رحمته بالناس حتى لا يؤذي الضعاف.

أخي الحاج: الكثيرون من الحجاج يزدحمون عند الحجر الأسود والجميع يريد تقبيله ولو آذى أخاه المسلم. ولكن النبي علم أصحابه رضي الله عنهم ما يفعلونه عند الحجر الأسود، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: { طاف النبي بالبيت على بعير كلما أتى إلى الركن أشار إليه } [رواه البخاري]، وزاد مسلم: { ويقبل المحجن }. قال الإمام ابن حجر: ( ويحتمل أن يكون في حال استلامه قريباً حيث أمن ذلك - أي أذى الناس - وأن يكون في حال إشارته بعيداً حيث خاف ذلك - أي أذى الناس ).

أخي المسلم: وهذا هو النبي يأمر أم سلمة رضي الله عنها بالطواف وراء الناس، قالت أم سلمة رضي الله عنها أنها قدمت مريضة فقال لها رسول الله : { طوفي وراء الناس وأنت راكبة } [رواه البخاري ومسلم].

أخي: فلا تؤذي العباد وأنت تصر على تقبيل الحجر الأسود، فإن جمهور العلماء ذكروا: أن من لم يستطع استلام الحجر أشار إليه واكتفى بذلك، وروى الفاكهي عن ابن عباس رضي الله عنهما كراهة المزاحمة، وقال: ( لا يؤذي ولا يؤذى ).

أخي الحاج: أمرك نبيك أن لا تتكلف ما لا تطيقه، قال : { إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم } [رواه البخاري ومسلم].

أخي الحاج: وإذا كان يوم رمي الجمار فإن النبي علّم أمته أن يرموا بمثل حصى الخذف لا يزيدوا ولا ينقصوا. وبه قال جمهور العلماء من السلف والخلف.

أخي الحاج: لا تتكلف في ذلك فترمي بأكبر من ذلك فتؤذي إخوانك، ومهما حرصنا على الخير فلن نكون أتقى لله تعالى من النبي ، وقد نهانا عن التنطع والغلو في الدين.

إخوة الإنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي كونوا كما قال النبي : { ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى } [رواه البخاري].

فكن أخي ليناً هيناً رفيقاً بإخوانك المسلمين، أما رأيت أن الله تعالى مدح أصحاب النبي فقال فيهم: أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ... [الفتح:29].

وأخيراً: وفقني الله وإياك للصالحات


؛؛؛ منقول للفائده ؛؛؛