كثير منا تمر عليه هذه الصورة ولا يلقي لها بالاً ولا يهتم بها ويستمر في طريقه وكأن الأمر لايعنيه
هن بائعات ضعيفات متعففات يبعن عند أبواب المساجد وأمام الأسواق وفي الشوارع ليجدن مايسد عوزهن وفقرهن ويغنيهن عن السؤال وعن الحرام
فماذا فلعنا لهن ولمساعدتهن
يقول / كنت ذاهبا مع أحد الزملاء فصلينا في أحد المساجد فعند خروجنا من المسجد مررنا على إحدى البائعات فاشترى صاحبي منها بعض الأشياء التي تكفي لأكثر من بيت فاستغربت منه ذلك وسألته فلم يرد علي فلما رجعنا إلى السيارة وجدت نفس الكمية التي إشتراها قبل قليل فقلت له مازحا هل ستفتح محلا لهذه الأغراض
فتبسم وقال كلام يكتب بماء الذهب هزني وهز كل مشاعري
قال لي أنا تعودت دائما أن أشتري من البائعات اللاتي في الشارع
أكثر من حاجتي فأنا لا أحتاج البضاعة المشتراه أساساً لكن أشتري منهن لكي أساعدهن بطريقة غير مباشرة وأحتفظ بالبضاعة في سيارتي وكلما مررت على بيت من بيوت أهلي أو أخواتي أو عماتي أو خالاتي أعطيتهم منها فغرضي الرئيسي هو مساعدة هؤلاء المسكينات
ثم أردف وقال لي هل تعلم أن هؤلاء النسوة يتحملن الشمس الحارقة والجو القاسي والتعب والمشقة أثناء البيع فقد ليكتسبن رزقهن بالحلال وأنهن يصرفن على بيوتهن وأبنائهن من هذا العمل البسيط فقد تكون أرملة أو مطلقة أو ضعيفة ليس لها عائل إلا الله فلمن نتركها
وأخبرني عن قصة تقطع منها قلبي إنه يعرف أرملة مسكينة ضعيفة الحال وهي مريضة وتصرف على بنتين وطفل صغير يدرسون في المدرسة وهي التي تعولهم بتوفيق الله من هذه الشغلة البسيطة إضافة إلى مساعدة بعض المحسنين في حارتهم ويقول أنها تجلس طول اليوم تبيع لتسد حاجتهم وفقرهم
ويقول إنه أحيانا عندما يشتري من بعضهن يعطيها زيادة في السعر فمثلا لو كان سعر البضاعة 20 ريالا يعطيها 30 أو 40 ريالا وينصرف أحيانا هي لاتدري بحكم كبر سنها وأحيانا تنتبه وتناديه لتعطيه الباقي فيتجاهلها كأنه لايسمعها ويكمل طريقة فهو يريد فقط مساعدتها
وأحيانا يشتري منها 4 قطع أو 5 فلا يأخذها بل يأخذ واحده أو إثنتين فقط ويترك باقي القطع عندها وهي تعتقد أنه أخذ كل القطع فهدفه الرئيسي فقط مساعدتهن وتخفيف معاناتهن
سبحان من وفقه لهذا العمل الطيب وهذا الباب العظيم من الخير
أما أنا فأصبحت أحرص دائما على الشراء منهن لأغراض بيتي حتى لو لم أحتج لها وأصبحت أفعل مثل مايفعل صاحبي الذي سن هذه السنة الطيبة المباركة والتي أصبحت أخبر بها كل من رأيت أو إجتمعت معه فوجدت من الجميع إستحسان الفكرة وحماسهم لها وبالفعل بعضهم بدأ في تطبيقها وأخبرني بذلك
أخي الكريم / أختي الكريمة
كثير منا دائما يشتكي من المتسولات اللاتي يتسولن عند الإشارات وفي الشوارع
وعند أبواب المساجد وفي والأسواق
فماذا فعلنا لهن بدل الشكوى والتذمر
على الأقل أن نساعد كل من تبحث منهن عن الرزق الحلال ولو بأقل القليل منا
لنرحمهم ولنعطف عليهم ولنساعدهم لعل الله يرحمنا برحمته فهو ارحم الراحمين
أرجو نشر هذا الموضوع ونشر هذه الثقافة بين الناس ألا وهي ثقافة الرحمة والتكافل التي ضمنها لنا هذا الدين الحنيف
وأرجو أن ينتبه أهل الخير إلى هذه الشريحة الضعيفة المسكينة المنسية والله المستعان