نهضة الأمة
في الحج دروساً لا تحصى ومآثر لا تنسى وما لا يدرك كله ولا يترك جله ، والمسلمون اليوم أحوج ما يكونون إلى العودة إلى أصول دينهم وفضائل شريعتهم حيث العزة وأساس النهضة ومبعث القوة هم بحاجة إلى استخراج الكنوز واستنباط الدروس وتأمل العبر الذي تفضل به المشرع العظيم وتضمنها الشرع الحكيم ، مصيبة والله أن يمر الحج بعد الحج وعام بعد عام والفرصة بعد الأخرى دون أن يتقدم المسلمون ولو خطوة واحدة إلى الأمام ومصيبة أن يصل المسلمون في ذيل القافلة ومؤخرة القائمة وهم ينسبون إلى أعظم ملة ويحتضون أكمل شريعة ، لقد آن الأوان أن يستيقظ النائمون وينتبه الغافلون ويتقدم الراجعون فيرفعون الراية بشجاعة ويحملون الدين بقوة ينطلقون به إلى الأفاق يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله .
ما أعظمها من جناية وما افضحه من خطأ يوم زهد المسلمون في دينهم واستخفوا بشرعهم فحرموا أنفسهم وحرموا البشرية بهم بركات عظمة الأديان وأشرف الرسالات فإذا بالعالم كله يتخبط في ديار الظلام ويغرق في مستنقعات الرذيلة كل ذلك يوم يختلف الإسلام عن القيادة يتخلى المسلمون عن الريادة ورضيت خير امة أخرجت للناس ، رضيت بالتبعية والدون ألا إنها دعوة إلى إحياء شعائر الدين في النفوس وتصحيح العقائد في القلوب ومراجعة الواقع بصدق وتصويب الخطأ بإنصاف .
ألا إنها دعوة لتوظيف وصناعة الحج لمصلحة الإسلام وبناء الأمة وإيقاظ الغافلين ، بدءاً من تحقيق التوحيد ومروراً بإحياء سنة الإتباع و انتهاءاً بنهضة الأمة ووحدتها وسيادتها وريادتها وما ذلك على الله بعزيز .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين