وأما الدرس الثاني
(إتباع لا ابتداع)
تجديد المتابعة في أداء العبادات عموماً وفي الحج خصوصاً لمحمد صلى الله عليه وسلم فهو القائل ( خذوا عني مناسككم ) ، فلا يلبي إلا بتلبيته ولا تشهد المشاعر إلا كشهودة ولا ترمى الجمار إلا كرميه ولا تنحر الهدايا إلا كنحرة ولا يفاض بالبيت إلا كإفاضته ولا يعزم بشيء من أنساك الحج إلا بعزيمته ولا يُترخص بشيء إلا برخصته ، ولا مشروع إلا ما شرعه ولا محظور إلا ما حظره وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً .
إذا فليس لأحد حق القوامه على هذا الدين وليس لإحداث ما يشرع ما يشاء أو يفتي بما يريد أو يتقدم بين يدي الله ورسوله فالعصمة التامة لرسول الله والطاعة المطلقة لرسول الله والفتوى الملزمة هي لرسول الله ، فإذا أمرنا فلا أمر إلا أمره وإذا نهى فلا نهي إلا نهيه وإذا رأى فلا رأي إلا رأيهُ ، والمحروم من حرم بركة الإتباع والمفتون من فتن بحب المخالفة والابتداع ألا فليتق الله من أعجبته نفسه وغره هواه وضل يشاقق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين وزاده ، إثارة من علم وصبابة من سؤ فهم لا تعرف لرسول الله مقداراً ولا لجاهه وقاراً .
يتبع بإذن الله