(المعروف)السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اليوم أيها الأعضاء الكــرام عندي موضـوع فريد من نوعه ما يعرفه إلا الرجـال الأوفياء وهو
المعروف ويطلق عليه صنع الجميل الذي تحدث عنه كل شخص ينتمي هذا العنوان الذي يقف عنده وقفة تأمل وينظر له بعين الاعتبار. ومن منا لا يحتاج إلى الآخرين لكي يقوموا معه ويساعدوه عندما تضيق الدنيا عليه خناقها ويعيش حالة كربة وحسرة وفجأة يجد أحد الناس الذين يبحثون عن فعل الخير ويأخذ بيده ويعينه على قضاء احتياجاته الدنيوية . وبعد هذا العمل اسمع المديح والإطراء لن أنسى ما عملت معي وكأنك إحدى إخوتي بل إخوتي لم يقفوا معي عند كربتي . وصاحب المعروف يستمع صامتاً . ويبادله الكلام لابأس عليك هذا واجب علينا نعمله مع الصغير قبل الكبير . لا نريد الجزاء والإحسان إلا من رب العباد . وتمر الأيام بعد الأيام ويقابل صاحب الكربة صاحب المعروف . وفجأة يصد عنه وكأنه لم يعرفه من قبل ويستغرب صانع المعروف أهذا الشخص هو لا لا أصدق لعله يشبه ويقترب منه ليتأكد لكي لا يظلمه . وبعد التأكد اتضح له أنه نفس الرجل صاحب المديح السابق . جلس مع المجموعة لم يتكلم معه ولم يمن عليه بصنعه له . عاد إلى منزله وهو غير مصدق . وقال في نفسه سبحان الذي يغير ولا يتغير بالأمس كان لا يريد أن يضعني على الأرض وبعدما قضيت له حاجته تنكر لي بسرعة . ويتحدث مع نفسه يقول أنا لا أريد منه شيئاً أريده أن يقابلني باسماً لكي يعطيني الدافع المعنوي لعمل الخير في المرات القادمة. ويقول لا غرابة في الأمر نحن نعيش في زمن الجيل الجديد الذي إذا خرج من بيت أبيه لم يقم برفع سماعة الهاتف لكي يطمئن على صحة والده ووالدته . ويجب على كل شخص منا أنه إذا قابل أحداً قد أسدى له جميلاً يقابله بإلابتسامه والضحكة ويسأل عن أحواله ويقول جزيت خيراً على ما فعلت معي في اليوم الفلاني ولن أنسى لك المعروف والجميل مهما حييت . على كل حال ذهب المعروف مع الرجال الأولين الذين يحسبون ألف حسبه . صانع المعروف في غيرأهله. والله ماقد نسيت أو تنكرت لأحد صنع معي جميلاً.