ما للرياض يعجُّ من أحزانه = متأسفاً يبكي على سلطانه
والمكتان حزينةٌ لفراقه = وكذا الحجاز إلى ربى جازانه
وعسير مدمعها عسيرٌ إنما =هاجت وهاج الحزن في أشجانه
ما للبلاد تغيرت وكأنها =ما ودعت يوما كمثل جنانه
عظم المصاب وما هنالك حيلةٌ = إلا الدعاء على هدى قرآنه
وله معي يا ناس وقفة ماجد(1)=ينبيك هذا الشعر عن تحنانه
إن الرجال مواقفٌ ومعادنٌ= من ذا يساوي النجم في لمعانه
أو ليس سلطان البلاد مميزٌ= في فعله السامي وفي إيمانه
أو ليس سلطان البلاد موفقٌ= والبر والخيرات من إحسانه
وله من الأيتام مثل جنوده= ومن الأرامل زاد عن حسبانه
وله بكل العالمين مواقفٌ= مثل الكتاب يذاع من عنوانه
والشمس ما اتجهت فنحو هباته= وكأنها قصرٌ على ديوانه
في كل أرض الله بثَّ منائرا= ومآثراً تنبيك عن سلطانه
ً والقلب يحزنُ للمصاب وإنما= قدر الإله محتَّمٌ في آنه
والصبر في الأقدار ميزة ديننا= وعسى الإله يمده بجنانه
وإليك يا ملك البلاد أصوغها= حرَّى سقاها القلب من نيرانه
فلك العزاء أصوغه ولأهله= ولشعبه والخاص من جيرانه
ولك العزاء وللبلاد بأسرها = والعالمين على صنوف دنانه