آهٍ ما أصعب أن تكون سراجا
آهٍ ما أصعب أن تكون سراجا
حينما يكون قدرك وتكون قناعاتك أنك سراج
ويعتاد من حولك على انك سراج
ويعرفك الجميع انك أنت السراج
فتقتنع فعلاً أنك سراج
وتبرمج نفسك وعقلك أنك سراج
تنير لمن حولك ليسعد
وأنت تحترق
وتنشر النور لتطرد الظلام
وأنت لاتتمكن من الرؤية
تحافظ على شعلتك التي تكتوي بنارها
لكي تبقى مشتعلة
برغم ما تلقى منها من الأذى
وتحافظ عليها من نسمة الريح
أن تطفئها لتبقى منيراً
لك الله أيها السراج
يجتمع عليك الجميع ويتسامرون
بينما أنت تبقى وحيدا
يحس من حولك بالجو الساحر على نورك الجميل
بينما لا يحس بك أحد
آهٍ ايها السراج
ما أصبرك
بل ما أطول صبرك
حينما تكون تكون سراجاً
فعليك ان تكون مضيئاً في كل الأوقات
وفي كل الأحوال ولا يهتم لحالك
لأنك سراج
قد يتكرمون عليك بتنظيف الزجاجة
عندما يعتم نورك
ويحتاجون لزيادة النور فقط
لكن لن ينظفوك من أجلك
آهٍ ايها السراج
لك الله ياسراج
ولكل السرج التي تنير طريق غيرها
على فنائها وذهاب نضارتها وبهائها
هل أتاك أحد يوماً أيها السراج
ليجلس أليك أنت ؟
ليحادثك ؟
لينادمك ؟
ليسامرك ؟
ابداً ...
كلهم يأتون إليك لتسامروا
وليتحادثوا
وليتنادموا
أما انت فلك الله
آهٍ أيها السراج
لم قبلت ان تكون سراج؟
ثم ألا تستطيع ان تتغير الى شيء آخر ؟
كأن تكون تحفة يترفق بها
ويهتم لأمرها
ويحافظ عليها
ألا تستطيع ؟
ما أصعب ان تكون سراجا
ولكن الأصعب من ذلك
ان لا تجد من يقدرك
ولا يقدر تضحيتك كسراج
سراج أضاء لهم الطريق
سراج أشاع لهم النور
وأعطاهم السرور والحبور
حينما طرد الظلمة عنهم وأبدلها بالنور
أيها السراج
أتعلم !
إن السرج قد مجدت
أتعلم أن السرج
هي أوصاف عظيمة
وألقاب رفيعة
ولها في قواميس اللغة مكانة
ولها في كتاب الله حضور ووجود
بل وأعظم من ذلك
فهو وصف لأعظم مخلوق خلقه الله
وأشرف مخلوق خلقه الله
وخير بشر عرفته الأرض والسماوات
إنه البشير النذير
والسراج المنير
إنه رسول الله
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين
وأزواجه أمهات المؤمنين
وخلفائه الراشدين
وصحابته أجمعين
وعن التابعين وتابع التابعين
إفرح الآن يا سراج
وتشرف بكل هذا يا سراج
وانشر النور والسرور
مهما كلفك ذلك
ومهما بذلت
ومهما تعبت
ومهما خذلت
ومهما ... ومهما ... ومهما ...
فلتبق أيها السراج سراج كما أنت
ولك الشرف بأن كنت سراجا
وآهٍ ما أصعب ان تكون سراج
|
 |
رد مع اقتباس
.
