مع إنتشاره "المخيف" ليصل إلى 366 مصاب في العالم
الكشف المبكر للسكري والتمرينات الرياضية وتناول الألياف والقهوة تساهم في الحد من المرض..
لو قال أحدهم بان الإصابة بمرض السكري هو "أمر إختياري" ، بالتأكيد لن يصدقه أحد ، لأن السكري من الأمراض التي ينتج عنها الكثير من المضاعفات والآثار الجانبية وبالتالي لا يريد أي أحد الإصابة به ، لكن الأمر صحيح ، لأنه يمكن لأي شخص أن يمنع إصابته بالسكري إذا قام بعدة أمور أهمها تغيير نمط الحياة والنظام المتبع ، حيث أثبتت الدراسات أن إجراء تعديلات على أسلوب الحياة قد منع تطور السكري من النوع الثاني بنسبة 71% في المرضى البالغين 60عاماً فما فوق .
بالتأكيد إن إنتشار مرض السكري في العالم أجمع أصبح كالوباء الذي يتزايد بشكل مذهل ليصل عدد المصابين به إلى أكثر من 366 مليون شخص ويموت منهم 4.9 مليون شخص سنوياَ وذلك بحسب إستطلاع قام به الاتحاد الدولي للسكري
وتوافقا مع الإحصائيات التي أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها ، أن هناك ما يقارب 26مليون أمريكي يعانون من السكري، و 7 ملايين منهم لا يعرفون أنهم يعانون من المرض أصلاً
وبسبب هذه الأرقام المذهلة والتي تثير الرعب بين الكثيرين ، كان لابد على كل شخص أن يتبنه لهذا الخطر المحدق ، وذلك بالعمل على الكشف المبكر لكل علامات ومقدمات السكري ، الأمر الذي سيمكنه من تجنب الإصابة بالمرض أو على الأقل التخفيف وبشكل كبير من مضاعفاته.
أما عن كيفية تجنب حدوث مرض السكري ، فيمكن ذلك عن طريق مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم حيث أن النسبة الطبيعية في الدم للشخص الصائم هي 100ملغ/دل، و إذا كانت نسبة السكر في دمك و انت صائم تتراوح ما بين 100-125 ملغ/دل ، فاعلم أن لديك مقدمات للسكري. و إذا كانت النسبة أكثر من 25ملغ/دل فأنت من ضمن المصابين بالسكري من النمط الثاني.
ولكن لا داعي للهلع أو الخوف لأنه ليس بالضرورة أن تتحول مقدمات السكري إلى مرض حتمي ، وإذا بدأ الإنسان بوقاية نفسه مبكراً فإنه من الممكن أن يصنع "الإنجاز" ويعيد نسبة السكر في دمه إلى وضعها الطبيعي، أو يمكنه أن يؤخر الإصابة بالسكري لعشر سنوات أو أكثر. لكن و للأسف أن السكري إذا أصاب الإنسان ، فإنه لا يرحل أبداً فهو مرض يبقى مع الشخص طوال حياته ، لذلك إن الفرصة كبيرة أمام أي شخص يريد أن يحيا حياة بعيدة عن السكري ومضاعفاته بالبدء المبكر بحماية نفسه وإتباع سبل الوقاية.
ومن أهم إجراءات الوقاية من مرض السكري أيضا محاولة الوصول إلى الوزن المثالي ، حيث أثبتت الدراسات بأن الوزن الزائد يجعل الجسم غير قادرا على استهلاك الأنسولين للسيطرة على السكر في الدم. ووفقا لفريق الخبراء التابع للجمعية الأمريكية للسكري، على الأشخاص المصابين بالسكري البدينين أن يخسروا على الأقل 5-10% من وزنهم من خلال التمرينات و النظام الغذائي الصحي لعلاج السكري.
ولا يعني النظام الغذائي بالضرورة إتباع حمية غذائية صارمة حيث يمكن القيام بالقليل من التغييرات على النظام الغذائي الحالي، الأمر الذي سيعود بالفائدة على صحة الجسم والوزن.
وتعد الألياف من العناصر الأساسية التي تحمي من السكري ، لأن عملية هضم الألياف تحتاج لوقت أطول من غيرها، لذلك من المهم محاولة تناول 45-50 غرامات من الألياف يومياً، حيث تتواجد الألياف في عدة أنواع غذائية منها ، في الحبوب ، والبقوليات كالفول والعدس والفاصولياء ، وفي الخضار أيضاً كالذرة والملفوف والكوسا ، وفي الفواكه كالفراولة والتين والمشمش والتفاح غير المقشر.
وعلى نقيض المتعارف عليه فقد أثبتت الدراسات بأن تناول الشاي والقهوة يساعد على إنخفاض معدلات السكري ، حيث أن شرب 3-4 فناجين من القهوة يومياً مرتبطة بتقليل خطر الإصابة بالسكري بنسبة 25% أكثر من عدم شرب القهوة أو شرب فنجان واحد، ووجد أيضا أن الشاي العادي و الأخضر مفيدان كذلك، فشرب 4 كاسات من الشاي يوميا يخفض الإصابة بالسكري بما نسبته 18%.
وتحت شعار الحركة ثم الحركة ثم الحركة ، دعى الخبراء لضرورة ممارسة التمارين الرياضية، التي تساهم في تقوية آلية جسمك في التعامل مع الغلوكوز في الدم، و هو المفتاح للوقاية من السكري. كما أن الدراسات أثبتت أن ممارسة التمرينات الرياضية ترفع من حساسية الجسم للأنسولين، مما يحسن وضع السكر في الدم على مدى البعيد.
بالتأكيد إن تناول الطعام بشكل منتظم خلال اليوم مهم جداً لتنظيم نسبة السكر في الدم ، فيما يجب العمل على توزيع الوجبات على مدار ساعات اليوم لمدة قد تصل إلى أربع ساعات بين كل وجبة وأخرى.
نصائح متعددة وتعليمات وأنظمة ينصح بها من يعانون من مقدمات السكري ، وذلك بعمل فحوصات دورية لصحة القلب والأوعية الدموية ، وكذلك ضغط الدم ونسبته لأن هذه العوامل مرتبطة بالإصابة بمرض السكري ، فيما يعد ضغط الدم المعتدل هو ذلك الذي يكون أقل من 120/80 لمن يبلغون أقل من 65 عاما.


(يتبع)