أفد الترحل حزنا على فراق سيدنا
جل الخطب به واستدارت له رواحلنا
ما أنسى وصاياه التي لنا بها رشدا لحاضرنا
ولنا بها في قادم الأيام إسعادا لدنيانا
كم أمر آسا على الأقلام أسألها
أن تستفيض مدامعي على الأوراق تروينا
جل النحيب وجلت على الدنيا مدامعنا
وسرى نجم مدى الأيام يبكينا
ما غاب صيتك في الأفلاك وأنت بها
كوكب أضاء على الأرض نورا لهدينا
ما أنسى ابتسامتك الوضاء في كنف الدجى
لكأنها الإشراق في الإصباح يحيينا
آتانا نعيك فكل شيء يهون غدا
إذا أزمعت ركائب الرزء إن حطت نواعينا
يا بن المكارم والعلى من نسل هاشم
رحم الله مثواك في التراب دفينا
منذا قد راك تنطق بالجلالة حكمة
إلا وقد كساه جمله حسن دينا
إليك نبع الشعر يا منصور بن باري
غدق من التأبين طالما غيبتك المنونا
حواك المولى بنعماء تسر بحسنها
ما كانت العقبى منتهى الخلق أجمعينا