نعم كل صور وأشكال الصداقة التي ذكرها الأعضاء (الجريء منهم والمتحفظ ) موجودة في مجتمعنا
تزيد وتقل حسب الأسر
متناسين قول الله تعالى
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً{27}
يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً{28} لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً{29}الفرقان
وللأسف هذا نتاج لممارسات وعادات خاطئة
من الآباء والأمهات فنجدهم على النحو الآتي :-
آبـاء قد خططوا لكامل يومهم دون أن يحظى أبناءهم من ذلك التخطيط ولو بساعة واحدة للنقاش أو الحديث حول أي موضوع يختاره الأب أو يقترحه أحد الأبناء أو إحدى البنات0
آبـاء رفعوا شعار تربينا بهذه الطريقة وها نحن لم يحصل لنا شيء مع الاختلاف الهائل بين العصرين
آبـاء قد أقنعوا أنفسهم بأن متطلبات أبنائهم فقط ملئ المعدة بالطعام وملئ الحقيبة بمتطلبات المدرسة
آبـاء مقتنعين بما لديهم زاهدين فيما سواه لايكلف أحدهم نفسه بشراء ولو كتيب صغير عن التربية ليقرأه ويستفيد منه 0
وأمهات قد انشغلن بصخب الحياة وللأسف المتعلمة وغير المتعلمة لهن نفس الطريقة في التربية طريقة أمها وجدتها التي لم تعد تتناسب نهائياً عصرنا الحالي بكل تداعياته
العاملة منهن تقضي نصف يومها في العمل ونصفه في النوم والاستعداد لليوم التالي والأبناء لايحظون إلا بالقليل من الوقت مفتقراً لرحابة الصدر والعطاء الممزوج بهدف بناء ذات مستقبلية رائعة0 محصنة بالمراقبة الذاتية للتصرفات تستحسن الحسن وتستقبح القبيح أمهات تسمع أحاديثهم وهمومهم بعيدة كل البعد عن هموم التربية0
أمهات قد رأين في قنوات الأطفال والبلايستيشن والألعاب الإلكترونية خير جليس لأطفالهن وخير مريح لرؤوسهن وهما السم الزعاف0
أمهات قد امتلأت بهم الأسواق والأعراس وخلت منهم معارض الكتب والندوات والدورات التأهيلية0
فنتج عن كل هذا
فراغ عاطفي لدى الأبناء
عرفت هواها قبل أن أعرف الهوى*** فصادف قلبا فارغا فتملكا
والقلب الفارغ عرضة للتخبط والانجراف
يقول الدكتور في منهج التربية القيادية للطفل جاسم المطوع في مقابلة تلفزيونية جاءه أحد الآباء وقال ولدي عمره 17سنة وأتته بعثة لأمريكا وأنا خائف عليه فقال له الدكتور جاسم أسألك هل استثمرت هذه السنوات بالتربية على دين الله في ولدك فأجاب إن شاء الله نعم فقال له أرسله لأمريكا فأصبح الولد هناك داعية بين أقرانه
فأين الآباء والأمهات المستثمرين