أعترف أنني لن أستطيع أن أعبر عن مشاعر الحزن والأسى لأسرة الطفلة ( شهد ) رحمها الله , فهي فوق الوصف والتعبير , لكنني أكتب هذه القصيدة مشاركة لهم تلك المشاعر والأحاسيس سائلا الله تعالى أن يجعل الفقيدة شافعة لوالديها في جنات النعيم , وأن يمن الله عليهم بالصبر والسلوان ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .


وعدٌ مع الموت رغم الصبر أبكاني***ويعجزُ الشعر عن تصوير أحزاني
ماذا أقول وشهدُ الحبِّ قد رحلت***ما عاد يُرْجعُها شعري وأوزاني
راحت إلى الله تلهو في طفولتها***كأنها وردةٌ أو غصنُ ريحان
يا شهدُ أنت المنى إن متِّ ما بقيت***فيَّ الأماني ولا عاشت بوجداني
ودَّعت شهداً وقلبي لا يطاوعني***لكنها قوَّةٌ من نبض إيماني
كأنَّ عيني تراها في براءتها***تلهو وتزهو بجنات وبستان
تقول مهلاً أيا أماه واصطبري***فالله في جنة الفردوس أحياني
أنا الشفيعة يا أماه فاحتسبي***فإن قلبي يناجي قلبك الحاني
بالصبر أوصيك يا أمي ويا أبتي***كذاك أوصي بها أهلي وإخواني
قالت لها أُمُّها والعين دامعةٌ***يا شهدُ صوتُكِ بعد الموت ناداني
يا شهد مُتِّ ولكن أنت باقيةٌ***في القلب طول المدى ما الله أبقاني
وبسمةٌ منك تبقي لاتفارقني***وصوتك العذب تغريدي وألحاني
ولم يزل وجهك الوضاء أُبصرهُ ***ما لاح فجر وغابت شمس أحزاني
يا زهرةَ الحبِّ لن تنساك عافيىةٌ***وكل شبر بها قد زاد أشجاني
كان اللقاء بها ميلاد فرحتنا***وفي الجِنَان يكون الملتقى الثاني
يا شهد متِّ وكل الناس قد لهجوا***صبراً على الموت ولكن من هو الجاني

[/poem]
أبو البراء / حسن بن علي يحيى السهلي