وأما الدرس الرابع
(بناء الوحده)

هو الإعلان الواضح أن الطريق الوحيد لوحدة الأمة وتماسكها إنما ينطلق من شعاب مكة أرض عرفات 0 تلك الوحدة التي تقوم على أساس العقيدة الواحدة والإسلام الوسط ، حيث الإله الحق والنبي المعصوم ، فهي وحدة لا تعترف بالحدود السياسية ولا بالقيود القانونية ولا تبني جسورها على أساس المصلحة الدنيوية أو الحزبية الجاهلية ولا ريب أن أي محاولة حدودية لا تقوم على أساس العقيدة الصحيحة فهي وحدة آيلة لتفكك والانهيار طال الزمان أم قصر .
والمتأملون في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يدركون جيداً كيف تمكن عليه السلام من بناء الوحدة وصنع التلاحم الوثيق بين أناس كانوا إلى عهد قريب مضرب المثل في الشتات والفرقة والتشرد والاختلاف تسودهم الحروب الدموية وتسيطر عليهم العصبيات القبلية فإذا بعقيدة الإيمان تذيب كل تلك العقبات الكئود وتختصر كل تلك المسافات البعيدة لتصبح ملحمة التوحيد الكبرى وتضم جدار الإيمان الصلب في زمن أقرب للخيال وبجهد أشبة بالمعجزة ـ أيها المسلمون ـ المسلمون اليوم قادرون على إعادة المحاولة وتكرار التجربة في صدق عزائمهم وحسن نواياهم وخلت نفوسهم من الغش والخديعة والمكر والاحتيال وهم محتاجون للوحدة لاستعادة هيبتهم وبناء مجدهم ودفع مسيرتهم نحو السيادة والريادة فإن تعذر ذلك فلا أمل من الوحدة ، لدفع الصائل عن ديارهم والذل عن حرماتهم ووقف النزيف فوق أراضيهم الذي أراقه شراذم يهود يوم غابت الوحدة الجادة واختفى مفهوم الجسد الواحد


يتبع بإذن الله