،’

قيل " لا تعتمد كثيرًا على أحد في هذه الحياة
حتى ظلّك يتخلى عنك في الأماكن المظلمة
"

ليتني ما اعتمدتُ عليه .. عليها .. عليهم !!
ذلك لأنّ تيار التخلّي يجتث استقرارنا ويزعزع الدواخل
من الشعور بالأمان .. بالاطمئنان ممن حولنا
حتى الجمادات نكاد نهابها ونفكّر مئات المرات
كيف نتعامل معها بدون مبدأ الاعتماد ؟!

لكن الخيبات دومًا ما تأتي متأخّرة وتبقى بتأنٍّ قاتل؛
لتَسقُط بنا وتُسقِطنا بوحل الصدمة المميتة.

كنتُ أحتفظ بهم كرصيد ثابت عند الملمات وتكالب الأزمات،
وما ظننتُ أنني سوف أُفلس عند الحاجة إليهم،
نتيجةً لاختلاسهم البشع ،!

استقبلهم القلب بحب،
فأوجعوا الظهر حتى نفوذ الألم بأحداق العين ،!

بنتِ الروح لهم جسر الوداد والألفة،
فامتطوا درب الفرار بدون التفات أو عودة
بعد أن .. التهموا لذيذ العطاء ..!

مدّت لهم الأيادي ورود الحياة،
فكافؤوها بحمم العَض والجحود
ثم تحولتُ لخصم بعدما كنتُ أقرب الناس
وأحبهم وأغلاهم ( لتلعنهم ألسنتهم الكاذبة )
وتتبرّأ منهم سذاجتي !!