لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: نرجسة الخيلاء

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الشبح
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    12 2005
    المشاركات
    11

    نرجسة الخيلاء

    (( محمد زايد الألمعي))



    نرجسة الخيلاء


    وانتصبتُ
    على شرفاتِ المدينةِ أسألُ
    عن قاتلي المرتدي كلماتي
    وأهصر فيكم مواعيد جوعي
    وأعرف أني بلا أملٍ
    أرتجي رشداً
    في ضلالاتكم
    ...
    وانتصبت على شرفات المدينةْ
    ....
    خرجت عليكم
    ودارت عليّ دوائرُكم
    وكان لقاءُ الخطيئةِ بالنار
    أقسمت ؛ أنّ دمي كان يشبهكم
    وان الذي جاءني في المنام
    ـ مهيباً ـ كهذي الجبال
    هو صدرٌ عصيٌّ
    يناجز روحي
    التي آذنت بالزوال
    وأقسم ـ ثانيةً ـ
    أنني لم أُدِرْ غير أوجاعكم
    وجعاً
    واني حملت زماناً
    من النرجس الجبليّ ؛
    فماطلني
    وزماناً من العوسج المرّ
    أرخى أصابعه في جفوني
    وها تعبي :
    ليس أوّله أن ريحانةً في
    الحقول القصيةِ كانت تحاصرني
    بملامحها ، حين أبني بعوسجةٍ في المدينة
    تعصمني من ضياعي .
    وهذي المدينة عجفاء
    قاماتها في الملوحة رعبٌ
    وأقدامها في الدماء ،
    وبين الملوحة والدم ؛
    أنصبُ من أضلعي هيكلاً للغناء !
    المدينة عجفاء ..
    والليلة امرأةٌ ؛
    من ترائبها يخلق الشعراءْ
    والنواحي التي أبحرت
    ما استقرت لربانها ،
    فالشوارع مثل التوابيت ،
    تنتظر الموت مقرورةً ،
    والسكارى بهذا البريق عيونٌ
    تقيّح تحت محاجرها النومُ ،
    وهي تفتش عن نجمةٍ ،
    سقطت من حطام السماءْ .
    المدينة عجفاء
    تفترع التيه درباً
    وتلبسني سحنة الغرباءْ
    وها أنذا أتلمس
    بين الكهوف طلاسم وجهي
    وأقسم ـ ثالثةً ـ
    انها لعنةٌ عبرت في غضون سمائي
    فأسكنها الخلقُ وجهي ، فمزّقتُهُ
    وخلعت من اسمي القبيلة ،
    وارتجلتني البلاد نشيداً
    من الرفض والأمنيات ..
    وها أنا أقرأ بين الكهوف طلاسم وجهي
    وتلك التي قلدتني نياشين زهوي
    رمتني بهذي الدهاليز
    وحدي أعاقر خوفي
    وريحاً تسلسل اسرارها في غباري
    وتعوي فأنفض عني المدى
    ثم أقرأ وجهك ، يا طائر الرفض ،
    أقرأ وجهك :
    .... كم تشتريك القراطيس
    كيما تداجي الرياحَ التي تكسركْ ؟؟
    تشتريك القراطيس ؟!
    واخجلة الفقراء !!
    حتام تنكر من قلدتك نياشين زهوك ؟
    حتام تجهل أنك مهما احترفت التمذهب
    لست الذي تتلبسه امرأةٌ من نحاس وملح ،
    .. وأنك مهما تشرذمت بين السلالات
    لن ترث السلف المعدنيّ ؟
    ولن يتحدر من صلبك الخصبُ ، والقمح
    والحيوات ؟
    فيا أيها المستريب ببعضك
    هلا تيقنت أن الذي في ملامحك
    الآن ليس بوجهك ،
    لكنه وجه من أطعمك ؟
    وهذا خلاصك
    فوق سراط الحقيقة
    هذا خلاصك فارجع
    فما عاد في العمر متسعٌ
    كي تميل إلى ضده أو إليه
    لك الآن أن تتراجع عن موتك المعدنيّ
    فإن القبور سواء
    ولكنها ميتةٌ
    سوف تحييك
    أو تقتلك !
    والمدينة عجفاء
    قاماتها في الملوحة رعبٌ
    وأقدامها في الدماء ،
    وبين الملوحة والدمِ ؛
    اقرأ وجهك فوق بكائي
    وأقرأ تيهك من دفتر القائمين على مزقي
    وأحبُّ توحدهم فيّ إذ يرسمون شتاتي
    وها تعبي :
    .. ليس أوله أن ريحانة في الحقولِ
    القضيةِ كانت تحاصرني بملامحها حين أبني
    بعوسجةٍ في المدينةِ تعصمني من ضياعي ..
    وهذي الدروب
    تحاورني ..
    كي أموت
    فأقبل في ولهٍ
    أحْطِم الجهرَ ،
    ـ حتى أرى قاتلي ،
    حين يعبر بي في مجرات روحي ،
    ويرجعني ،
    ـ قبل أن أتطهر من دنس الطينْ
    ألعنه ، وأعود
    لأبحث عن قاتلي من جديد
    ....
    أتفيّأ في ظلّ قيظٍ
    وسربَ نساءٍ أفلن على جسدي
    ثم أَمرعنَ بي ،
    وما كنّ غير رياحي التي هجدت
    فتضجر منها عبوسي القديم
    وما جئن إلاّ بوحل المدينة
    نحوي
    فإذْ بالنواحي التي في يدي
    ليس تعرفني ،
    ودمي ليس يشبه صوتي
    ولا لغتي تشبه الأرض
    يعثر بي قدمي في حطام الطريق
    وفي أمم أتفرس فيهم
    وهم لا يكونون شيئاً
    ولا يوصفون
    وليس بهم فاقةٌ للحياة ولا الموت
    ولكن لهم فوق ما لا يكون لنا
    ولهم همُّ من جرّنا نحو همّ لهم
    ولنا همهم
    وهمٌّ على شرفات البلاد الضريرة
    يتبع أطفالهم
    ولنا وحدنا
    مهرة الصمت
    تستقبل الشمس
    في عنفوان الخصوبة
    مكتظةً باللغات
    تطهر بالكلمات رمادَ الخطيئة
    والشعراء
    وهذي المدينة عجفاء
    قاماتها في الملوحة رعبٌ
    وأقدامها في الدماء
    وفي الأفق الصلد خيلٌ
    تحمحم جذلى
    نساءٌ يزغردن في حمأة الخيلاء
    وبين الزغاريد والخيل
    أنصب من أضلعي هيكلاً للغناء
    ... تخلع الشمس هيئتها
    ويموج المدى
    المكفهرّ الزبدْ ؛
    لا نحبّ أحدْ
    بل نحبّ بلدْ
    .. طلع نرجسةٍ في فلاةٍ
    وقهقهةُ امرأةٍ
    خلف نافذةٍ من زبدْ
    وعراك زمانين لا نعرف اسميهما
    وفوضى كلامٍ ،
    نرتله ،
    ليس يعني أحدْ
    لا نحبّ أحدْ
    .. بل نحبّ بلد
    ونحبّ الذين سيأتون
    بعد قليلٍ
    يدورون ،
    في شغبٍ فاضحٍ ،
    وتراتيلهم تتعالى ،
    فتعتصر الأرض معدنها
    من تخوم الأبد
    لا نحب أحدْ
    بل نحبّ بلدْ
    لا نحبّ أحد
    .. لا نحبّ أحد ..

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نايف أزيبي
    إداري سـابـق
    تاريخ التسجيل
    04 2005
    الدولة
    ميلبورن - استراليا
    المشاركات
    3,146

    رد : نرجسة الخيلاء

    محمد زايد الألمعي

    مفلس فكريا

    ويبدو أن إفلاسه يطول انتاجه الادبي

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية السر الدفين
    تاريخ التسجيل
    10 2005
    الدولة
    هنااك
    المشاركات
    1,358

    رد : نرجسة الخيلاء

    لا يا شيخ حرام عليك مو كذا


    محمد زايد الألمعي له كتابات جميله ولا اظن انه يصلح انك تهاجمه هكذا امام الملا ( عتب )

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية إحساس صادق
    مشرف سابق
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    المشاركات
    1,111

    رد : نرجسة الخيلاء

    الشبح
    شكرا لك على اختيارك الجميل وتم نقلها الى قسم النثر
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •