لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 20 من 359

الموضوع: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    من وصايا الآلهة !



    إن أكن أنـا معبـودتـكْ
    أو أكن عبدتـكْ
    كـن كبـيراً وثِـقْ بي
    لا تصغر هـواكْ
    إن قلبي
    عمرَهُ لم يـلامسْ سـواك .. !


  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    عامٌ جديد وفي عينيكِ نبعُ هوىً




    عـامٌ جــديـد له ثغـرٌ وعيـنانِ
    مجـرتانِ ، وجـرحٌ أحمـر قـاني
    وشمسُ شعرٍ على الأكتافِ هـيـمانِ
    وزهـرتا نرجـسٍ في شكـل آذانِ !
    والأنف قنديل ضوءٍ .. غصن ريحانِ
    من أيِّما جـنةٍ . . من أيّ بسـتانِ ؟
    على مـسـلّـة وردٍ دون أغصـانِ
    نديـفُ غـيمٍ علاه حَـبُّ رمــانِ
    كـثـبان وردٍ ولكن .. أيُّ كـثـبانِ
    تاهتْ على مرمرٍ في شكلِ سـيقانِ




    تزدادُ عامـاً فعـاماً زهـوَ ألـوانِ
    مشعـشعاتٍ على روحي وأجـفاني
    ونبض قلبي . . سلاماً يا هوى ياني
    في كل عـامٍ هـواها ملء وجـداني
    وملء قلبي ، وأضلاعي ، وأوردتـي
    ينمو ، وضغط دمي ينمو هو الثاني
    وهم يقولـون أنساها ، وتـنـساني
    تُرى أأنساكِ ؟ أم تـنسـين يا ياني ؟

    عـامٌ جـديد وفي عينيكِ نبعُ هـوىً
    وبين عيـني قـلبٌ جـد ظـمـآنِ
    وكلما زاد بي شـوقي شـددتُ يدي
    على ضلوعي لأخفي نزف شريـاني
    بي منكِ طوفـان حب كيف أسـتره
    وكيف تسـتر كفٌ مـوج طـوفانِ ؟




    يــوماً سيجـمعنا عيـدٌ وأنـتِ به
    ترفـرفـين على مـائي وشـطآني
    يا ألـف نورسـةٍ أصـواتها بـدمي
    وألف زهرة حبٍّ مـلء أغـصاني !


  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    كبير على بغداد





  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    بعد ثلاث سنوات

    وقفت على شاطيء الفرات في
    الرقـَّة ، وبين جريان موجه ودموعي ،
    كتبت هذه الأبيات ..


    وقفتُ على نهرِ الفراتِ بأرضِكم
    وعينـايَ فـَرط َ الوَجدِ تـَنهَـمِلان ِ
    فـقـلـتُ لهُ يـا ماءُ أبلـِغْ تـَحـيـَّتي
    إلى كلِّ نـَفس ٍفي العراق ِتـُعاني
    وخُـذ دَمعَة ًمنـِّي إلى كلِّ نـَخـلـَةٍ
    تـَمُرُّ بها..وانْحَـبْ بـِألفِ لـِسـان ِ
    على كلِّ غـُصن ٍفي العراق ِمُهَدَّل ٍ
    وكلِّ عـزيزٍ في العراق ِ مُهـان ِ
    وَمُرَّ بأحفادي ، وقـُلْ قلبُ جَدِّكم
    يَـظـَلُّ عـلـيـكم داميَ الـخـَفـَقـان ِ
    وسـَلـِّمْ على أهلي ، ونـَثـِّرْ مَدامِعي
    على وطني يا مُسـرِع َالجـَرَيان ِ
    سَلاما ً..سَلاما.ً. بعدَ يوم ٍ وليلـَةٍِ
    سَـتـَشـتاقُ حَدَّ الموتِ لـِلفـَيَضان ِ!


  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    لا تَطرق الباب


    لا تـَطرُق ِالباب..تَدري أنـَّهم رَحَلوا
    خُذِ المَفـاتيحَ وافتـَحْ ، أيـُّها الرَّجُلُ !
    أدري سَتـَذهَبُ..تَستـَقصي نَوافِذ َهُم
    كما دأبْتَ.. وَتـَسعى حَيثـُما دَخَلـُوا
    تـُراقِبُ الزّاد .. هل نامُوا وَما أكـَلوا
    وَتـُطفيءُ النّور..لو..لو مَرَّة ًفـَعَلوا !
    وَفيكَ ألفُ ابتِهـال ٍ لو نـَسُـوه ُ لكي
    بِـِهم عيونـُكَ قـَبلَ النـَّوم ِ تـَكتَحِلُ !
    * * *
    لا تـَطرُق ِالباب..كانوا حينَ تَطرُقـُها
    لا يـَنزلونَ إلـيهـا .. كنتَ تـَنفـَعِلُ
    وَيـَضحَكون..وقد تقسُـو فـَتـَشتمُهُم
    وأنتَ في السِّـرِّ مَشبوبُ الهـَوى جَذِلُ
    حتى إذا فـَتَحوها ، والتـَقـَيْتَ بِهـِم
    كادَتْ دموعـُكَ فـَرْط َالحُبِّ تـَنهَمِلُ !
    * * *
    لا تـَطرُقِ ِالباب..مِن يَومَين تَطرُقـُها
    لكنـَّهم يا غـَزيرَ الشـَّيبِ ما نـَزَلوا !
    سَتـُبصِرُ الغـُرَفَ البَـكمـاءَ مُطفـَأة ً
    أضواؤهـا .. وبَـقاياهـُم بها هـَمَـلُ
    قـُمصانـُهُم..كتبٌ في الرَّفِّ..أشْرِطـَة ٌ
    على الأسـِرَّة ِ عـافـُوها وَما سَـألوا
    كانَتْ أعـَزَّ عليهـِم من نـَواظـِرهـِم
    وَهـا علـَيها سروبُ النـَّمْل ِ تـَنتَـقِلُ !
    وَسَوفَ تَلقى لـُقىً..كَم شاكـَسوكَ لِكَي
    تـَبقى لهم .. ثمَّ عافـُوهـُنَّ وارتـَحَلوا !
    خـُذ ْها..لمـاذا إذ َنْ تـَبكي وَتـَلثمـُها؟
    كانـَت أعَـزَّ مُنـاهـُم هـذه ِالقـُبَـلُ !
    * * *
    يا أدمـُعَ العَين .. مَن منكـُم يُشـاطِرُني
    هـذا المَسـاء ، وَبـَدْرُ الحُزن ِيَكتـَمِلُ ؟!
    هـا بَيتيَ الواسـِعُ الفـَضفاضُ يَنظرُ لي
    وَكلُّ بـابٍ بـِه ِ مِزلاجـُهـا عـَجـِلُ
    كـأنَّ صـَوتاً يـُناديـني ، وأسـمَعـُه ُ
    يا حارِسَ الدّا ر..أهلُ الدارِ لن يـَصِلوا..!


  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    الرُّسُـل


    كتبت في فجيعة مدرسة بلاط الشهداء/ تشرين الأول 1987


    عبد الرزاق عبد الواحد


    لا . . لا تقلْ إنَّ أهـليهم بهم ثـكلـوا

    بهم مـدى عمـره التـاريخ يحتـفـلُ
    وبعد خـمسين عاماً نصف أهـلِهـمو
    سيرحـلون .. وهم باقـون ما رحلـوا
    لا . . لا تقل أبـداً أعمارهم قـطعتْ
    أعـمارُهم بأريـج الطـلعِ تتـصـلُ
    ما نخلةٌ أبلحـت .. ما نسمةٌ سـرحتْ
    وما غفا تحت فَـيءِ السُّـنبلِ الحجـل ‍
    ما فـزَّ في قصبِ الأهـوار جِنحُ قَـطاً
    وما سرى في شـواطيء دجـلةَ البَـلَلُ
    بما يُـوفّـي العراقـيون إن كَــفَلـوا
    وما يـوفـي العراقـيون إن كـُـفِلـوا
    أعـمارُهـم كل هذا من شـواخـصها
    وكـلُّ عـينٍ بهـم لله تكـتحــلُ
    فلا تقـل ذهـبوا .. كلُّ العـراق غـدا
    تضـيء فـي مقلـتيه هذه المـقـلُ
    باقـون هم بيـننا .. أصداءُ ضحكهـمو
    ضجـيجُهم .. لعبهم .. درسٌ به شغلـوا
    بالأمـس . . أحرُفُـه لم تَـأْلُ عالـقـةً
    بلَـوحِـها جـافلاتٍ مثـلما جفـلـوا


    حـتى دفـاترهم تبقى . . حقـائبـهم
    تبـقى .. بقـايا طعام بينها حَـمَلـوا
    تبقـى ، فـذاكرةُ الـتاريخ تنـقـلُها
    جيلاً فجيلاً ، ويبقى صـوتُها يصـلُ ‍
    *
    لا … لا تقـلْ إنَّ أهـليهم بهم ثُـكِلوا
    فكيف يُثـكَلُ من في بيـته دَخَلـوا ؟
    مضوا من الدُّورِ خَفْقَ الطـَّير أجـنحةً
    عادوا بصمتٍ ، ولكنْ .. كلُّهم رسـلُ ‍!
    إني تعـوَّدْتُ ، والأبـطالُ في وطـني
    كُـثْرٌ ، بأن الذي يحـظى بها رجـلُ
    وهـا أنا الآن مبهـورٌ بــلافـتة
    طفلٌ عـليها الشـهيدُ الخـالدُ البـطلُ !

    ولا تقلْ أجـل وافى . . فـمذ حدثـتْ
    للآن يجـهـشُ في ساحاتِـها الأجـلُ !
    مستـنكراً أن يُقـالَ الموتُ داهـمـهم
    فلا تقـولوا تُـوُفُّـوا .. إنهـم قُتِـلوا !
    يهـني خميني ، ويهـني كلَّ زمـرته
    أنْ لـيس يفعل حتى المـوتُ ما فـعلوا
    قد يخـجلُ المرءُ لو قـلبٌ بـأضـلعه
    من أين يأتي عديمَ الـرحمة الخجـلُ ؟!

    يـا أيُّـها المانحـون الأرضَ تـزكـيةً
    أنْ مـا يزال بها منهـم دمٌ خَضِـلُ
    وأنَّهـم وهبـوهـا كلَّ خضـرتِـها
    وعلموا الغــيمَ فيها كـيف يـنهـملُ !


    وعـلَّموا كـلَّ شـيطـانٍ بمسـبحـةٍ
    وجُـبَّـةٍ ، كيف نـورُ الله يعتــدلُ
    كـيف يُـصبح أطفـالٌ ومدرسـةٌ
    صغـيرةٌ ، كعـبـة لله تبـتـهـلُ !
    وإنْ غَـدَوا للعـراقِ الضخم أوسـمةً
    والقـادسيةُ منـهم مَهرُها الجــلل !

    هذا صَداقُ العراقـيين ، فانتـفـضي
    يا نخوةَ الأرضِ ، فالعملاقُ يخـتزلُ
    أعـطى لسـبعةِ أعــوامٍ مُـنعَّـمة
    زهـواً لسبعـين جـيلاً ليس ينـدملُ
    وساقـها مَهْـرَ مجدٍ لا يضــارعه
    مجُد الرجـولةِ حتى وهي تكـتهـلُ !

    هل خاف أولادنا ؟.. خافوا.. وهل بَطَلٌ
    من دونِ خوف.. وهل بذل كما بذلوا ؟
    خافُوا .. بكوا .. وبكينا من مَصارعهم
    ثم انتـفضنا كـباراً بعـدَ ما حُمِلــوا
    هـذا صَـداقُ العراقـيين فاشتـعلي
    يا نخوةَ الأرضِ ، إن الأرضَ تشتعلُ !

    يـا أقربَ الخلـقِ للـرحمنِ أجـنحةً
    ويـا ملائـكةً في ظـلِّـه رفـلـوا
    يـا من على رغمنا شاءتْ مَصارعُهم
    أن يفضحوا شَرَّ خلق الله ، فامتَـثلوا
    أرَوا جميعَ الورى إيـران كيف غَدَتْ
    وحـوشُـها بدمِ الأطفـالِ تغـتسلُ


    أرَوا جـميع عـبادِ الله أنَّ دمـاً
    قد يُفزِعُ الأرض طراً حين ينهـطلُ !


    أمـا العـراقُ . . فـأنتم يا ودائعَـهُ
    يـا من بكم دورة الأحزان تكــتملُ
    مثل الينـابيعِ في حمـرين أدمعـه
    تجري عليكم .. سلاماً أيها الجبـلُ !
    يا زارعاً في مهاوي المـوتِ قـامَتهُ
    للمنكَـبَينِ .. ولا يشكو. . ولا يَكِـلُ
    يـا دافعاً عن بنـي الأنسـانِ كلِّهمِ
    وحـاملاً عنهـمو ما ليس يحـتملُ
    لله أنتَ .. بـأي الهـمِّ تعـتـزلُ ؟
    وأيُّ وجـدِ نبـيٍّ فـيك يَعـتملُ ؟
    مالتْ موازينُ كل الأرضِ من هـلعٍ
    وأنتَ بـاقٍ ، بكبْرِ الأرضِ تشـتملُ
    يا سيدي ..يا كبير الجُرح.. يا وطني
    يا حـاسراً ورياحَ الموت يقتــتلُ
    مُذْ قيلَ للأرضِ دوري ، والشموسِ قفي
    وصِيحَ بالأزل المخـتوم : يا أزلُ
    ألواحُ هذا دمٌ . . صن كل أحـرفها
    فمنه . . من رافـديه الخير ينتـقلُ
    أقـام قُطْبَيْه . . ضوء الله في قطب
    وآخرَ المــاء طُرَّاً منه ينهـتـلُ
    مشيئةُ الله أن يُـسقي . . ومن دَمِـهِ
    يخضر للناس ما ذروا .. وما شَـتَلُوا




    هو العراق .. عروقُ الأرض أجمعُها

    دماؤه .. كل ما عَـلُّوا .. وما نهـلوا
    هو العراق .. ثَكُلتْ الأرض لو سقَطَتْ
    وريقـةٌ ما بـها من مـائنا وشــلُ


    فـيا أوَيـلادَنا هـذي مـراضـعُكم
    بهن من ألفِ جيلٍ يُضرَبُ الـمَثَـلُ
    ويـا أوَيـلادَنا ..عُـذراً إذا دُميَـتْ
    قـلوبنا .. إن بعض الصبرِ يُفتَعَـلُ !
    نُـرى جُـفاةً .. وكلٌّ بيـن أضـلعه
    مرزابُ دمعٍ عليه الصدر ينـقـفل !
    ونَـدَّعـي أنَّـنا صخـرٌ منـاكـبُنا
    لكنها تحت ثـقْلِ الثـوبِ تنهــدل !ُ
    وما سَـلَـوْنا ، ولكن القلوبَ غَـدَتْ
    عنكم بآثـارِكم في الــدارِ تنشغـلُ
    ويـا أوَيـلادَنا .. لسـنا نقـولُ كما
    قالوا ، ولا نفعلُ الفعلَ الذي فَعَلــوا
    لكن نظلُّ ليومِ الـدِّين نســألهم
    عنكم ، فأكـرمُ خلْقِ الله من قُتِـلوا ..


  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    أختام الدم

    "القصيدة التي افتتح بها مهرجان المربد
    الثالث عشر ببغداد عام 1997"
    ....
    مرَّةً كنتُ طفلاً،
    وأمسكتُ كفَّ أبي
    فارتجفتُ لفرطِ الأخاديد فيها
    وسحبتُ يدي
    قال: يا ولدي
    أتمنَّى لكفّكَ أنَّ الجراحات لا تعتريها
    ومضى، ومضَيتْ..
    ..
    نصفُ حيٍّ أنا، وأبي نصفُ مَيتْ
    يومَ أمسكَ كفّيَ للمَّرةِ الثانيه
    ..
    كنتُ ألمحْ نظرتَهُ الحانيه
    وهو يسألُني:
    أوَ مازلتَ تجفلُ من لمسِ كفّي؟؟
    ..
    مُجبَرٌ أن أُقَفّي
    مجبّرٌ أن أقولَ لَهُ الآن
    يا أبتي
    هَبْ دمي أن يُصَفّي
    بعضَ أوجاعِه..
    هَبْ يدي أنْ تُلامسَ مبضَعَها
    دون هذا التَّشَفِّي!
    ...
    وأبي كان يبكي
    كنتُ أعلمُ أنَّ أبي كان يبكي
    وهو ينظرُ نحو يدي
    بين خوفٍ وشَكِّ..
    ..
    أنشُرُ الآن باسم العراقْ
    كلَّ أيدي بَنيه
    ودماها على جانبَيها تُراقْ
    ..
    يا أبي
    أفَنَملكُ أن ندخلَ الآن هذا السّباقْ؟
    أم تَراني إلى الآن غضَّ اليَدَينْ؟؟
    إنَّ مَن عاشَ ظُلمَ الحسين
    كيف يُمسكُ شبّاكَهُ بأكُفٍّ رقاقْ
    يا أبي؟!
    ..
    هذي كفّي
    جرحٌ فيها للموتى
    جرحٌ للأحياء
    جرحٌ ينضحُ للشهداء
    جرحٌ للمحرومينْ
    جرحٌ للمهزومينْ
    جرحٌ للأموات الأحياءْ
    وجراحٌ تبكي لبَنينا الأعداءْ!
    جرحٌ للجوعْ
    جرحٌ للوطنِ الموجوعْ
    جرحٌ للخادع
    جرحٌ للمخدوعْ
    جرحٌ للأنذالْ
    جرحٌ لعيونِ الأطفال
    جرحٌ يَنكأُ جرحاً حدَّ الزِّلزالْ!
    ..
    وأنشرُها يا أبي
    هي كفُّكَ ليلةَ أمسَكْتَ كفّي فجفَّلتَني
    أنتَ قبَّلتَني
    غيرَ أنَّك ما قلتَ لي إنَّ كفّي ستُصبحُ كفَّكْ
    أنَّني سيحفُّ بيَ الموتُ حَفَّكْ
    ربَّما الحزنُ شَفَّكْ
    ربَّما وجَعُ القلب،
    لم تستطعْ معَهْ أن تقول لطفلِكَ عندَ الفراقْ
    أنَّ راحتَهُ سوف تغدو ككفِّكَ
    خارطةً لجراحِ العراقْ!
    ...
    أمسِكْ جذورَ السَّنا.. هذي تَواليها
    فقد هوَتُ كلُّ شمسٍ من أعاليها
    أمسِكْ بقايا ثقوبِ النَّجمِ.. إنْ ردمَتُ
    فأيُّ ضوءٍ به تسري لياليها؟
    أمسِكْ جذوعَ الثَّرى، فالأرضُ أجمعُها
    تهتَزُّ رعباً، وأنت الآن غاليها
    أنت الصغيرُ الكبيرُ المستَفَزُّ بها
    حرّاً، وكلُّ ذوي النُّعمى مَواليها
    يا من تُحاصرُكَ الدُّنيا بأجمِعها
    فُكَّ الحصار شهيداً عن أهاليها!
    ..
    فُكَّ عنها دمَكْ
    فَكَّ عنها عَماها الذي هَدَّمكْ
    فَكَّ عنها الحصارْ
    أيُّهذا المحاصَرْ
    فالمجرَّاتُ مؤذنةٌ بالرَّحيلْ
    والمداراتُ تُسرِعُ للمستحيلْ
    كوكبٌ واحدٌ سوف يبقى يميلْ
    عن مَساراتِها..
    كوكبٌ أعدَمَكْ
    كوكبٌ لم يزَلْ يتَقصَّى دمَكْ
    وستشقى لِتَهديهِ...
    أنتَ القَتيلْ!!
    سوف تشقى لِتَهديهِ
    أنتَ القتيلْ
    هكذا دائماً يا إمامَ النَّخيلْ!
    ..
    منذُ أن كُوِّرَتْ
    منذُ أن كلُّ أوجاعِها صُوِّرَتْ
    منذُ صارَتْ مصائرُها آيتَينْ
    ليس بينهما بينَ بينْ
    أن تكونَ بها الشِّمر، أو أن تكونَ الحسينْ
    كنتَ تُذبَحُ يا سيِّدي يا عراقْ!
    ..
    هادياً كنتَ تُذبَحْ
    فادياً كنتَ تُذبَحْ
    ..
    صادياً كنتَ تُذبَحْ
    سَمِّ لي ساعةً من حياتِكْ
    ساعةً واحده
    لم يكنْ دَمُكَ الحرُّ فيها صَداقْ..
    ثمَّ تتركْ فيها شهودَكْ
    رافضاً أن يقودَكْ
    غير هذي الجراحْ
    وتَتيهُ على الكون،
    جَمَّ المروءةِ،
    دامي الجناحْ
    تتَهيَّبُ حتى الرّياحْ
    أن تُلامسَ جُرحَكْ
    ليَكُنْ..
    إنَّ صَرحَكْ
    بعدَ كلِّ دمٍ يستقيمْ
    يتلألأْ فيهِ سناكَ العظيمْ
    ..
    ثمَّ تزرعُ في الليلِ رمحَكْ
    تخرجُ الشمسُ مبتلَّةً بالدِّماءْ
    وتحلُّ ضفائرَها في مياهِكْ
    ويجيءُ النّداءْ:
    أيُّها الوطنُ المبتلى بالرَّزايا
    يا غزيرَ المنايا
    سوف تبقى إلى أبَدِ الدَّهر
    تحمل أوجاعَ كلِّ البرايا
    تتحمَّلُ أوزارَ كلّ الخطايا
    وتؤدّي قرابينَها من دمائكْ
    ..
    كلُّ جيلٍ يجيء
    سيرى وشمَهُ فوقَ مائِكْ
    ويرى رسمَهُ في سمائكْ
    أنجُماً لامعه
    حولَها مُقَلٌ دامعه
    وصِفاحْ
    وأكفٌّ مقطَّعَةٌ بالجراحْ!
    ..
    أختامُ مجدِكَ حتى آخر الزَّمنِ
    أكفُّ أبنائكَ الدّامين يا وطني!
    جرحاً فجرحاً.. رسَمْنا العمرَ خارطةً
    من رعشةِ المهدِ حتى رعشة الكفَنِ
    ونحنُ نسألُ: هل غير الدماءِ لَنا
    ختمٌ نوَثِّقُ فيهِ عشقَنا الوَثَني؟!
    أم أنَّنا عشقُنا لا يستقيمُ بنا
    إلاّ مع الموت، أو إلاّ مع الشَّجَنِ؟!
    الله يا وطني.. الله يا وطني
    الله يا وطني.. الله يا وطني
    إلى متى نأمَلُ الدُّنيا، ونأمَنُها
    ونحنُ منها بسَقفٍ غيرِ مؤتَّمَنِ؟!
    وليكُنْ يا أبي
    كلُّ خوفٍ بنا
    نحنُ أهلُهْ
    كلُّ موتٍ بنا
    نحنُ أهلُهْ
    كلّما التامَ جرحٌ على كفِّ جيلْ
    فزَّ في كفِّ تاليهِ مثلُهْ
    ..
    يا أبي
    نحنُ أطفالُنا أخذوا يولدون
    وجراحاتُهمُ في المشيمَهْ
    ليس هذي شتيمه
    نحن صرنا من الحزن نجفلُ منهم
    وهم قلِّما يجفلونْ!
    ...
    يا عراقْ
    ربَّما آخرُ الصَّوتِ هذا
    بعدَهُ يُرفَعُ الملكوتْ
    فلتُفتِّحْ جميعُ المجاهيلِ آذانَها
    قبلَما يعتريها السّكوتْ
    ..
    من يَقُلْ إنَّ بابلَ تفنى
    بابلٌ لا تموتْ
    من يُراهنْ على جوعِ أهلِ العراقْ
    زادُهُم صبرُهم
    وهوَ ملء البيوتْ
    من يظنُّ بأنَّ الزَّمنْ
    فات أولادَنا
    فالمروءاتُ أزمانُها لا تفوتْ
    وغداً سنرى
    من بنا يرتوي
    ومن اليَلتوي
    كالذُّبابةِ في شبَكِ العنكبوتْ!
    ..
    الآن سأرفَعُ هذي الأوراقْ
    وستعلَمُ كلُّ الدُّنيا يا عبدَ الرزاقْ
    أنَّكَ كنتَ الصَّوتْ
    والوحيُ عراقْ..!


  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    تهجُّدات عراقية



    قد كنتَ مُذْ كنت زيتاً في قناديلي
    وكنتَ دمعي، وشمعي في تراتيلي
    زهوي.. ولهوي.. وشدوي في مواويلي
    وكنتَ عند الصِّبا أحلى أباطيلي
    أشهى غموضِ دمي.. أبهى أكاليلي
    أدقَّ رَصْدٍ على أوهى بَلابيلي
    كنتَ انطباقَ دمي جيلاً على جيلِ
    حتى امتلأتُ امتلاءً بالمجاهيلِ
    كم ضحكةٍ رفرفتْ قربي، علقِتُ بها
    فأفلتَتْ بين آلافِ الشناشيلِ!
    وكم ذؤابةِ شعرٍ كالسَّنا خفقتْ
    وغاب طائرُها وسْطَ الهلاهيلِ
    جرى دمي خلفَها شوطاً، وعاد بهِ
    نَقرُ الدّفوفِ، وإيقاعُ الخلاخيلِ
    كم.. كم قرأتُ على شَّطيكَ أدعيَتي
    وكم بنَيتُ على المجرى عرازيلي
    كتبتُ فيك مزاميري بِحُرِّ دمي
    فأين تقرأ إنجيلاً كإنجيلي؟!
    يا مالكَ العمر.. قالوا: هل تنازعُهُ؟
    أجَلْ.. على كلِّ يومٍ منه يُبقي لي!
    أقولُ: هل ضقتَ بي ذرعاً فتتركني
    أُحصي بقيّةَ عمري بالمثاقيلِ؟
    وأين أمضي بها لو أنت تتركها؟
    وكيف أحملها حملَ المثاكيلِ؟
    يا سيّدي.. يا عراق الأرض.. يا وطني
    يا زهوَ عمريَ مُذْ رنَّتْ جلاجيلي
    ومُذْ درَجتُ ولي طوقٌ أُدحرجُهُ
    وصوتُ أُمّيَ من خلفي يُغنّي لي
    هل فاتَنا العمرُ حتى صار يُخجلنا
    هذا التَّذكُّرُ حتى في الأقاويلِ؟
    أم أنَّني يا عراقَ الأرض يُحرجني
    أمام كِبْرِكَ خَوضي في تَفاصيلي؟
    وكيف أكتبُ شعري فيك يا وطني
    إن لم يكنْ كلُّ عمري فيك يوحي لي؟
    من رَتْقِ دشداشتي، والرِّجلُ حافيةٌ
    لزهوِ أوّلِ يومٍ في السراويلِ!
    من كلِّ محفوظةٍ ما زلتُ أحفظها
    من كلِّ مسطرةٍ أدمَتْ أناميلي!
    من أيِّما دمعةٍ .. من أيِّ مَظلَمةٍ
    حملتُها بين مسجونٍ ومفصولِ
    إن لم يكنْ كلُّ عمري فيك تزكيتي
    فهل سأكتب شعراً بالتآويلِ؟!


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •