يا ما رأيتك !
أنتِ لا تسـتطيعين يوماً مغالطتي
أنا أدري بنظرة عينيكِ
أدري بشكل اختـلاجة وجهكِ
أفهم كل تعابـيرِهِ
ولذا ،
أنتِ لا تملكين مغالطتي ..
عندما تـنظرينْ
وكأنكِ في غيهـبٍ تغـرقينْ
عندما تبهتـينْ
عندما عن وجودكِ أجمعه تُـذهلينْ
عندما تُسـتـفـزينْ ،
أو تغضبـينْ
فتـفـتعلينَ الحوارْ
وتفـتـعلين الشجارْ
وتصيرين بركـانَ نارْ
أنا أدري بما يعتـريـكِ
ولا تملكـين مغالطتي
أنتِ تدرين أن طريقة نُطقـكِ أفهـمها
أن ألـوان وجهكِ أفهـمها
أن ظفـرك لو حك جلـدكِ أفهـمه ..
ورأيـتُـكِ ..
يا ما رأيـتُـكِ ..
يا ما تسمَّرتُ منـذبحاً أتـأملُ عينـيـكِ
كيف تهـيمانِ
وجهكِ .. كيف يصير بلونِ الطباشير حيناً
وحيناً بلونِ الـدُّخانْ
وأحاولُ تكـذيب نـفـسي
وتصرين أنتِ ، وعينُـك تـثـقبُ رأسي
سابحـةً في مداها
وتدرين أني أراقبها في جنونٍ
وأني أراهـا .. !
وتدرين أنكِ حتى إذا تطرقين
وحتى إذا تصـفـنين
أو يعتريك الذهـول
أعلم لحظتها أي شيء برأسـكِ هذا يجولْ
أنتِ لا تملكينَ مغـالطتي
أنا مرآةُ نفـسِكِ
إن تـنـظري في عيوني
تُلاقي حقـيقة نفـسكِ بيـنهما ،
بجميع تفاصيلها
لا ظنـوني .. !
ولذا ،
لا تظـني بأني تجاوزتُ مقـتـنعاً
بل تجاوزتُ مندفعاً في جـنوني .. !