الـزَّمان الخطأ
خطأً كان ميعادُنا
خطأً كان ميلادُنا
خطأ كان أن نلتقي في الزَّمان الخطأْ
ليتَ أقـدامَنا لم تطـأْ
نفسَ هذا المكانْ
خطأ كان أن نلتقي يا نيانْ .. !
الـزَّمان الخطأ
خطأً كان ميعادُنا
خطأً كان ميلادُنا
خطأ كان أن نلتقي في الزَّمان الخطأْ
ليتَ أقـدامَنا لم تطـأْ
نفسَ هذا المكانْ
خطأ كان أن نلتقي يا نيانْ .. !
الـوهـم
هكذا .. مـثلَما تريـدينْ مـنّي
سوف أغدو محضَ الصديق الُمسنِّ
ناصحاً ، أو محدِّثاً ، أو سميـعاً
حين تـحكين .. غـارقاً في التَّمنِّي
دون أن تسمعي ارتجافاً بصوتي
دون أن تلمـحي انعـطافـاً بعيني
خُـدعةٌ أنْ لمـستِ أوتار قـلبي
فـتـهـَّيأتُ واهمـاً كي أغـني
واستـَفَـقـنا ، فلا مررتِ بدربي
ذات يومٍ ، ولا تسـاءلتِ عـني !
الركض وراء السَّراب
كلَّ يومٍ جديدْ
تصيرُ إلتماعةُ عينيكِ أبهى
ونظارةُ خدَّيكِ أزهى
والرّضابُ على شفتيكِ أعزَّ وأشهى
كلّ يومٍ أقول
سأُبصرُ فيها
لفـتةً لا أعـيها
مواعيدَ لا أشتهيها
فتجيئينَ مُثـقلَةً بالمواسمٍ
حـتى يكادَ دمي لا فمي
يحـتـويها !
وأهيّءُ نفسي كلّ صباحٍ لكي أتَّـقيكِ
أغالـطُ نفسي فيكِ
أقـولُ :
ألستَ تَرى أنَّها ..
ثم أسكتُ
ها أنتِ
عيناكِ سرب حمامْ
وثغركِ كأس مُـدامْ
ووجهكِ أيقونةٌ للهوى
فمن أين يأتي النَّـوى ؟
وفيم أثيرُ الـجـوى ؟؟
وأنتِ تَـنـثـين مثلَ الغمامْ !
وفي لحظةٍ تجلسينْ
وإذا كل ذاك الذي لاحَ لي
لا يبينْ .. !
تَعودينَ مُحكمةً واضحه
لا تَرِفُّ بها جارحه
ومُـعَـقْـلـنَةً ،
مثلَما كانت البارحه !
فأهيِّءُ نفسي ليومٍ جديدْ
لكي أتَّـقيكِ بهِ من جديدْ .. !
وأنتِ هنا كأنكِ ما عليكِ !
أحِـنُّ بكل جارحةٍ إليـكِ
لحـد أكادُ أن أبكي عليكِ !
أحِنُّ لمقلتيكِ ، وصدقيـني
أذوب عليك في نظارتيكِ !
كأني لا أحـسهما بعمـقٍ
إذا حـولتها عن مقلتيكِ !
أحن إلى يديك .. أحس قلبي
يغـادرني ليسكن في يديـكِ
وحين أصابعي يهربن مني
فـأودعهـن مذهولاً لديـكِ
أحس دمي بأجمعه ينادي
ليهرب من شراييني إليـكِ !
أحـن لشعركِ المنساب غيماً
بـيادره تكـلل منكبيـكِ
أكاد أشـده ، وأخاف اقسـو
فألثم نهره في مفرقيـكِ !
ويذبحني الهوى والعين تهوى
على لجج المياه بركبتيكِ !
فأنزل ، ثم أصعد مستـفزاً
أهيم على منابع جدوليكِ !
أأعشق هكذا ، وأموت عشقاً
وأنت هنا كأنك ما عليك ؟!
الـقبلة الأولى
كنتُ أعلمُ كيف سترتجفينْ
كيف كل مساماتِ جلدكِ تشهق مذعورةً
ثم تسكن مبتلة بالحنينْ .. !
كنتُ أعلمُ كيف سيصفر وجهكِ
يحـمرُ وجهكِ
كيف أصابعكِ الثَّـلجُ
ينـبضـن
تنهضُ فيهن أشرعةٌ لا تَبينْ
ثم يُبحـرنَ ملء دمي ،
وفمي
مطبـقٌ في جنونٍ على شفـتيكِ
وشيئاً فشيئاً
صهـيلكِ مهرته تَسـتكينْ .. !
كنت أعلمُ كيف ستنخلعين
من جـذورِكِ يا زهـرةَ الياسمــينْ
وأعلمُ أنَّـكِ
عـند انخلاعك
في كلِّ أوردتي تَـنبُـتـينْ .. !
لا استجابة
مع كل نفسْ
لو فمي دون وعي هَـمسْ
لو يدي جفلتْ ..
اصبعي لو لَمـسْ
دون قصدٍ ،
أو اني تحركتُ
حتى ولو دون مَـسّْ
لتهيَّـأتِ محفوفةً بالحرسْ
لتصـدي اعتدائي .. !
تـتيـبَّـسُ بين عروقي دمائي
وأظلُّ أحـدّق فيكِ ..
أفعلاً هي المرأة الهِـمتُ فيها .. ؟
أفـأدنو لها الآن ،
أم أتقيها ؟
وتقولين أنكِ لا تفهمـينْ
لماذا أموتُ إذا كان ثغـرُكِ بين شفاهي
هكذا ؟؟
فلماذا أعذبُ فيـك مـياهي
إذا كنتِ لا تَـشعرينْ
بأيَّـةِ ردةِ فعلٍ
سوى الحزنِ ،
والاكتئابِ الدَّفينْ .. ؟
وبالـنَّدمِ اللا يَبـينْ .. ؟
ألفَ معذرةٍ لدمي
ألف معذرةٍ لفمي
أنه لم يقبل حبـيبا
ولكنه مـسَّ ثغراً غريبا
فجفَّـلَ أصحابَهُ .. !
الفَ عذرٍ لهم أننا
رغم قطع شراييـننا
لم نوفق لإيقـاظِ فرحتَهم
بل تركنا لديهم فـناراً كـئيبا
ونهاراً رتيـبا
وتركـنا غداً ،
ربما لن يجـيء
وإذا جـاء
يبقى مُـريبا .. !
لا استجابة
أحـياناً تبصرُ في عينٍ دمعه
أحـياناً تبصرُ فيها شمعه
أحـياناً تذبحُ نفـسكَ كي تمنحها الحبّ
فلا تبصر فيها لَـمعه .. !
لكَ الله يا أرجوان !
ألا مَنْ رأى لي نيـانْ ؟!
أذبتُ عـيوني عـليها وعـيناي لا تكفيـانْ
وأرسلت روحي إلـيها فما عـاد منها بيـانْ
وقلبي ما زال يدمـى وكفايَ تسـتعطيـانْ
ألا من رأى لي نيـانْ ؟!
سـماءٌ ونـظـارتانْ ومـاء به جمرتانْ !
إذا ابتسـمت فاللآلـي يشعشعن في الأقحوانْ
وإن أطبقـت شـفتيها لك الله يا أرجـوانْ !
ونهـرانِ لا يرحـمانْ
مصباهما ركبتـانْ !
وسـاقانِ معبودتانْ
ولو قلت للخصرِ مهلاً وأسلِسْ عليك الأمـان
لضجتْ جميع الخبايا بـوركينِ لا يفهـمان
سوى الهيـل والهيلمانْ !
وطـيرين لا يهـدآن أسـيرين يسـتنجـدانْ
لـو أن أرق النسـيم يـمسهـما يجـفلان !
وفوقهما ألـف كـونٍ وتحـتهما مهرجـانْ !
ألا مَـن رأى لي نيانْ
مزيجٌ لأنس وجـانْ !
فـتاةٌ على كـتفيها قد انسـدلتْ غـيمتانْ
وفـوق أديم يديـها سرت موجة من جمانْ !
لكي تنتهي كل كـف بأبهى غصـون الجنانْ !
وها أنا أبحـثُ عنها وأسـأل دون لـسـانْ
ألا مَنْ رأى لي نيـانْ ؟!
الوهم الكبير
شكراً أيَّـتُها القـديسـه
شكراً لوضوحِ براهـينكْ
شكراً لرهـافةِ سكينـكْ
شكراً لكِ أنـكِ هادئـةٌ
حتى في ذبحِ قـرابينكْ .. !
شكراً لطبيعةِ تكـوينكْ
__
وسُحِرتُ بمرأى عينـيكِ
وعـبدتُ برودةَ كفيـكِ
وظنـنتُ بأنَّ ندى الدنيـا
كل الدنيا ، في شـفـتَيكِ
وغـمـستُ دمي في أنهـاركْ
وغـسـلتُ رؤاي بأمطـاركْ
ووجدتُ الجـنَّة في نارِكْ !
وإذا نحنُ ،
بشهـرٍ واحدْ
صرنا مُفتـرساً وفريسـه !
شكراً أيتها القـديـسهْ
أحـبـبـتُكِ طيفاً لإلـهٍ
لم أعلمْ أنـكِ
إبـلـيسه .. !
قالت محتجة :
وأين كبريائي..؟
لا تـنـزلي عـن كـبريـائكْ
أنا من يجـيء إلى سـمائِـكْ
أنا مَـنْ سـيـقـضي عمـره
عطشان يزحف نحو مـائِـك !
أنتِ ، ارفـعي هـذا الجـبين
فكـلُّ نبـلكِ في حـيائِـكْ !
وتمـنـعي ما شـئـتِ حـتى
لـو ذُبِحـتُ عـلى إبائِـكْ !
أدري بـأنـكِ مـا ســرى
حتى النَّسـيم إلـى ردائِـكْ !
أدري بـأنــكِ قـبـلـُهـا
لم تَـدْنُ كـفٌّ مـن بهائِـكْ !
وأنــا أمـوتُ لكـي أضـيف
دمـي إلى مجـرى دمائِـكْ !
وجـداولي سـكرى . . تمـيل
وتنحـني خـلف انحـنائِـكْ !
يا شـعلةَ السـتّـين . . هـل
تدرين ما عُـقبى سـنائِـكْ ؟
يـوماً فيـوماً سـوف يَـد
فَعُـكِ الجنون إلى فنائِـكْ . . !
في أعز الدرب
من ذا يصـدِّقُ أن الحبَّ يجـمعنا ؟
نظـل نخـدعُ دنيـانا ، وتخـدعنا
ها نحن شـطآننا تنأى . . سـفائـننا
تنأى . . خَوافـقنا تـنأى وأضـلعنا
ولا نـرى بعضـنا إلا مصـادفـةً
فمن يصـدِّقُ أن الحـب يجـمعنا ؟
يا من تـبعنا بلا وعي هـوادجـها
ظـناً بأن هـواها سـوف يتـبعـنا
طال الطـريق ولم نخـلعْ مـودتـكم
فما لها فـي أعـز الدرب تخـلعنا ؟
قلبي عليكِ
عذراَ لعيـنكِ ما سـالتْ مـدامـعها
عـذراً لكفكِ ما رفـتْ أصابعهـا
وما رجـفتِ ، وما أجـهشتِ باكـيةً
وما ضلوعـكِ أدمـتها مواجعُهـا
عذراً لكل شـجىً مرٍّ غصـصتِ به
لبـابِ حزنٍ ندى عينيكِِ قارعُها !
وويـحَ نـفسي التي ما فزَّ هاجـسها
كـأنما أيُّ خـوفٍ لا ينـازعهـا
وهي الـتي عـودتني كلُّ بـارقـةٍ
لديكِ ، تلمعُ في قلبي رَواجعُهـا !
بلى وعينيك .. أمس استوحشت بدمي
مواجـعُ لسـتُ أدري ما دوافعُهـا
لكن .. لأنـكِ لم تأتي . . وإن عتبتْ
روحي ، فقد رجفت خوفاً خواشعها
وكـدتُ أضـمر أسـباباً معـذبـةً
لكنَّ قـلبي عاصى ، لا يُطاوعها !
واليـوم وافـاني الناعي كـأَّن لـه
عـندي ردوداً لأفعـال يتـابعهـا
قلبي عليكِ ، وأنفـاسـي مُهـوِّمة
وبي عيونُ أسىً فاضتْ مَدامعهـا
فكل دمعـةِ عينٍ منك مُـبصـرها
وكل شهقـةِ حزنٍ منكِ سـامعُهـا
فأجملي في الأسى . . إنّا بأجـمعنا
أعمـارنا مسـتردَّاتٌ ودائـعهـا !