لم تستعجلين ؟
كنتُ أعـلمُ من قبل عامْ
منذ أول يوم رأيتكِ فيه
أن ديناً علـينا معاً
سوف يكبرُ في كل عامْ
ولكننا لن نفـيه !
كنتُ ألمح هذا الخـتامْ
فأحاذر أن أزرع العيـنَ فيه
وأتى مسـرعاً
ساعديني لكي أتـقيهْ !
أنت تدرين أني نذرتُ فمي
أن يكون أخير أخـتلاجاته رجع اسمكْ
ونذرتُ دمي
أن يصيرَ هو الحبر في قلمي
حين أخلو لرسمكْ
أنتِ تـدرين ذلك ..
وحملتُ شموسي جميعاً
لأسكنها في ظلالـكْ
أنتِ تدرين ذلك !
لم أدع شمعةً من شموعي
ولا دمعةً من دموعي
ولا هاجساً في ضلوعي
دون أن ينحني في مرايا جمالكْ
أنت تدرين ذلك !
سـنةً وأنا مسـتهامٌ عليكِ
سـنةً وأنا كل روحي لديكِِ
كل أخـيلتي
سكنتْ مقلـتيكِ
كل أجـنحتي
هجـرتني إليكِ
وانـتبهتُ لنفسي
فإذا كل أشـرعتي تختفي
وإذا كل أسـرجتي تـنطفي
وإذا بـي رويداً
بما ظل من خيـبتي أكتـفي !
لم تستعجلينْ ؟
أنا أدري بـأنّا سنسـلكُ دربَين
كلٌ لصاحبه لا يبـينْ !